لاهوت التحرير
فئة : مفاهيم
يرجع استخدام هذا المصطلح إلى القس الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيريز انطلاقا من سنة 1971. وإن بدأت إرهاصات نشأته تبرز منذ المؤتمر العام لأساقفة أمريكا اللاتينيّة الذي انعقد بكولومبيا سنة 1968 وعنه صدرت وثيقة تنتصر لحقوق الفقراء وتذكر أنّ غنى الدول الصناعيّة الكبرى قد كان على حساب دول العالم الثالث التي تضررت وارتفعت بها نسب الفقر.
ويقوم لاهوت التحرير على الإيمان بوجوب العمل على تحقيق عدالة اجتماعيّة واقتصادية شاملة لجميع البشر وهو ما يقتضي التصدي للظلم والقمع والتمييز والانتصار في المقابل لحقوق الفقراء والمضطهدين والمهمشين على أمل تحقّق الأخوّة الإنسانيّة المبنيّة على الإيمان المشترك. وهو ما أفرز قراءة جديدة للنصوص الدينيّة المسيحيّة تسير في اتجاه خدمة المستضعفين والفقراء ومناصرتهم نحو التحرر الاجتماعي الذاتي ومحاربة الظلم. وهو ما جعل "من الحقيقة الإيمانيّة واقعا ديناميًّا يدفع الكنيسة إلى الأمام، كما يجعل من التاريخ محكًّا واقعيًّا يمكّننا من معرفة الدرجة التي وصل إليها تجسّد هذا الإيمان" (سيدهم، 1993، ص ص 55-56).
ومن أهمّ رموز لاهوت التحرير نجد القس الكولومبي كاميلو توريس وكبير أساقفة السلفادور أوسكار روميرو وكبير أساقفة البرازسل دوم هلدر كامارا والأسقف التشيلي مانويل لارين والقس الكوستاريكي بابلو ريتشارد والأرجنتيني جوزي ميغيل بونينو.. وقد انخرط كثير من أعلام لاهوت التحرير في النضال الفعلي ولم يكتفوا بمجرد التنظير والدعوة ومنهم من كان له دور في المقاومة المسلحة في بلده مثل الأب كاميليو توراس الذي انخرط في جبهة التحرير الوطني الصاندينيّة في نيكاراغوا ضدّ الديكتاتوريّة.
انظر:
- سيدهم، وليم. (1993). لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينيّة نشأته.تطوّره. مضمونه. (ط.1). بيروت، لبنان: دار المشرق.