مشكلة حرية الإنسان عند أبي بركات البغدادي
فئة : أبحاث محكمة
الملخص:
نهتمّ في هذا المقال، بموقف أبي البركات البغدادي من إشكال حرّية الإنسان، أو لنقل: حرّية الاختيار والإرادة، أو مسألة الجبر والاختيار، والتي تعدّ أحد أهمّ الإشكالات وأعصاها، لذلك؛ حظيت باهتمام عديد المفكرين منذ القدم، وقد مثّلت، هذه المسألة، أحد أهمّ محاور الاختلاف بين علماء الكلام والفلاسفة؛ إذ تضاربت المدارس الكلاميّة، واختلفت فيما بينها، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الفلاسفة الذين تباينت آرائهم واختلفت، ولا يعدّ هذا الأمر غريبًا، لاسيما أنّ التباين يعود إلى تعارض كلّ من أدلة السمع وحجج العقول، كما صرح بذلك ابن رشد.
ونعمل، في هذا المقال، على تبيّن حقيقة مقصد صاحب المعتبر من إشكال القضاء والقدر؛ إذ لا يخلو موقفه من طرافة تستحقّ التوقّف عندها، وتجديد لم يسبق، كما صرّح البغدادي نفسه، أن سمع من قبل بمثل ما ذهب إليه، مؤكّدًا على كونه الرأي المعتبر في القضاء والقدر.
لقد سعينا في هذا البحث، إلى تحليل وجهة نظر أبي البركات البغدادي، وحاولنا تتبّع منهجه المعتمد في الكتاب قدر المستطاع، وذلك حتى نتجنّب، من جهة بعض الصعوبات التي يثيرها مثل هذه الإشكال، ونتمكّن من جهة أخرى من مقاربة استدلالاته، وبذلك نتبيّن برهنته التي اعتمدها كحلّ لهذا الإشكال.
صحيح أنّ هذا المنهج الذي اعتمدناه قد مكّننا من تجاوز بعض الإشكالات، إلا أنّ ذلك لا ينسحب على بقية الحالات؛ إذ اعترضتنا عديد الصعوبات، لاسيما فيما يتعلّق بتحديد أصحاب الآراء التي يبطلها، وذلك يعود إلى كون عديد الكتب لم تصلنا، إضافة إلى أنّ صاحب المعتبر، لم يذكر صراحة أسماء الأشخاص أو الفرق التي ينقدها، وهو ما زاد من استعصاء تبيّن حقيقة موقفه.
لبلوغ الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه، قسمنا البحث إلى أربعة محاور أساسيّة؛ حدّدنا في المحور الأوّل: دلالات القضاء والقدر، وعرضنا الآراء السابقة، كما أوردها البغدادي، وفي المحور الثاني: أتينا على النظر في مصدر الأفعال، مفرّقين بين الأفعال التي بالطبع، وبين الأفعال التي بالإرادة، ومميّزين بين الفعل الإنساني والفعل الإلهي، وفي المحور الثالث: بتبيّن دلالات القدرة والإرادة، وانتهينا في المحور الرابع: إلى عرض حقيقة موقف أبي البركات البغدادي من مسألة القضاء والقدر، وذلك من خلال إبطاله للآراء السابقة له، ومخالفته لها، سواء أكان ذلك في الأصول أو في الفروع.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا