محورية العين في الثقافة الغربية
فئة : ترجمات
محورية العين في الثقافة الغربية([1])
ملخص:
يبدو أن أية محاولة للوصول إلى نظرية اجتماعية للطبيعة البصرية ستظل أسيرة مفارقة واضحة. فقد ظل الفكر الغربي على امتداد تاريخه معتقدا أن النظر هو المفتاح المباشر للعالم الخارجي. وربما أدى هذا الاعتقاد إلى المزج بين القدرة البصرية والمعرفة الإدراكية، وعبر مجموعة من الطرق تبدو معقدة إلى درجة كبيرة. فمن ناحية، كان للبصر أهمية وأسبقية على بقية الحواس، حتى تم التعامل معه بوصفه حاسة مستقلة بذاتها وحرة، بل وتتمتع بالنقاء. ومن ناحية أخرى، تم التعامل مع الرموز البصرية بوصفها رموزا اعتياددية ومترسخة بالضرورة، واعتبر تأويلها عرضياً وغير ثابت. وكما عرفنا من عمل ميتشيل عن الصورة، فإن هناك تاريخا لفكرة الرؤية وكذلك للفكرة كرؤية[2]. فكلمة فكرة بالإنجليزية idea مشتقة من فعل يوناني بمعني "يرى". ويذكرنا هذا الاشتقاق اللغوي أن النموذج البصري هو الذي يحدد -في الثقافة الغربية- مسار الطريقة التي ننظر بها إلى طريقة تفكيرنا. فهناك تداخل بلغ حدا خطيرا بين النظر والرؤية والمعرفة. وبالتالي، فإن الطريقة التي نصل بها إلى استيعاب مفهوم "الفكرة" وثيق الصلة بما يتعلق بالمظهر وبالصورة. وكما قال فتجنشتيين في بواكير أعماله: "الصورة حقيقة". وقال: "الصورة المنطقية للحقائق هي محض فكرة"[3].
وربما يكون اقتراحنا هنا أن نقوم بمقاربة شكل الشيء ومضمونه على أساس مظهره. فمنطلقنا هو الأشكال البصرية، ومن ثم نتكلم عن تلك الأشكال وننظر إليها عبر مجموعة من التركيبات الذهنية. وقد تناول ميرلو بونتي هذه النقطة خلال دراسته للإدراك الحسي...
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1] هذه ترجمة مقدمة كتاب:
Chris Jenks, Visual Culture (London: Routledge, 1995) pp 1- 26
[2] أنظر: W.Mitchell, Iconology: Image, Text, Ideology. Chicago: University of Chicago Press 1986
[3] انظر: L.Wittgenstein, Tractatus Logico-Philosophicus. London: Routledge & Kegan Paul 1961, pp. 15 and 19