لماذا تتعاطف دوائر عديدة في الأكاديميا الغربية مع الإسلاموية؟
فئة : مقالات
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتبه العديد من الباحثين العرب الجادين المتداخلين مع الحضارة الغربية إلى وجود قدر من التعاطف في قسم وازن من الدوائر البحثيّة والأكاديميّة الغربيّة مع ظاهرة الإسلام السياسيّ بما فيها أكاديميون منتمون إلى ما يعرف باليسار الجديد الذي تبلور بوضوح بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. لكن هذا الانتباه لم يحظ بمناقشة نقديّة جديّة لهذه الأفكار التي قد تعكس في جزء منها عدم اطلاع كاف على السياق الثقافي العربي / الإسلامي، وفي جزء آخر تأثير الهجرة المبكرة لأكاديميين ونشطاء إسلاميين [أكثرهم من جماعة الإخوان] إلى أوروبا وأمريكا الشماليّة وممارستهم نشاطا فكريّا وسياسيّا ودعائيّا منظّما وتراكميّا
في هذا السياق العام، تتنزّل سلسلة من المقالات تحت عنوان جامع هو "لماذا تتعاطف دوائر عديدة في الأكاديمية الغربيّة مع الإسلامويّة؟"، وتسعى هذه السلسلة من المقالات إلى التعامل مباشرة مع الافتراضات العشرة التي تقيم بعض الدوائر الأكاديميّة الغربيّة -على أساسها - نظرتها الإيجابيّة لتيّار الإسلام السياسيّ، رغم تزايد مخاطر ظواهر العنف والإرهاب خلال الأربعين عاما الأخيرة التي نتجت عنه، والتي تفجرت كظاهرة عالميّة في أعقاب ما عرف بالجهاد ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان عام 1979.
عادة ما يُقصد بالإسلاموية حركات التغيير السياسيّة التي ترتكز على الإسلام، باعتباره «نظاما سياسيّا للحكم»، حيث يجعل أعضاء هذه الحركات الوصول إلى السلطة السياسيّة الهدف الذي يتفوّق على ما عداه من روحيّات وعبادات. ومما لا شك فيه أن أكثر ما يتفاجأ به الباحث العربي المتخصص في دراسة الإسلامويّة هو كمّ التعاطف الكبير الذي يحظى به ذلك التيّار، وخصوصاً جماعة الإخوان في قسم مهمّ من الدوائر الأكاديميّة الغربيّة.
يهدف هذا المقال إلى مشاركة القارئ والباحث العربي محاولة من باحث عربي يعايش هذا المناخ الأكاديمي، لفهم وتفكيك ونقد بعض دراسات ومقالات المتعاطفين مع الإسلامويّة في تلك الأكاديميّات الغربيّة، خصوصاً المتحدثة منها باللغتين الفرنسية والإنجليزية من خلال الحوار المباشر مع بعض المنتمين إليها.
بادئ ذي بدء، تُبيّن لنا الأدبيّات الحاليّة في الأكاديميّات الغربيّة أنه بالنسبة إلى جماعة الإخوان، والتي هي الجماعة الأم للإسلامويّة والنسخة التي يوجد اعتقاد لدى بعض الباحثين الغربيّين أنها الأكثر اعتدالا مقارنة بغيرها من الجماعات الإسلامويّة الأكثر عنفا.
الهدف الرئيس للإسلامويّة هو إقامة نظام إسلاميّ - بمفهوم محدّد - وهو نظام لا ينظر فيه إلى الدولة على أنها مؤسّسة عاّمة تراقب مصالح الناس وتنظّم الشؤون العامّة
لكن رغم ذلك، فإن هذا التقييم لا يوجد إجماع عليه بين الباحثين الغربيّين، كما لا يوجد إجماع على قدرة هذه الحركة على التكيّف مع الحداثة الاجتماعيّة والسياسيّة. فيعتقد بعض الباحثين أن الإسلامويّة (عادة ما يقصد بالإسلاموية حركات التغيير السياسيّة التي ترتكز على الإسلام، باعتباره «نظاما سياسيّا للحكم»، حيث يجعل أعضاء هذه الحركات الوصول إلى السلطة السياسيّة الهدف الذي يتفوّق على ما عداه من روحيّات وعبادات) وعلى رأسها جماعة الإخوان التي هي حركة معادية للحداثة ومتطرفة بطبيعتها. معظم المنتمين لهذا التيار هم من العرب المتخصّصين في الدراسات الإسلامويّة، وخصوصا من خلال نصوصها المؤسّسة. يصف الإسلاموية آخرون بأنها حركة عادة ما تكون سلميّة غير عنيفة، وأنها مرشّحة لتقبّل الحداثة حتى ولو بمفردات قد تبدو مختلفة. ومعظم المنتمين لهذا التيار هم من المتخصّصين في العلوم السياسيّة. في حين تشير فئة ثالثة من الباحثين إلى أن التيّارين، الحداثي والمناهض للحداثة، العنفيّ والسلميّ، يتواجدان ويتصارعان داخل التنظيم الإخواني، وأنه من السابق لأوانه معرفة لمن ستكون الغلبة في نهاية الأمر، ويغلب على هذا التيّار الانتماء لعلم الاجتماع والأنثربولوجيا. وتعتقد فئة رابعة من الباحثين الغربيين، غالبا ممن يعملون أيضا في مجال علم الاجتماع والأنثربولوجيا، أن الإسلاميّين في طريقهم إلى التحوّل إلى الحداثة، على الرغم من التحديّات الكثيرة التي تنتظرهم قبل أن يمكن اعتبارهم بشكل نهائيّ ديمقراطيّين عصريّين.
التيّار الأوّل الذي يرى في الإسلامويّة حركة معادية للحداثة ومتطرّفة بطبيعتها هو التيّار المنتقد والمضيّق عليه والمهمّش في الأكاديميا الغربيّة. وعلى تخوم التيّارات الثلاثة الأخرى، يتواجد معظم المتعاطفين من الأكاديميّين الغربيّين مع الإسلامويّة.
وفي هذه السلسلة التّي أقدّمها، فكّكت الأقانيم التي تأسّس عليها هذا التعاطف ونقدتها، وبينتُ أن هذا التعاطف مؤسّس منذ عقود على أفكار خاطئة عن جماعة الإخوان بالأساس، ولكنها أصبحت من المسلّمات في اللاوعي الجمعي لهؤلاء الأكاديميين.
سنتناول في المقالات القادمة من هذه السلسلة الأقانيم العشرة التي يتأسّس عليها هذا الاتجاه الذي يغلب عليه التعاطف مع الإسلامويّة. هذا التعاطف مؤسّس منذ عقود على أفكار خاطئة عن جماعة الإخوان بالأساس، ولكنها أصبحت من المسلمات في اللاوعي الجمعي لهؤلاء الأكاديميين وهذه الأقانيم هي كالتالي:
- الحركة الإسلامويّة هي الشكل الإسلامي للاهوت التحرير.
- التيّار الإسلاموي هو تيار ذو بُعد ما بعد حداثي.
- أن فصل الدين عن الدولة هو خصوصيّة مسيحيّة، بينما المزج بينهما بالطريقة التي ينادي بها الإخوان هي من خصوصيّة وهوية الإسلام.
- فريق يجزم بأن جماعة الإخوان هي ممثل الإسلام، أو هي التيار الغالب في الإسلام.
- أن جماعة الإخوان هي جماعة يمكن لها أن تتوافق مع القيم الأساسيّة للمواطنة والعيش المشترك.
- أن العنف الذي تمارسه الإسلامويّة ليس بسبب أيديولوجيّتها السياسيّة، ولكن لأسباب اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة فقط.
- أن الإسلامويّة هي عمليّة ستؤدي حتما إلى تطوّر الإخوان إلى تيّار ما بعد إسلاموي.
- يزعم بعض هؤلاء الباحثين الغربيين أن جماعة الإخوان يمكن لها أن تسلك نفس الطريق الذي سلكته الأحزاب المسيحيّة الديمقراطيّة في أوروبا.
- ويعتقد آخرون أن جماعة الإخوان هي رد فعل مشروع لمحاولة استلاب الهويّة الحضاريّة-الثقافيّة من قبل المستعمر الغربي السابق.
- ويعتبر البعض الآخر أن الاقتصار على تحليل النصوص التأسيسيّة لفهم ممارسات ومخيّلة الإسلاميّين هو نوع من الاختزال لحقيقتهم.
هذه الافتراضات العشرة المتوارثة – من وجهة نظري – في قسم معتبر من الأكاديميّات الغربيّة هي موضوع هذه السلسلة من المقالات التي ستتناول هذه الافتراضات بالتحليل والمناقشة من منظور الممارسة السياسيّة والاجتماعيّة الفعليّة لهذه الجماعات على أرض الواقع السياسي الاجتماعي، والتي سأبدأها بمقال يناقش الافتراض الأول لبعض الأكاديميّين الغربيّين، وهو: هل الحركات الإسلاميّة هي الشكل الإسلاميّ للاهوت التحرير المسيحيّ الذي عرفته أمريكا اللاتينيّة؟، أم إن الأمر هو من قبيل النظر المتعجّل عن بعد، أم هو نوع من الاستسهال الغربي في الحكم على ما لا نعرف قياسا على ما نعرف، دون توقف كافٍ أمام خصوصية الحركات السياسية من منطقة ثقافيّة لأخرى في عالمنا؟
لماذا تتعاطف دوائر عديدة في الأكاديميا الغربية مع الإسلاموية؟([1])
يعتقد بعض الباحثين مثل «حميد دباشي»[1]، وهو أستاذ الدراسات الإيرانيّة والأدب المقارن بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأمريكيّة في كتابه «لاهوت التحرير الإسلامي»، والباحثة الفرنسية «سيلفي تاوسيج»[2]، وهي باحثة بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا في مقالها «من الإسلام السياسيّ إلى لاهوت التحرير الإسلامي»... يعتقدان بأن الإسلامويّة من الممكن لها أن تكون الشكل الإسلاميّ للاهوت التحرير، فبالنسبة إليهما بقي الإسلام منذ مائتي عام إسلامويَّ النّزعة؛ لأن الواقع الجيوسياسي للعالم قد فرض عليها أن تجسّد ردّة فعل العالم العربي والإسلامي على الهيمنة الغربيّة. وهكذا، فإن الإسلام السياسيّ بأشكاله وتجاربه المختلفة، هو الإسلام في نسخته الحديثة التي قاتلت ضد الاستعمار، والتي تقاتل الآن ضد الاستعمار الجديد في ثوب الإمبرياليّة الاقتصاديّة والحروب في المنطقة. وبالتالي، أصبح الإسلام في شكله الإسلاموي - بالنسبة إلى الملتزمين دينيّا وحتى إلى قطاع من غير الملتزمين من المسلمين - نوعا جديداً من أشكال المقاومة للإمبرياليّة الغربيّة في أشكالها السياسيّة والاقتصادية والثقافيّة والعسكريّة، انطلاقا من فكرة تعارض المشروع الغربي معرفيّا مع الثقافة الإسلاميّة.
وللردّ على ذلك الطرح الذي يتبناه أيضاً بعض من قابلتهم في الأكاديميّات الغربيّة، أستعين عادة «بعاصف بيات»[3] وهو أستاذ الاجتماع ودراسات الشرق الأوسط بجامعة إيلينوى الأمريكيّة، والذي يوضّح أنه على الرغم من أنّ الإسلامويّة ولاهوت التحرير في أمريكا اللاتينيّة غالباً ما يستخدمان اللغة الدينيّة في خطابهما السياسيّ، إلا أنهما مختلفان تماماً على أرض الواقع، فبينما يهدف الإسلاميّون إلى «أسلمة» مجتمعهم وسياسته واقتصاده، فإن علماء لاهوت التحرير، لم يكن أبدا من بين أهدافهم «تنصير» مجتمعاتهم، بل تغيير المجتمع لصالح الفقراء.
وبينما نجد أن الهدف الرئيس للإسلامويّة هو إقامة نظام إسلاميّ - بمفهوم محدّد - وهو نظام لا ينظر فيه إلى الدولة على أنها مؤسّسة عاّمة تراقب مصالح الناس وتنظّم الشؤون العامّة؛ ولكن كأساس وركيزة للإسلامويّة ولحركات الإسلام السياسيّ، فمن وجهة نظرهم لا توجد دولة شرعيّة من دون تطبيق الشريعة، ولا يوجد إسلام بدون دولة معنيّة أساسا بتطبيق الإسلام وشريعته، بينما لاهوت التحرير يجعل من «تحرير الفقراء» نقطة انطلاقه المؤسّسة لكل أهدافه السياسيّة.
كما يلاحظ أن التوجّه اليميني العام للحركات الإسلاميّة وخضوع الإسلاميّين وتقبّلهم لآليّات السّوق الرأسماليّة لا يتوافق مع التطور الاشتراكي للاهوت تحرير أمريكا اللاتينيّة. وعلى عكس الإسلامويّة، لم يكن لاهوت التحرير مجرّد تعبير عن الهويّة الثقافيّة التي يتم اختزالها في بعدها الدينيّ فقط في مقابل الآخر، بل كان لاهوتًا للتنمية يركّز اهتمامه على البعد الاجتماعيّ للفقراء وعلى التحرّر السياسيّ للشعوب.
ويلاحظ أن الإسلامويّة نشأت على أهداف خاصّة، تجعلها أكثر قابليّة للمقارنة بالأصوليّة البروتستانتيّة منه إلى لاهوت التحرير؛ فالإسلامويّة هي أصوليّة تشترك في عدد معيّن من السّمات مع أيّ تطرّف دينيّ كالمؤتمر المعمداني الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكيّة وحركة «الميلاد جديد»، وكذلك الأصوليّة الهندوسيّة على سبيل المثال. وكما توضح «ميشلين ميلو»[4] هناك سمات أساسيّة للتطرّف الدينيّ تتشارك فيها الحركات الأصوليّة، على الرغم من التنوع الكبير لأشكال التعبير والجذور الاجتماعية والثقافيّة بينها، ويمكن إجمال هذه السمات فيما يلي:
- الخطاب العدواني بشكل عام الذي يرتكز بالأساس على نظريّات المؤامرات تجاه الحداثة.
- العودة إلى الدّين في جميع جوانب الحياة، باعتبارها الطريقة الوحيدة الصالحة للتغلب على العلل المصاحبة للحداثة.
- التمترس على مسألة الهوية.
- القدرة على التجييش الشعبوي، لإقامة وفرض نظام سياسيّ واجتماعيّ بديل.
فالإسلامويّة هي أصوليّة تشترك في عدد معيّن من السّمات مع أيّ تطرّف دينيّ كالمؤتمر المعمداني الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكيّة وحركة «الميلاد جديد»، وكذلك الأصوليّة الهندوسيّة
ولنقض فكرة اعتبار الإسلاموّية الشكل الإسلامي للاهوت التحرير، أستعين أيضاً بكتاب «الدين والثورة بين لاهوت التحرير المسيحيّ واليسار الإسلاميّ المعاصر» الصادر عام 2016 للباحث المصري الدكتور «حمدي عبد الحميد الشريف»، مدرّس الفلسفة السياسيّة بكليّة الآداب، جامعة سوهاج الذي يبين فيه أنَّ تيّار لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينيَّة يرتكز على استخلاص الأبعاد الاجتماعيّة التقدميّة في المسيحيّة، ويبتعد عن القضايا العقديَّة الخلافيّة، ويتّسم بسمتين أساسيّتين: الأولى أنه لا يكفّر أصحاب التفسيرات والطوائف المسيحيَّة الأخرى، والثانية أنه لم يسع إلى السُّلطة بتعطّش كالإسلامويّة.
وبناء عليه، لا يمكن للإسلامويّة أن تؤدي إلى صياغة نموذج لإسلام اجتماعيّ ثوري، وذلك للأسباب التالية:
- احتكارها التحدث باسم الدّين، حيث تقدّم الإسلامويّة تفسيرا واحدا للدّين وللتاريخ الإسلامي على أنه من الحقائق الثابتة، بل وتسعى إلى فرض هذا التفسير - دون غيره - بالقوّة على المجتمع.
- غلبة مصلحة التنظيم والجماعة على المصلحة العامة للمجتمع، بغض النظر عن آراء الآخرين.
- الاعتماد على النزعة الميكافيليَّة «الغاية تبرّر الوسيلة» لتبرير أي توجّه أو سلوك أو قرار تتخذه الجماعة لصالحها.
- غلبة الفكر التعبوي الشعبوي وتجييش الجموع على الفكر المعرفي القائم على نسبيّة الحقيقة.
- طغيان الجوانب العقائديّة والأصوليّة على الاجتماعيّة، وحصر النقاش - إن وُجد - على القضايا العقائديّة الخلافيّة القديمة، مما يجعل المجتمع رهينة لفقه العصور القديمة والعصور الوسطى؛ وذلك بالانقطاع عن حركة العلم والفلسفة والتقدّم البشري.
- سيادة مبدأ التكفير المبرِّرِ للعنف في نهجها السياسي للوصول إلى الحكم، مستندة إلى الاعتقاد بكونها الفرقة الناجية الحارسة للدّين.
هذه المقارنات المهمّة والاختلافات الجذريّة الواضحة لم يضعها بعض الباحثين الغربيّين في اعتبارهم عند تشبيه حركات الإسلامويّة بحركات لاهوت التحرير، وهو ما يجعلنا نستنتج أن الطبيعة الفكريّة الخاصّة للتطوّر السياسيّ للحركات الإسلاموية قد أنتجت في واقع الأمر لاهوتا رجعيّا للتكفير، لا تقدميّا للتحرير.
[1] نشر هذا المقال أوّلا ضمن سلسلة المقالات الصادرة على موقع أصوات أونلاين.
[1] هو أحد مؤسسي معهد الاجتماع والأدب المقارن ومركز الدراسات الفلسطينية بجامعة كولومبيا، وينحدر من أسرة إيرانية ثم انتقل إلى الولايات المتحدة ليحصل على دكتوراه في علم اجتماع الثقافة والدراسات الإسلامية من جامعة بنسيلفينيا. ألَّف 25 كتابا منها: «ما بعد الاستشراق، المعرفة والقوة في زمن الإرهاب» و«لاهوت التحرير الإسلامي: مقاومة الإمبراطورية».
[2] Sylvie Taussig, De l’islam politique à la théologie musulmane de la libération, Gallimard | «Les Temps Modernes», 2018/4 n° 700 | pages 66 à 94, https://www.cairn.info/revue-les-temps-modernes-2018-4-page-66.htm
[3] Asef Bayat dans son entretien avec Alain Gresh, L’islamisme est-il la forme musulmane de la théologie de la libération?, https://orientxxi.info/magazine/l-islamisme-est-il-la-forme-musulmane-de-la-theologie-de-la-liberation, 2525
[4] Milot, M. (1998). Religion et intégrisme, ou les paradoxes du désenchantement du monde. Cahiers de recherchesociologique, (30), 153-178. https://doi.org/10.7202/1002659ar