علاقة الدين بالعلم عند برتراند راسل: عرض في كتاب (العلم والدين)
فئة : أبحاث عامة
علاقة الدين بالعلم عند برتراند راسل([1])
عرض في كتاب (العلم والدين)
ملخّص البحث:
يكشف عرضنا، في كتاب (الدين والعلم) لمؤلّفه الفيلسوف الإنجليزي المعاصر برتراند راسل، عن مجموعة من الفروقات المتحقّقة بين النظرية العلمية والعقيدة الدينية من جهة، والقواسم المشتركة الممكنة من جهة أخرى، ما بين العقيدة الدينية، والنظرية العلمية.
ظاهرياً، يبدو أنّ الحقيقتين العلمية والدينية تنتميان إلى عالمين مختلفين ومتعارضين، وهو اختلافٌ يتجسّد على مستوى المناهج المعتمدة، والغايات المرجوّة. إذا كان العلم يريد/يقدّم معرفة بالطبيعة، فإنّ الدين يريد/يقدّم معنىً للحياة. إنّ الحقيقة الدينية حقيقة اتّخذت شكل عقيدة لا تجادل، ولا تُردّ، فأضحت ثابتة، وغير قابلة للتغيير. في المقابل، يستند العلم على الملاحظة، والفرضية، والتجريب، ليلتزم أكثر بانضباط عقلاني ما. يهدف العلم إلى معرفة الواقع والطبيعة، ويطمح إلى بناء نظريات كليّة، ولو كانت بصلاحية مؤقتةً فحسب.
تجد الحقيقة العلمية نفسها، اليوم، أكثر فأكثر، مشروطة بالتطوّرات التقنية، التي تجعلها أكثر دقّة؛ لذلك تخضع هذه الحقيقة، بوصفها تجريبية وعملية بالأساس، للتطوّر التقني؛ بل إنّ ما نشهده هو كون الحقيقة العلمية ذاتها تحوّلت إلى حقيقة تقنية عملية ونافعة. لقد ترك العلم البحث عن الحقيقة، وعليه، لم تبقَ المعرفة عبارة عن صورة ذهنية للكون، أو بحث في الأسئلة الأساسية المرتبطة بالأصول والغايات، بقدر ما أصبحت حلولاً ناجعةً لمشكلاتٍ عملية.
ينبّهنا راسل إلى أنّ هذه النزعة البراغماتية الجديدة في العلم لم تكن حاضرة لدى الروّاد، الذين استطاعوا الإبداع؛ لأنّهم آمنوا بالحقيقة، التي أضحت، بفعل حماسهم، لها مطلقةً، شأنها شأن الحقيقة الدينية.
هذه الرغبة في المعرفة والبحث عن الحقيقة قرّبت الحقيقة العلمية من الحقيقة الدينية. لقد امتلك هؤلاء الروّاد إيماناً قويّاً بالحقيقة مُشابهاً لإيمان المتديّنين بالإله، ومن هنا إمكانية تحوّل هذه الحقيقة العلمية إلى دوغمائية علمية.
كما هو معلوم، سيطر الدين على صورة العالم في القرون الوسطى، في حين سيُسيطر العلم على صورة العالم في العصر الحديث. لقد شكّلت مجلّات الفلك، والبيولوجيا، والطب، والتصوّف، والأخلاق، بُؤراً للصراع بين رجال الدين، ورجال العلم، طيلة القرون الأربعة الأخيرة، وهو صراع استطاع العلم، في تصوّر فيلسوفنا، أن يخرج منه مُنتصراً، وأكثر قوّة، في حين كان على الديانة المسيحية أن تُعيدَ التفكير في جوهرها، وتتخلّى عن رغبتها في مُمارسة الاضطهاد.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
1 ألقيت هذه الورقة في ندوة: "الدين والعلم من منظور فلسفي"، المنعقدة بتاريخ 01 و02 نيسان/أبريل 2015م، اشراف د. صابر مولاي احمد، تنسيق د. عبد النبي الحري. مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، بالتنسيق مع مختبر "التاريخ والعلم والمجتمع" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة شعيب الدكالي.