مبرهنة العلمنة لنزع مشروعية فلسفة التاريخ دراسة تحليلية نقدية لمقاربة كارل لوفيث

فئة :  أبحاث محكمة

مبرهنة العلمنة لنزع مشروعية فلسفة التاريخ دراسة تحليلية نقدية لمقاربة كارل لوفيث

مبرهنة العلمنة لنزع مشروعية فلسفة التاريخ

دراسة تحليلية نقدية لمقاربة كارل لوفيث

ملخص:

يقدم كارل لوفيث أطروحة من خلال كتابه "التاريخ والخلاص" تنحو نحو رسم مسار اختفاء التاريخ الغربي، انطلاقا من حاضر الأزمة السياسية الغربية المعاصرة إلى حدود المرحلة الجنينية لمؤسسي الثيولوجيا المسيحية، وهي مسيرة تراجعية تقتفي الأثر الثيولوجي بشكل ممنهج داخل الأنساق الحداثية، حيث انطلق من بوركهارت مرورا بماركس وهيجل وصولا ليواكييم، وهو مسار تراجعي هدف منه كارل لوفيث التجذير الثيولوجي للوعي التاريخي الحداثي، الأمر الذي تم عبر مفهوم العلمنة التي استخدمت كمبرهنة لنزع مشروعية أو رفع التأصيل الذاتي عن فلسفة التاريخ الحداثية، فهناك صلة تربط ما بين المسيحية وفلسفة التاريخ، كما تمت بلورتها في الأزمنة الحديثة، وهو منظور لوفيتي حاول من خلاله نسف أصالة الأزمنة الحديثة، من خلال نسف مفاهيمها الأساسية: فلسفة التاريخ، التقدم الاستقلالية، الحرية، العدالة، الخير...

إن هذا الأصل الثيولوجي يفسر حاجة الحداثة القائمة على ترتيب الأحداث في إطار تاريخ عالمي الذي لا يصير قابلا للقراءة في كليته، إلا عبر تحققه الاسكاتولوجي النهائي، وهي الأطروحة التي جاءت خلال فترة توالي الأنظمة الشمولية والكليانية التي كانت تعم أوروبا خلال منتصف القرن العشرين. لقد كان يبحث عن الأسباب التي جعلت الإرث الفلسفي والسياسي الغربي، وعلى الأخص الحداثي، يقود إلى حركات كليانية وشمولية، بل وكيف قادت مفكرين كبار لأن يدعموا هاته الحركات الاستبدادية؟ فهل الوعي التاريخي الحديث يعبر حقيقة عن وعي حداثي يرسم لصيرورة تاريخية مغايرة أم إنه لا يعدو أن يكون امتدادا للجذر الثيولوجي في قالب معلمن؟

تقديم:

إن المسار التاريخي الغربي قد استهله كارل لوفيث من آخره؛ إذ هو مسار تراجعي يسعى للتجذير بشكل نسقي للأصل الثيولوجي المتواري خلف الأنساق الفكرية الغربية، وهو مسار لعلمنة تعبر عن عملية التحول من واقع ثيولوجيا التاريخ اليهودي المسيحي إلى فلسفات التاريخ المعلمن، هذا التوجه اللوفيثي في الحقيقة قد تولد في سياق خاص، وهو الأمر الذي يستحق الإثارة هنا، فعندما كتب لوفيث خلال 1940 كتابه "التاريخ والخلاص"، العديد من المحاولات كانت قد تمت من قبل في إطار تسطير استمرارية ما بين الإرث اليهودي المسيحي والإيديولوجيات السياسية الحداثية، خصوصا عمل شميت schmitt خلال 1922 politische theologie، فخلال هذه الفترة، كان لوفيث يحمل نية مختلفة جدا عن تلك التي أعلنها شميت، في كتابه خلال عشرينيات القرن العشرين، وهي نية تعكس نسقية ممنهجة للتجذير عبر مبرهنة العلمنة للأصل الثيولوجي للوعي التاريخي الغربي، لقد طور لوفيث أطروحته حول مفهوم العلمنة التي صارت في ظل أطروحة كارل لوفيث مبرهنة على لامشروعية فلسفة التاريخ الحداثية؛ لأنها في النهاية تعكس استمرارية لثيولوجيا التاريخ اليهودي المسيحي الذي يسير وفق غاية محددة على مقياس التصور الديني القائم على غاية نهائية تتوج الوجود البشري فوق الأرض؛ إذ يكتب لوفيث في حقيقة الأمر بجودة مفكر يهودي اضطر أن ينفى من قبل النازية خارج أوروبا، وقد يكون لهذا الوقع الذي عاشه بشكل شخصي حضور وتأثير وراء أطروحته، لكنه حضور لاينفي بالمقابل جدية هذا الطرح.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا