في تفكيك آليّات التعصّب الدينيّ
فئة : أبحاث محكمة
في تفكيك آليّات التعصّب الدينيّ([1])
ملخّص:
يمثّل «الاختلاف»، في المنظومات الدينيّة-السياسيّة، عائقاً أمام ما تبحث عنه من دور سلطويّ يضمنه التفرّد بتمثيل الحقيقة وبتشكيل الوعي الدينيّ؛ فالتعدّد والتنوّع معدودان في منطقها ضرباً من الانحراف يقتضي من المؤمن معالجته للوصول إلى وضع «اللاختلاف» أو التماهي. وهي تراهن في تحقيق أهدافها على سلطة الخطاب الدينيّ وعمق أثره في ضمائر المؤمنين. لذلك كانت أدبيّاتها خاضعة لاستراتيجيّات خِطابيّة تحقّق لها هذه الأهداف، ولاسيّما أنّ وعي الإنسان بالوجود هو وعي لغويّ. وتظلّ هذه الاستراتيجيّات مشدودة إلى الإقناع بأنّ للحقيقة وجهاً واحداً، وأنّ للسلوك نمطاً واحداً، وأنّ للانتظام السياسيّ الاجتماعي إمكاناً واحداً. فتكرّس بذلك فكراً أرثوذكسيّاً هو في جوهره نظامٌ من التصوّرات الخاضعة لآليّات اجتماعيّة معرفيّة كفيلة بضمان استمرارها. والذوات الاجتماعيّة الواقعة تحت تأثيره «تتقمّص من الداخل كلّ النظام النفسي-المعنوي-الاجتماعي-السياسي الذي يحدّده تحت عنوان التطابق مع المقدّس». وبفضل الاقتران بالمقدّس ومسلّمة التفرّد بالحقيقة، يكتسب الخطاب سلطة غير محدودة على ضمائر الأتباع، فيَعدّونه من قبيل ما يستحقّ «أن يُضحّى من أجله بكلّ التضحيات»، و«يلجؤون من أجله إلى العنف المباشر، دون أيّ تردّد أو تعقّل: العنف، التقديس، الحقيقة، هي ذي الأركان الثلاثة التي لا تنفصم، والتي يرتكز عليها الوجود المباشر للجماعة المؤمنة». وحضور البعد الماورائي في هذا الخطاب يكسبه إمكانيّات تأثيريّة لا تتوافر في غيره من الخطابات؛ لأنّ الأهمّ في وعي المجموعة المؤمنة ليس هذه «الدنيا العابرة»، بل هو «النجاة في الآخرة»، والفوز «بالدار الدائمة». في إطار هذه المعاني يقدّم الخطاب اختياراته في الفكر وفي السلوك، باعتبارها الطريق المنجية دائماً. وتتحوّل مفاهيم «الآخرة»، و«الحساب»، و«المصير»، و«الثواب»، و«العقاب»، إلى رصيد دلاليّ ناجع الاستثمار.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- نشر هذا البحث في كتاب "التسامح الديني في الثقافة العربية: دراسة نقدية"، الجزء الأول، إشراف ناجية الوريمي، مؤمنون بلا حدود.