قسطنطين (Constantin)
فئة : أعلام
هو فلافيوس فالريوس كونستانتينوس. عرف تاريخيا باسم قسطنطين الكبير، وهو من أشهر أباطرة الرومان. كانت ولادته في بلدة نايسوس (Naissus) حوالي 273م، وهو ابن غير شرعي لقيصر الغرب كونستانتينوس كلوروس من محظيّته الشرعيّة هيلينا. انخرط في سلك الجنديّة مبكّرا وتعلّم فنون القتال ونشأ تنشئة عسكريّة تحت رعاية والده، شارك في عدد من الحروب ضدّ الفرس والمصريين والقبائل الجرمانيّة.. خلف أباه في حربه ضدّ بريطانيا ووجد حظوة لدى الجند دفعتهم إلى المناداة به قيصرا وأغسطسا - امبراطورا في الوقت نفسه. خاض صراعا طويلا مع قيصر روما مكسنتيوس، وانتصر عليه في معركة جسر مولفيوس الحاسمة سنة 312م، وتمكّن من دخول روما ليستقبله مجلس الشيوخ ويخلع عليه لقب أغسطس؛ فصار امبراطور الغرب الروماني دون منازع، وقد شيّدوا له بالمناسبة قوس نصر حمل اسمه في مدينة روما، وهو من أعظم أقواس النصر الرومانيّة وأهمّها.
زوّج ليكينيوس امبراطور الشرق أخته واتفقا على اقتسام النفوذ في الامبراطوريّة، وأصدرا سنة 313م مرسوم ميلانو الشهير القاضي بحرّية العبادة للمسيحيّين، ولكن سرعان ما ألغي الاتفاق ونشبت الحرب بين الطرفين لتؤول الغلبة إلى قسطنطين، ويصبح امبراطور روما الأوحد ووقع اختياره على بيزنطة عاصمة لملكه بعد أن قام بإعادة بنائها وتوسعتها، ودشنها سنة 330م تحت اسم القسطنطينيّة نسبة إليه.
تنسب إليه مجموعة من الإصلاحات في مختلف المجالات (سياسيّة، إداريّة وعسكريّة) ممّا يسّر تحوّل الامبراطوريّة الرومانيّة إلى دولة ملكيّة وراثيّة مستبدّة للامبراطور فيها سلطات مطلقة، سعى فيها قسطنطين إلى إيجاد دعم إلهي يضفي على حكمه طابع القداسة؛ فوجد ضالته في إله المسيحيّين، فأعلن المسيحيّة ديانة رسميّة للامبراطوريّة الرومانيّة، وصادر معابد الوثنيّة وحوّل عددا كبيرا منها إلى كنائس، وأعفى رجال الدين المسيحيّين من الضرائب، ومنح الكنيسة الكثير من المساعدات المادّيّة شريطة أن تعترف بدولته وتسند حكمه، وهو ما جعلها ركنا أساسيّا في وحدة الامبراطوريّة. ولهذا السبب تدخّل قسطنطين ودعا إلى عقد مجمع مسكوني للكنيسة في نيقية سنة 325 م لتجاوز الخلافات المذهبيّة واللاهوتيّة التي ظهرت في عهده، وكادت تعصف بوحدة الكنيسة.
أعدّ أبناءه لخلافته في الحكم؛ فعيّنهم تباعا في منصب قيصر، وهم قسطنطين الثاني وكونستانتيوس الثاني وكونستانس، وتمّ احترام هذا الترتيب إثر وفاته.
توفّي في 22 أيار سنة 337م في نيقوميديا بآسيا الصغرى بعد اعتناقه المسيحيّة وتعميده، وهو على فراش الموت وتمّ دفنه في كنيسة الرسل بالقسطنطينيّة.
راجع:
·ديورانت، و.و. (د.ت). قصة الحضارة (قيصر والمسيح أو الحضارة الرومانيّة). (محمد بدران، مترجم). بيروت- لبنان: دار الجيل. مج 3، ج3.