فيما بين الشّعر والفلسفة والتّصوّف من اتّصال: رباعيّات الخيّام أنموذجًا
فئة : أبحاث عامة
الملخّص:
تعدّ رباعيّات الخيام - باعتبارها مقطوعة شعريّة مكوّنة من أربعة أبيات - من أجود ما أبدعه الفكر والشّعر الفارسيّ الجامع بين عمق الفكرة وجمال العبارة وصدق الشّعور؛ فَحُقّ لها أن تنال مرتبة الخلود والعالميّة، كما حُقّ لعمر الخيّام أن يستوي بين فلاسفة فارس والعالم ككلّ، فيلسوفًا فذًّا ومن كبار شعراء الفلسفة الإنسانيّة، وأن تكون رباعيّاته زادًا فلسفيًّا وشعريًّا وجماليًّا وإنسانيًّا، جعلت منه فيلسوف الشّعراء وشاعر الفلاسفة؛ حيث أثبت الكثير من الدّارسين أنّ "الخيّام كان رياضيًّا يعالج الأرقام ويضرب أخماسها في أسداسها، وفلكيًّا يساهر النّجوم ويرصد ثوابتها وسيّاراتها" (البستاني، 1992م، ص 10)، لكن لم يكن علم الأرقام يشغله عن علم الكلام، ولم يلهه سير النّجوم عن سير الأنام؛ "فقد كان في عزلته يستعيد رائد الطّرف من مسارح النّجوم والأقمار، ويحلّ عقال الفكر من مشكلات الاتّساع والأعشار، وينظر من حوله، فيرى من الطّبيعة نباتًا ناميًا ونهرًا جاريًا، وطائرًا شاديًا، ومن النّاس جائرًا عاتيًا، ولئيمًا مداجيًا، وتقيًّا مرائيًّا، فيطرق يفكّر في شأن الإنسان ومصيره، فيعدّ بجهله وغروره، ويتراءى له الوجود فانيًا، والحاضر ماضيًا والمستقبل حاضرًا" (البستاني، 1992م، ص 10)، فكان بذلك فيلسوفًا وشاعرًا وصوفيًّا ذا طريقة ومذهب.
من كلّ ما سبق، وبالاعتماد على العلاقة المتبادلة بين الشعر والفلسفة والتّصوّف في رباعيّات الخيّام؛ ستسعى هذه الدّراسة إلى الإجابة عن سؤال أساس مفاده: هل يمكن القطع مع الخيّام باعتباره أحد شعراء الخمريّات ممّن أحبّوا طعمها المرّ ولونها الصّافي، وكأسها الشّفافة، ودَنِّها الملآن؟ أم أنّ الرّباعيّات دليل على أنّ الخيّام وجوديّ، ومتصوّف وفيلسوف متألّه، درس الفلسفة وبحث في الوجود والخلق والحرّيّة والجبر والاختيار، وارتقى إلى التّفكير في الله ثمّ الشّعور به؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا