علم الناسخ والمنسوخ
فئة : مفاهيم
يعني النسخ لغة الإزالة والنقل والتبديل والتحويل، وشرعا معناه: "أن يرد دليل شرعي متراخيا عن دليل شرعي مقتضيًا خلاف حكمه، فهو تبديل بالنظر إلى علمنا وبيان لمدّة الحكم بالنظر إلى علم الله تعالى"(الجرجاني، د.ت، ص202) وهو أيضا "بيان انتهاء الحكم الشرعي في حقّ صاحب الشرع، وكان انتهاؤه عند الله تعالى معلوما، إلاّ أنّ في علمنا كان استمراره ودوامه وبالناسخ علمنا انتهاءه، وكان في حقّنا تبديلا وتغييرا" (الجرجاني، د.ت، ص202). وقد اهتمّ العلماء بالناسخ والمنسوخ إلى درجة تحوّل معها هذا المبحث علما قائم الذات، واعتبر من أهمّ علوم القرآن والتفسير، وصدرت في شأنه كتب كثيرة نذكر منها: كتاب "النّاسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى" لقتادة بن دعامة السدوسي (ت 117 هـ)، وكتاب "النّاسخ والمنسوخ " لابن شهاب الزهري (ت 124 هـ)، وكتاب "الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن" لأبي عبيد الله القاسم بن سلاّم (ت 224هـ)، وكتاب "الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه" لمكي بن أبي طالب القيسي (ت 313هـ)، وكتاب "الناسخ والمنسوخ" لأبي جعفر محمّد بن أحمد النحّاس (ت 338هـ)، وكتاب "أخبار الرسوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ" لابن الجوزي (ت597هـ)..
والنسخ في القرآن أنواع، منها ما نسخت تلاوته وحكمه معا، وما بقيت تلاوته ونسخ حكمه، وما نسخت تلاوته دون حكمه. واتفق العلماء حسب الزركشي في جواز نسخ القرآن بالقرآن، والسنّة المتواترة بمثلها، والآحاد بالآحاد، والآحاد بالمتواترة. وأمّا نسخ المتواتر سنّة أو قرآنا بالآحاد، ففيه اختلاف. (نسخ، ج40، ص 259). ويذكر التهانوي أربعة أقسام للنسخ، وهي نسخ الكتاب بالكتاب أو السنّة بالسنّة أو الكتاب بالسنّة أو العكس وذلك عند الحنفيّة، ويشير إلى أنّ الشافعي قال بفساد القسمين الأخيرين.(التهانوي، 1983، ج2، ص 1694).
انظر:
·التهانوي، محمّد علي (1996). كشّاف اصطلاحات الفنون. (ط.1). لبنان: مكتبة لبنان ناشرون. ج2، ص ص 1691-1694.
·الجرجاني، علي بن محمّد السيّد الشريف. (د.ت). معجم التعريفات. (محمّد صدّيق المنشاوي، محقّق). القاهرة-مصر، دبي-الإمارات: دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير.
نسخ. (1983). الموسوعة الفقهيّة. (ط.2). الكويت: طباعة ذات السلاسل. ج 40، ص ص 256-259.