مدرسة فرانكفورت: السياقات النقدية والتحولات الفكرية
فئة : أبحاث محكمة
مدرسة فرانكفورت: السياقات النقدية والتحولات الفكرية
ملخص
تتناول الدراسة تاريخ وتطور مدرسة فرانكفورت، التي تأسست عام 1923 من خلال معهد البحث السوسيولوجي. تعرضت المدرسة لتحولات فكرية كبيرة عبر أجيالها المختلفة، حيث سعى الجيل الأول إلى إعادة بناء الفكر الماركسي، بينما انتقل الجيل الثاني نحو فلسفة التواصل مع يورغن هابرماس. أما الجيل الثالث، فقد ركز على فلسفة الاعتراف والعدالة الاجتماعية، بينما اتجه الجيل الرابع نحو مفهوم "عدالة التبرير".
تناقش الدراسة أيضًا التوترات الفكرية داخل المدرسة، مثل العلاقة بين العقلانية الأداتية والتحرر، ودور الفن في مواجهة التشيؤ، وتطور النظرية النقدية من نقد الحداثة إلى إعادة بنائها. تسلط الضوء على جدلية العلاقة بين السلطة والمعرفة، ومسألة الاعتراف بالهويات المنبوذة، ونقد الرأسمالية من زوايا متعددة.
تقدم الدراسة تحليلًا نقديًا لمسار مدرسة فرانكفورت، وتوضح كيف تطورت أفكارها استجابةً للتحولات الاجتماعية والسياسية، مما جعلها تيارًا فكريًّا متجددًا في الفلسفة النقدية الحديثة.
مقدمة
تمثل مدرسة فرانكفورت إحدى أبرز الحركات الفلسفية النقدية في القرن العشرين التي أسهمت في تفكيك ونقد الحداثة الغربية، مستندة إلى رؤية متعددة التخصصات تشمل الفلسفة، وعلم الاجتماع، والسياسة، وعلم النفس، تطورت أفكار المدرسة عبر أجيال متلاحقة؛ إذ شكلت منطلقًا لإعادة التفكير في قضايا الحداثة، والعقلانية، والسلطة، والتحرر. تأسست المدرسة عام 1923 في معهد البحث السوسيولوجي بألمانيا، وسرعان ما أصبحت مرجعًا للفكر النقدي الذي يهدف إلى فهم وتحليل البنى الاجتماعية والثقافية، مع التركيز على نقد الرأسمالية، والعقلانية الأداتية، والإيديولوجيا السائدة.
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على المسار الفكري لمدرسة فرانكفورت، متتبعة تحولات خطابها النقدي، وأسئلتها الفلسفية الكبرى، وإسهامات مفكريها في تحليل المجتمع الحديث، كما تناقش الدراسة مدى قدرة النظرية النقدية على تقديم بدائل فكرية لمواجهة تحديات الحداثة، وإعادة بناء مشروع التنوير في ضوء التطورات الاجتماعية والسياسية المعاصرة.
إزاء هذه التحولات، تثير الدراسة مجموعة من الأسئلة المحورية: ما الأسس الفلسفية والفكرية التي قامت عليها مدرسة فرانكفورت؟ وكيف انتقلت من نقد الحداثة إلى محاولة إعادة بنائها؟ ما العلاقة بين النظرية النقدية والماركسية؟ وهل استطاعت النظرية النقدية تجاوز أزمتها الداخلية مع تغير السياقات التاريخية؟ إلى أي مدى يمكن اعتبار فلسفات الاعتراف والتبرير امتدادًا للمشروع النقدي الأول، أم إنها جسدت قطيعة معه؟ وما الدور الذي لعبته المدرسة في تحليل قضايا السلطة، والاقتصاد، والثقافة في ظل تطورات المجتمعات الحديثة؟
تهدف هذه الدراسة إذن إلى تتبع مسار المدرسة، وتحليل إسهامات مفكريها، والكشف عن نقاط قوتها وضعفها في مواجهة التغيرات الاجتماعية والسياسية، كما تسعى إلى تقديم فهم متجدد للنظرية النقدية، ومدى قدرتها على طرح بدائل فكرية لمواجهة أزمات العالم المعاصر.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا