مسألة الترجمة في الفكر العربي الإسلامي
فئة : أبحاث عامة
محاور الدراسة:
1- الـنقـل
2- التقـريـب
3- الـتـأسـيـس
ملخص الدراسة:
يتأسس اختيار موضوع الترجمة في الفكر العربي الإسلامي على المسلمتين التاليتين:
1-من المعلوم تاريخيًا، أن هذا الفكر شهد ممارسة منظمة للترجمة، من لغات مختلفة ولموضوعات متنوعة.
2-إن الترجمة، خطابًا شبه نظري، حظيت باهتمام بعض المفكرين القدامى الذين سعوا إلى حدها وتقويم مستواها.
إذا كانت هاتان الواقعتان تفترضان النظر في مسائلها؛ أي الترجمة، فإنها مازالت لم تتعرض للتحليل المدقق الذي يمكّن من كشف جوانبها المغمورة، وذلك لأن الدراسات التي تناولتها، قديمًا وحديثًا، إما غلب عليها التصور التاريخي[1]، كالتمييز بين الأوائل والأواخر من المترجمين، أو اعتمدت المنهج الوصفي[2]، كالتعريف بالموضوعات المترجمة ورواية الكيفية التي تمت بها عملية النقل في البيئة العربية الإسلامية، أو انطلقت من توجه تأويلي[3]، فراحت تبحث عن الشواهد لتبرير مشروعية الترجمة.
صحيح أن عملاً من هذا القبيل له أهميته، لكنه غير كافٍ، علما أن حظ الترجمة العربية الإسلامية من تاريخ ونظريات الترجمة في الغرب كان ومازال هو الإهمال[4]. ولهذا، فالترجمة العربية من حيث كونها ممارسةً وإنتاجًا نظريًا تتطلب مزيدًا التفصيل والإحكام والضبط.
إن مطلوب هذا العمل هو إخراج الترجمة في الفكر العربي الإسلامي من حيز العموم إلى الخصوص وتقييدها بجهة المراتب وتصنيفها حسب سلم معين. أما العموم الذي تعاني منه الترجمة، فمرده إلى ازدواج هذين المعطيين:
أ - يختلف في هذه الترجمة المترجَم عنه، ويختلف مستوى المترجَم إليه اختلافًا يتناسب مع تمايز المترجمين.
ب - إن ترجمة الترجمة أو الكلام عن الترجمة العربية الإسلامية، إن كان لا يرقى إلى مستوى خطاب التنظير، فقد تميز بكونه يورد في حدها أمورًا مجملة غير مفصلة ولا مفسرة. فنصادف في تعريفها مثلاً أن "التَرجمان (بفتح التاء) والتُرجمان(بضم التاء): الناقل الكلام من لغة إلى أخرى"[5] و"الترجمة هي نقل النص من بيئة إلى أخرى"[6]. وهكذا، فإن تعريف الترجمة بألفاظ أغمض وأشكل من المحدود يفضي على الدور والتسلسل. وبما أن حد الترجمة العربية الإسلامية يكون بلوازمها؛ أي المعنى والكلام والفهم...إلخ، والتي تتجزأ إلى مراتب وتترتب حسب سلّم، فإنه يلزم أن يكون الملزوم والمعرف؛ أي الترجمة، مرتباً حسب سلم كذلك، لتصبح لدينا مراتب للترجمة وليس ترجمة واحدة...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- فاخوري، عادل، منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث، بيروت، دار الطليعة، ط1، 1980، ص ص 20 و34
[2]- ابن النديم، الفهرست، مصر، المطبعة الرحمانية، د.ت.
[3]- أمين، أحمد، ضحى الإسلام، بيروت، دار الكتاب العربي، ط10، د.ت، ج 1، ص 253
[4]- الجابري، محمد عابد، تكوين العقل العربي، بيروت، دار الطليعة، 1984، ص 223
[5]- Susan Bassnett Mcguire, translation studies, new allents, 1980, p 39
[6]- ابن منظور، لسان العرب، إعداد وتصنيف يوسف خياط، باب التاء، المجلد الأول، ص 6