قراءة تفكيكية في مشروع طه عبد الرحمن الفلسفي


فئة :  أبحاث محكمة

قراءة تفكيكية في مشروع طه عبد الرحمن الفلسفي

قراءة تفكيكية في مشروع طه عبد الرحمن الفلسفي

الملخص:

كثيرة هي الأطروحات التي تتقدم لنقد وتفكيك المشروع الفلسفي للمفكر المغربي طه عبد الرحمن، سواء النقد بشقيه؛ «السلبي» أو «الإيجابي». ولسنا ضد هذه الأطروحات ما دامت تلتزم صفة الموضوعية «الحيادية» العلمية طريقاً، وهي أهم ما يميز الدراسات النقدية العلمية. وبهذا الاعتبار، يمكن القول إن منتقدي طه عبد الرحمن ومشروعه العلمي هم كل الذين يفكرون في قضايا الفكر الفلسفي العربي والإسلامي على غير طريقته أو مسلكه.

والبحث يركز على بعض الانتقادات التي تعرض لها مشروع طه عبد الرحمن من الخارج وليس من الداخل المغربي. وأشهر الانتقادات في ذلك هو النقد الذي تعرض له المشروع الطاهائي من مفكرين لبنانين أمثال «الدكتور علي حرب» و«الدكتور ناصيف نصار» صاحب مشروع الاستقلال الفلسفي ومفهوم النهضة الثانية.

وطبيعي أن تكون، هناك بعض الآراء الناقدة للمشروع الفكري الطاهائي؛ إذ إن عمل الفلاسفة هو المحاورة في ما بينهم، أو السجال المعرفي في طرائق ومسالك الإبداع أو منطق التفلسف، يقول علي حرب: "وهكذا فالفلاسفة يعملون على نقد بعضهم بعضا، بالطبع ليس بهدف الهدم، ولا من أجل الإدانة، بل من أجل خلق رهانات جديدة للتفكير، نطلق ما انحبس، أو تفلق ما امتنع أو نهتك ما أنحجب».

تمهيد:

كثيرة هي الأطروحات التي تتقدم لنقد وتفكيك([1]) المشروع الفلسفي الطاهائي، سواء النقد بشقيه؛ «السلبي» أو «الإيجابي».

ولسنا ضد هذه الأطروحات ما دامت تلتزم صفة الموضوعية «الحيادية» العلمية طريقاً، وهي أهم ما يميز الدراسات النقدية العلمية. لكن الأزمة الحقيقة أن النقد لا يخلو دائماً من الإيديولوجية التي تحرك أفكار الناقد وتتحكم أحياناً في مضامينه، وتسوق عقله إلى منحى يأبى فيه أن يتخلى عن مقولاته، وهذا في نظري هو ما يقلل من أهمية النقد، ويجعله نقدا ذاتيا لا يتحرى الدقة. وما أكثر الخصومات الفكرية بين المفكرين، التي تدفع بعضهم إلى نقض وهدم أفكار مهمة وبناءة من أجل مصالح شخصية، واعتبارات خاصة وهو ما يعرف بـ«النقد المأجور».

«من هنا كانت من هذه الانتقادات ما يصدر عن النقد الإيديولوجي إزاء نزوع طه عبد الرحمن إلى التدين واعتباره منطلق الإبداع، بل لا يمكن إلغاؤه بالمرة، في كل عملية من علميات التفكير الفلسفي والعلمي. وهناك نقد يصدر عن الجدال الفكري والفلسفي، حيث لا ينظر إلى مقولات طه عبد الرحمن نظرة مؤدلجة، بل نظرة المتفلسف أو نظرة المشارك له في علوم المنطق وفلسفات اللغة.

وبهذا الاعتبار، هل يمكن القول إن منتقدي طه عبد الرحمن ومشروعه العلمي هم كل الذين يفكرون في قضايا الفكر الفلسفي العربي والإسلامي على غير طريقته أو مسلكه؟ بمعنى هل نظرية الدلالة-الإشكالية في فكر محمد المصباحي هي مناهضة لفكر طه عبد الرحمن في تقريبه لمسائل التراث الفلسفي الرشدي!؟ وهل تفكير عبد المجيد الصغير في بناء القول الكلامي وصوره التاريخية والاجتماعية والمذهبية مخالفة، على العموم، لمسار تفكير طه عبد الرحمن في المناظرة الكلامية؟ ثم هل تفكير مفكري النهضة العربية الحديثة اليوم يرغبون في محو التاريخ والسياسة من أجل تحقيق النهوض العربي والإسلامي؟!!»([2]).

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

([1]) لم نشأ هنا استخدام عبارة تقويض المشروع الطاهائي، وإنما آثرنا استخدام كلمة التفكيك، رغم أن هناك بعض المفكرين سخروا كل آلياتهم النقدية والتفكيكية من أجل نقض وتقويض دعائم المشروع الفلسفي الطاهائي، بدعوى انتمائه إلى الدين واستحضاره كشرط في التفلسف.

([2]) يوسف بن عدي، مشروع الإبداع الفلسفي العربي، قراءة في أعمال الدكتور طه عبد الرحمن، منشورات الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 2012م، ص179