في الإجابة عن سؤال من نحن؟ قراءة في فكر فتحي المسكيني

فئة :  أبحاث محكمة

في الإجابة عن سؤال من نحن؟ قراءة في فكر فتحي المسكيني

في الإجابة عن سؤال من نحن؟ قراءة في فكر فتحي المسكيني

ملخص:

تبحث هذه الورقة في إشكالية الهوية الفردية والجمعية والانتماء تحت سؤال جامع هو سؤال من نحن؟ وتداعياته الثقافية والسياسية في ضوء مجمل كتابات المفكر فتحي المسكيني، والذي نجد أنه هو المفكر العربي المعاصر الوحيد الذي طرح هذا النوع من السؤال بهذه الصيغة، وقد اعتمدت الاستقصاء الشامل لهذه المسألة في إنتاجه الفكري، وتحليلها وإبراز حججها النقدية وما يدعمها من أبحاث حديثة المتعلقة بفينومينولوجيا النحن؛ وكانت أبرز النتائج التي توصلت إليها هذه الورقة هي أن الإجابة عن هذه المسألة عند المسكيني هي إجابة ذات أبعاد متعددة ومركبة من ناحية فلسفية فينومينولوجية ومن سياسية ثقافية نستجمعها في جملة: نحن ذات بلا هوية.

مقدمة

من نحن؟ هو سؤال شغل فكر فتحي المسكيني منذ كتاباته واشتغالاته الفلسفية المبكرة (منذ تسعينيات القرن الماضي) وكان قد قدم إلى هذا السؤال، بوصفه السؤال الظاهر أحيانا والمحتجب في أحيان أخرى والمحرك للفلسفة الغربية خاصة منذ عصر كانط ووصولا إلى هابرماس، كما أنّ هذا النوع من التساؤل قد ظهرت بوادره وصيغ منه في كتابات الفلسفة العربية الوسيطة (الكندي، الفارابي، ابن سينا، ابن خلدون...) إلا أن المسكيني قد استعاد هذه المسألة بشكل يتمتع بجدية وراهنية خاصة، ويمكن القول إنّه قد شهد تحقيقات مختلفة ضمن فلسفته من منظورات فلسفية متعددة (فينومينولوجية، تأويلية، جندرية، فلسفية سياسية.، فيلولوجية، تفكيكية...)؛ وذلك في كل أبحاثه ولكن بالخصوص في الثلاثية التي صدرت تباعا: الهوية والزمان: تأويلات فينومينولوجية لمسألة النحن (2001)، الفيلسوف والإمبراطورية: في تنوير الإنسان الأخير(2005)، الهوية والحرية: نحو أنوار جديدة (2011). إنّ هذا الاشتغال الذي أخذ عقدا من الزمن بالخصوص وأزيد على العموم في مجمل كتاباته هو عبارة عن نقاش للمصادر الروحية الكبرى للثقافة الغربية والعربية من أجل الكشف عن وجه جديد لهذا السؤال يمكن له أن يكون بمثابة السؤال المؤسس للفلسفة العربية المعاصرة وإشكالاتها المستقبلية، فسؤال من نحن؟ ليس سؤالا عن الهوية إلا في طبقة من طبقاته؛ فالمسكيني يزيح هذا النوع من التعامل الهَووي مع هذا السؤال، باعتباره مرحلة قد تم الخوض فيها في ثقافة الملة إلى مرحلة نهايتها كما أرخ لذلك ابن خلدون في مقدمته ووجب الآن خوض استشكال جديد حول هذه المسألة في عصر القشتال (Ge-stell)والإمبراطورية والأيكولوجيا...، من أجل افتراع إجابة لا هَووية عن هذا السؤال، أو إجابة لا تكون فيها الهَوية أو الانتماء إلا أحد جوانبها العرضية، وبالتالي ففكره يتحدى طريقة تشكل الانتماء الحالي لأنفسنا. ولذلك علينا أن نطرح هذا السؤال الآن: ما هي الأدوات المنهجية التي استخدمها المسكيني، والتي يمكن لها أن تحررنا من التصور الهَووي الثقافي والأنثروبولوجي لمسألة النحن؟ ومبدئيا يمكننا الإجابة بالقول إنّ الفينومينولوجيا الأنطولوجية والفينومينولوجيا التأويلية كانتا الوسيلتين اللتين استخدمهما للبحث في هذه المسألة؛ وذلك بالخصوص في كتاب الهوية والزمان، والذي سطر واستجمع فيه الإشكالات الرئيسة لهذه المسألة. ويجدر بنا التنويه إلى أنّ هذا الحصر ليس حصريا، ففي كثير من نصوصه يتجاوز العُدّة المفاهيمية الفينومينولوجية إلى مناهج فلسفية أخرى وكذلك إلى نحت مفاهيم ومصطلحات جديدة (مثل: المسلم الأخير، الاستخلاف المستحيل... وغيرها) وفي كل مرة كانت تظهر الهوية الثقافية الأنثروبولوجية بمثابة الحد الأدنى الذي نحتاجه للإجابة عن سؤال من نحن، إنّ فتحي المسكيني هو فيلسوف اللاهوية بامتياز وهذا التصنيف هو تصنيف منهجي أداتي فقط ليساعدنا على قراءة نصوصه المختلفة ضمن إشكالية معينة. وإذا أردنا التحدث عن فتحي المسكيني وتصنيفه ضمن تيارات وحركات فلسفية مختلفة، سواء أكانت حداثية أو ما بعد حداثية، فسيخيب سعينا في ذلك، ولا يمكننا القول سوى أنه فيلسوف ينتمي لنفسه.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا