فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل
فئة : أبحاث محكمة
فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل([1])
الملخّص:
مدار هذا العمل على غرضين متكاملين: أوّلهما دراسة سيرة فاطمة ابنة النبيّ في الواقع التاريخي، وثانيهما الانتقال بسيرة فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل (L’imaginaire). فبخصوص الغرض الأوّل درس المؤلّف سيرة فاطمة على نحو ما يُعتقد أنَّها جرت في نسيج الاجتماع والعمران والتاريخ، وذلك في ضوء ما توفّر من أخبار وروايات عن الشخصيّة المدروسة. وتبيّن أنَّ هذا المستوى من سيرة فاطمة يمكن تناوله عبر محطّتين متعاقبتين زمانيّاً هما: فاطمة في رعاية الرسول من جهة، وفاطمة بعد وفاة الرسول من جهة أخرى. وأفضى البحث، ههنا، إلى حقيقة يبدو أنَّها لم ترضِ الضمير الإسلامي بشقّيْه السُنّي والشيعي، مفادها أنَّ سيرة فاطمة في التاريخ باهتة جدّاً (الخصاصة، عدم تقدّم شباب مكّة لخطبتها، سوء المعاملة من زوجها عليّ بن أبي طالب أوّلاً، ومن الخليفة أبي بكر ثانياً، عدم تأدية أيّ دور مهمّ في مسيرة الإسلام الناشئ....). وهذا الأمر أحوج كتّاب السيرة وأهل الأخبار إلى الانتقال بسيرة فاطمة من واقع التاريخ إلى خطاب المتخيّل. وهنا درس المؤلّف أهمّ مبرّرات ذلك الانتقال (المبرّر التاريخي...، المبرّر الجدالي المذهبي بين أهل السُنّة والشيعة...). ثمّ رصد المؤلّف أبرز التقنيات التي استخدمها القدامى في تحقيق ذلك الانتقال المشار إليه أعلاه (التبئير، التحويل، الإنتاج). وانتهى المؤلّف إلى القول إنَّ القدامى انتقلوا بفاطمة من شخص تاريخي (personne historique) إلى شخصيّة متخيَّلة (personage imaginaire)، وهم بذلك يعيدون باستمرار كتابة سيرة فاطمة مثلما تمثّلوها في ضميرهم الجمعي. ومن ثمّ أسّسوا على التدريج صورة عن فاطمة مفارقة للتاريخ.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- يمثّل هذا العمل الفصل الأوّل من كتاب: "جدل التاريخ والمتخيّل: سيرة فاطمة"، تأليف: بسّام الجمل، منشورات مؤسّسة "مؤمنون بلا حدود" للدراسات والأبحاث، ط1، 2016 ـ ص ص 23 ـ 54.