مدخل نظري: من علم اللّاهوت إلى علم الأديان
فئة : أبحاث محكمة
مدخل نظري: من علم اللّاهوت إلى علم الأديان(1)
ملخّص:
مدار هذا الفصل على تتبّع مسار الانتقال في دراسة الظواهر الدينيّة من مجال علم اللاهوت إلى علم الأديان. وهذا ما أحوج المؤلّف إلى ترتيب عمله، ههنا، على ثلاثة مباحث متعاقبة ومتعاضدة بنيويّاً ومعرفيّاً. ففي المبحث الأوّل نظر في وضع الدين من علم اللّاهوت إلى علم الأديان. فالعلم الأوّل يفترض وجود عدّة "حقائق" دينيّة مثل الوحي والإله والإيمان والمقدّس، وهو علم يكرّس تفوّق دين ما على غيره من الأديان. وقد شاع هذا الفهم منذ زمن أرسطو. فعلم اللاهوت، إذن، هو خطاب الإنسان حول الإله، وهذا الخطاب يستند بالأساس على الكتب المقدّسة والسُنّة والتراث الكنسي (في المسيحيّة مثلاً). وبالمقابل فإنّ علم الأديان، الذي ظهر منذ أواخر القرن التاسع عشر، يثبت انتماء كلّ المفاهيم الدينيّة (ومنها مفهوم المقدّس) إلى التاريخ البشري. وهذا العلم يستدعي التعويل على الشرح والتحليل والمقارنة في التعامل مع الظواهر الدينيّة دون مفاضلة بين الأديان. أمّا المبحث الثاني، فقد خُصّص للكلام على تحوّل الدين من علم الدين إلى علم الأديان المقارن. إذ بيّن المؤلّف أنّ أغلب الدراسات في هذا الباب أكّدت اهتمام المؤرّخ في تأريخه للأديان بدراسة إحدى الظواهر الدينيّة من جهات البنية والوظائف والتحوّلات التي يمكن أن تطرأ عليها. ومن ثمّ فإنّ المنهج المقارني لا يكتفي برصد مظاهر الائتلاف أو الاختلاف بين مفهومين أو ظاهرتين دينيتين تنتميان إلى دينين مختلفين فحسب، وإنّما ينشد الكشف عمّا وراء الائتلاف الظاهر من اختلافات والعكس صحيح. وفضلاً عن ذلك يروم المنهج المقارني قراءة الأديان في سياقاتها الثقافيّة والحضاريّة دون الوقوع في الإسقاطات التاريخيّة أو المماحكات الإيديولوجيّة. ثمّ عيّن المؤلّف الخصال المعرفيّة والمقتضيات المنهجيّة التي ينبغي أن يتحلّى بها مقارن الأديان. وانغلق هذا الفصل بمبحث ثالث فيه تعريف تأليفي بمساهمات عدد من الأعلام في الدراسات الدينيّة الحديثة والمعاصرة، ومن هؤلاء ماكس مولّر وجيمس جورج فريزر وجورج دوميزيل.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- يمثّل هذا العمل الفصل الأوّل من كتاب "الظاهرة الدينيّة من علم اللاهوت إلى علم الأديان المقارن" ـ تأليف: حمّادي المسعودي ـ منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، بيروت، ط 1، 2018.