فريدريك فيلهلم شيلنغ (Friedrich Wilhelm Schelling)
فئة : أعلام
ولد الفيلسوف الألماني فريدريك فيلهلم جوزيف فون شيلنغ (Friedrich Wilhelm Joseph von Schelling) في 27 جانفي 1775 بليونبرغ من إقليم فورتمبرغ. درس اللاهوت في المدرسة الإكليركية بتوبنغن رفقة كلّ من هيغل (Hegel) وهولدرلن (Hölderlin). ثمّ تحوّل إلى جامعة ليبزغ ليدرس العلوم الطبيعيّة. تأثّر في البداية بالمثاليّة الكانطيّة وتجلّى ذلك في كتاباته الأولى ومنها: "في إمكان صورة للفلسفة بوجه عام" (1795)، "في الأنا مبدأً للفلسفة" (1795)، رسائل فلسفيّة حول الوثوقيّة والنقديّة" (1796). ثمّ تأثّر بكانط وفيخته وسبينوزا. نال درجة الدكتوراه سنة 1795، وعين أستاذاً للفلسفة في جامعة يينا (Jena) سنة 1798 إلى جانب فيخته، وساهم مع هيغل في إصدار مجلة فلسفية. واهتمّ بمباحث الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعيّة.
دعي محاضرا في جامعات عدّة مثل جامعة فورزبورغ (1803-1806) وأرلنغن (1820-1826) وميونيخ حيث عيّن أستاذ كرسي الفلسفة في جامعتها (1827) وبرلين (1841). واختير سنة 1806 ليكون أمينا عاما لأكاديميّة الفنون الجميلة وعضوا بأكاديميّة العلوم بميونيخ.. وعلى هذا النحو عيّنه فريدريك فلهلم الرابع ملك بروسيا عضوًا في أكاديميّة العلوم ببرلين سنة 1841.
اهتمّ في البداية بالفلسفة الطبيعيّة وحاول التوفيق بين "مذهب سبينوزا في وحدة الوجود وبين جدليّة فيخته" (طرابيشي، 2006، ص 399). وبرز ذلك في عدد من مؤلفاته من قبيل: "أفكار لفلسفة في الطبيعة (1797)، "في نفس العالم" (1798). ثمّ تحوّل اهتمامه إلى فلسفة الدين في كتابه "الفلسفة والدين" (1804) وكذلك في "بحوث فلسفيّة في ماهية الحرّيّة الإنسانيّة" (1809)، و"فلسفة الميثولوجيا" و"فلسفة الوحي" (نشرا إثر وفاته).. "ولا تختلف فلسفة شيلنغ الدينيّة عن فلسفته الطبيعيّة إلاّ في تصوّر المطلق: في البدء رأى المطلق "مثالا صرفا"، وحاول أن يستخرج منه الأشياء بجدل عقلي، ثمّ عاد فرآه إرادة تُخرج الأشياء منها بالنزوع، وقد دعا هذا الانتقال من الجدل إلى الإرادة، انتقالا من الفلسفة السلبيّة إلى الفلسفة الإيجابيّة" (الحاج، 2000، ص 327).
توفّي شيلنغ في 20 أوت 1854 بباد راغاز (Bad Ragaz) (سويسرا).
انظر:
- الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون.
- طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر.