صراعات الزوايا والسلطة في المغرب خلال عهد الدولة العلوية من خلال مسارات متقاطعة
فئة : أبحاث عامة
صراعات الزوايا والسلطة في المغرب خلال عهد الدولة العلوية من خلال مسارات متقاطعة
الملخص:
ارتبطت ثقافة النخبة المغربية خلال القرن التاسع عشر بالموروث الصوفي المتعدد المشارب، وهو ما ساهم في بروز كتابات وانتماءات وممارسات مختلفة تقاطعت أحيانًا وتناقضت في أحيان أخرى، وذلك حسب توجهات السلطة واختياراتها.
ليس الغرض في هذه الورقة البحثية استحضار الأبعاد الدينية لحركة التصوف بالمغرب خلال القرن 19م، ولا وصف التنظيمات الطرقية بها بشكل دقيق، وإنّما الهدف تتبع تأثيراتها السياسية والإيديولوجية داخل مؤسسة السلطة، وذلك من خلال تعقب الأسباب المتحكمة في اختلاف توجهات السلاطين ورجالات البلاط اتجاهها.
لقد كانت الطائفة الدرقاوية، التي ارتبط تأسيسها بشخصية مولاي العربي الدرقاوي، مستقلة منذ بداياتها، ولذا لم تلق النجاح في صفوف النخبة ورجالات المخزن، غير أنّها ما لبثت أن اخترقت صفوف السلطة المركزية في مراحل لاحقة، وبالخصوص مع انتقال الزعامة إلى فرع الأسرة الحراقية، حيث وجدت موطئ قدم لها في عهد السلطان محمد بن عبد الرحمان وابنه الحسن.
أما الطريقة التيجانية، والتي تعتبر من أكبر الطرق تأثيرًا في المغرب، فإنّها كانت على وفاق دائم مع السلطة منذ بدايات تأسيسها، حيث لقي شيخها أحمد التيجاني ترحيبًا كبيرًا من قبل السلطان المولى سليمان، وتمكن من الاندماج بسرعة ضمن النخبة المؤثرة في المحيط العلمي والديني والسياسي للسلطان.
وبالنظر إلى تصاعد دور الطريقتين التيجانية والدرقاوية خلال القرن التاسع عشر، فإنّ مجالات الاحتكاك بينهما اتخذت طابع الحدة والقسوة، وهو الأمر الذي عبرت عنه النقاشات الفكرية بين المتخالفين، وإن كان تتوارى في الظل أسباب أخرى مرتبطة بالمنافسة التي لا بد منها بين الأقران، وقد عمق ظهور تأثير حركة محمد بن عبد الوهاب النزاعات بين السلطة وتيارات طرقية بعينها تم استهدافها دون غيرها.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا