"مباشرة الرد: تضرّع القلب" ناتالي دي براز (المؤلّفة)
فئة : ترجمات
"مباشرة الرد: تضرّع القلب"
ناتالي دي براز (المؤلّفة)
الملخّص:
تقترح الباحثة ناتالي دي براز في هذا العمل مقاربة دقيقة بين المسار الاعتقادي والمسار الفنومينولوجي، وبالأساس في قالبه الهوسرلي، مقاربة تدمج هذين الخطابين، وتحلّل تقاربهما لتستفيد من المفاهيم المقترحة في التشريع لقراءة هوسرل قراءة ما بعد هيدغاريّة، حتّى تفكّ أسرار أزمة الموضوعيّة العقلانيّة وتنفتح عن عالم الموضوعيّة الذاتيّة.
I. المقدّمة:
في [كتابه] أزمة العلوم الأوروبيّة والفنومينولوجيا الترنسندنتاليّة، يماثل هوسرل الردّ الفنومينولوجي بتضرّع القلب. أوّد، أن أبدأ ها هنا على حدّ علمي من الكلمة، إعطاء مضمون لهذا التأكيد من خلال اهتمامي بالإيماءة والموقف الأساسي في الاعتقاد الذي يتشاركه الديني والمتصوّفة: تجربة التضرّع. [فما] وراء كلّ الأسرار التي تتخلّل وتقنّن الحياة الدينيّة، فإنّ التضرّع هو تجربة يوميّة عارية، تتطلّب التعلّم الدائم. [أ]تعرف كيف تتضرّع؟ في كثير من الأحيان يعترف المعتقدون باستيائهم وخروقاتهم لهذه الفكرة. لكن، سوف لا أهتمّ هنا بالتضرّع بصورة عامّة؛ [لأنّه] فرديي وجدّ متنوّع في نفس الوقت. سأخذ[هنا] المثال على شكل معيّن من التضرّع، يكون بسيطا للغاية في محتواه والذي كان ولا يزال يمثّل موضوعا لممارسة منظّمة، والذي علاوة على ذلك تمّ تسجيله في الأوصاف المصغّرة من قبل آباء الكنيسة: تضرّع القلب الأرثوذوكسي. هنا، ننتقل إلى عكس المتطلّبات الأساسيّة المزدوجة للظواهر الأوّليّة والطرفيّة، العودة الدقيقة إلى الخبرة العمليّة ومن وصف دقيق لهذه الخبرة. في هذا السياق، [فإنّه] من الجليّ أنّ المقاربة الثيولوجيّة الوحيدة المطابقة للمنهج الفنومينولوجي تكون من النوع العملي والصوفي، وتستبعد عن نفسها كلّ ثيولوجيا عقلانيّة أو دغمائيّة.
يكون تحدّي المواجهة بين الممارسة الشرقيّة لتضرّع القلب والمنهج الشكلي للردّ مزدوجا: 1) يتعلّق الأمر أوّلا بإثبات أنّ الموقف الإرجاعي موقف فعّال، متجسّد وليس فرضيّة نظريّة أو طريفة: [فـ]تشغيل تضرّع القلب يتوافق مع إيماءات محسوسة وأفعال جدّ دقيقة. في هذا الصدد، تتوافق ممارسة تضرّع القلب مع تجسيد مثالي إلى حدّ ما لمنهج الرّد: فالحالة التي يقترحها تظهر كيف يمكن حقّا ممارسة الردّ؛ 2) في الخلف، فإنّ الوصف الفنومينولوجي لهذه الممارسة يمتلك فضيلة تفكيك وحدات الفئات الداخليّة الخاصّة بالمسيحيّة الشرقيّة، التي يتمّ شرحها صراحة بطريقة جوهريّة، وبذلك أعطي فهما أكثر عمقا حتّى يعمّم تجربة مدرجة تمّ الاقتراب منها في سياق ثقافي معيّن، والتي يتعذّر وصول البعض إليها.
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا