كيف تفعل قوة صورتك الذاتية لحياة أكثر إنتاجية


فئة :  مقالات

كيف تفعل قوة صورتك الذاتية لحياة أكثر إنتاجية

كيف تفعل قوة صورتك الذاتية لحياة أكثر إنتاجية

معلومة افتتاحية:

"الصورة الذاتية للشخص تتأثر بدوره الاجتماعي، الذي هو سمة موضوعية للشخص، مثل وضعه في المجتمع المحيط به (طالب/طالبة/أب/أم/شريك/شريكة/لاعب/لاعبة…إلخ). ويلعب الشخص دورًا في تشكيل فكرة طفيفة عن هذا الشخص لنفسه وللآخرين، وكذلك إعطاء فكرة عن توقعات المجتمع للشخص المذكور في مواقف مختلفة".

تعريف مصطلح الصورة الذاتية:

الصورة الذاتية ترتبط بطريقة رؤيتك لنفسك داخليًا وخارجيًا على حدٍّ سواء، وهي: "الفكرة أو التصور أو الصورة الذهنية التي يمتلكها المرء عن نفسه". ويعرفها قاموس أكسفورد بأنها: "فكرة المرء عن قدراته ومظهره وشخصيته". ويأتي المصطلح بمسميات أخرى مشابهة: (مفهوم الذات، التصور الذاتي، الوعي الذاتي، انعكاس الذات، فحص الذات).

الصورة الذاتية: لكل شخص صورة ذاتية خاصة به، تنشأ وتتكون منذ الطفولة، تحديدًا عند سنوات الطفولة المبكرة، وتتغير وتتطور عبر مراحل النمو المتعددة، وتتأثر بالمواقف الفعلية، والتحديات التي تتطلب مواجهة، وأزمات الحياة، والمراحل الانتقالية في حياة كل شخص. هذه الصورة عبارة عن نظرتك لذاتك كنظرة فردية شخصية، وهي في علم النفس عبارة عن التصور الذي يتخيله الشخص عن نفسه أو الذي يصنعه. ويمكن لهذا المصطلح أن يتقاطع مع مفهوم الهوية الشخصية، إلا أن مصطلح صورة الذات يشير بصورة أكبر إلى النواحي النفسية والحالات العاطفية، فهو مفهوم يعبر عن الإدراك الحسي الذاتي، والذي يصب في النهاية في خانة مفهوم الذات، ويمكن أن تنقسم مصادر تكوين الصورة الذاتية عن طريق الجانب الداخلي، أو الجانب الخارجي الذي ينتج عن خبرات تعامل الأشخاص مع الفرد، أو الناتجة عن فهم ذاتي لتصور الآخرين عن ذلك الشخص.

وخلاصة القول إن الصورة الذاتية هي "بناء ذاتي"، مرتبطة بنظرية المفهوم الذاتي، وهي نظرة الشخص الذاتية إلى من هو بيولوجيًا، وعاطفيًا، وروحيًا، ومن أي جانب آخر يجعله نفسه. ولها معنى مماثل، وهو كيف يرى الشخص نفسه داخليًا وخارجيًا، رغم أن هذه الصورة ليست بالضرورة أن تتطابق مع الواقع.

في حقل إدراك أكبر للصورة الذاتية:

الحقيقة أن لكل شخص عدة جوانب شخصية يتعرف من خلالها على ذاته؛ فالمستوى الأول يتمثل في رأي الأفراد الذين هم داخل دائرته الاجتماعية الأولية، كوالديه، وأسرته، وأفراد عائلته المقربين، ويأتي المستوى الثاني في دائرة المعارف والأقارب أو الأصدقاء وبعض الزملاء داخل مكان العمل، أو المدرسة، أو الجامعة وغيره. أما الجانب الثالث، وهو الأهم في سياق حديثنا هذا، هو المعرفة الذاتية من وجهة نظر الشخص نفسه، وقد تُكتسب هذه المعرفة من نطاق تجاربه بالماضي، أو تنبؤاته الذهنية حيال دوره في تحديات ومواقف جديدة في المستقبل، كمعرفته المسبقة وإن كانت نظرة غير ثابتة، إلا أنه قد يكون بمقدور كل شخص أن يتصور دوره خلال الخوض في تجربة عمل جديد عليه، أو احتراف مهارة، أو في حال تغير الحالة الاجتماعية كالارتباط الزواجي وغيره. وينبغي علينا هنا الإشارة إلى ما ذكره المحلل النفسي: سيغموند فرويد، في هذا الخصوص، عرض ثلاثة مصطلحات مستمدة من النظرية البنيوية، تصف التقسيم بين العقل الواعي والعقل اللاواعي، التي بدورها تقدم وصفًا للعلاقات الديناميكية بين الوعي واللاوعي؛ فالأنا "ego" غالبًا ما تكون واعية وتتعامل مع الواقع الخارجي. أما الأنا العليا "super-ego"، فهي واعية جزئيًا وتعد هي الوعي أو المحاكمة الأخلاقية الداخلية، في حين أن الهو "id" اللاواعي، هي مخزن الرغبات، وتمثل الغرائز اللاواعية والدوافع المكبوتة.

كيفية دعم وتنمية الصورة الذاتية الإيجابية، حيث ترفع من تقديرنا لذواتنا؟

  1. قم بجرد صورتك الذاتية؛ بمعنى أن تتم إزالة رواسب التصورات الداخلية ذات الطابع السلبي عن ذاتك، من خلال عدة أمور أهمها: تعديل الفكرة الأساسية التي شكلت لديك تلك الرواسب غير الواقعية.
  2. دوّن قائمة عن مزاياك وصفاتك الحسنة.
  3. اطلب من أشخاص ذوي أهمية لديك، لوصف مميزاتك وسماتك الشخصية الإيجابية.
  4. يتعين عليك مواجهة التشوهات الفكرية، فكّر في أي جانب من ذاتك تقوم غالبًا بتجاهله أو النفور منه، فقد يستلزم عليك هنا معالجة الأفكار المدمرة له.
  5. تحديد واستكشاف تأثير تسميات الطفولة، كقول أحدهم لك في طفولتك بأنك شخص خجول، أو هذا الطفل لا يستطيع القيام بأمر معين.
  6. المداومة على تكرار التوكيدات الإيجابية بشكل غير منقطع، إلى أن تتبلور لديك فكرة ثابتة ذات نوع داعم.
  7. توقف عن مناشدة الكمال، في أي جزء من ذاتك سواء كان: "عقلي/جسدي/عاطفي/نفسي/اجتماعي/مهني"، فذلك يساعدك على تقبل ذاتك بشكل أكبر، والاستجابة لقابلية لحدوث الخطأ، فهو جزء من التجربة.
  8. راقب أفكارك الداخلية عن ذاتك، فقد تكون بعض الأفكار هدامة أو بناءة.
  9. احدث تغيير ما يمكنك تغييره، وتقبل ما لا يمكنك، وكن صادقًا وعمليًا في ذلك.

نقاط أساسية تساعدك أكثر في صقل تنمية الصورة الذاتية:

  • تتشابه صورتنا الذاتية كأشخاص من حيث كونها (متغيّرة) وليست ثابتة، فهي تتكيف وتتطور مع تقدمنا في الحياة كأفراد، ومن خلال تفاعلاتنا وتواصلنا مع الآخرين. على سبيل المثال، أثناء ممارستنا لبعض المهارات، من الأرجح أن ننظر إلى أنفسنا كأشخاص أقوياء وبارعين ومميزين، حيث تتطور صورتنا الذاتية باستمرار بناءً على هذا النوع من المواقف.
  • صورتك الذاتية تتأثر بالعديد من النواحي المختلفة في الحياة.
  • يمكنك بناء صورة إيجابية عن الذات من جديد في أي وقت، وكحال معظم التغييرات التي نحاول إجراؤها في حياتنا، فإنه لا يوجد حل سريع ويناسب الجميع، إنما يستلزم الأمر إلى بعض الصبر والمثابرة.
  • تتمثل الخطوة الأولى دائمًا في هذا البناء، في تعلمك لقبول وحب نفسك.
  • احرص على وضع قائمة بصفاتك الإيجابية في مكان بارز، حيث يمكنك رؤيتها على الدوام. هذا سيمنحك القدرة على تحديد الجوانب التي تودّ تحسينها، ووضع أهداف واقعية وقابلة للتنفيذ، ومن ثم العمل على تحقيقها.
  • لتحقيق النجاح في البناء الذاتي المميز، احرص على الامتناع من مقارنة نفسك بالآخرين. وتذكر أن تعلم حب الذات هو عملية طويلة.
  • كل شخص هو فريد من نوعه، بنقاط القوة ونقاط الضعف.

في الختام يستوجب على كل شخص أن يحظى بالاحترام والحب والتقدير من ذاته أولًا، ومن الآخرين أيضًا، بالرغم من وجود صعوبات في الحياة، إلا أن هذا البناء الذاتي، يساند ويدعم الصحة النفسية في مواجهة تلك الصعوبات.

 

 

المراجع:

  1. "الهو والأنا والأنا العليا"، ويكيبيديا، 2023م.
  2. "ما هي الصورة الذاتية، وكيف تغيرها من أجل حياة أكثر سعادة؟"، موقع النجاح نت، 2020م.
  3. "تعريفات قاموس أكسفورد"، 2024م.
  4. "ما هي الصورة الذاتية (Self-Image)، وكيف تغيّرها لحياة أكثر سعادة؟"، الموصللي، موقع موسوعة مقالات "زد"، 2019م.
  5. "صورة الذات"، ويكيبيديا، 2018م.
  6. "الصورة الذاتية"، مدونة الصحة العقلية "مشروع ليلاك"، 2019م
  7. "Fostering a Positive Self-Image"، كليفلاند كلينك، مركز طبي أكاديمي غير ربحي، أوهايو، الولايات المتحدة، 2020م
  8. "How to Improve Self Image?"، مدونة: "the world counts"، كوبنهاجن، الدنمارك 2023م.