مُفارَقة القانون المغربي: بيْن السماء والأرض
فئة : أبحاث محكمة
مُفارَقة القانون المغربي:
بيْن السماء والأرض
ملخص
ترمي هذه الدراسة إلى تشخيص الطبيعة المُفارِقة للنظام القانوني المغربي وتحليلها وفقاً لمفارقة استعارية مزدوجة: السماء والأرض؛ وذلك انطلاقاً من استحضار مُساهمة كل من إميل دوركهايم وماكس فيبر في سوسيولوجية القانون حتى يتسنى وضع إشكالية القانون ضمن سياقها التأريخي السوسيولوجي العام، وصولاً إلى تناول إشكالية بعينها هي إشكالية النظام القانوني المغربي المُفارِق، والتي تمثل الموضوع المركزي لهذه الدراسة، تناولاً مزدوجاً بين علم السياسة وعلم الاجتماع، بين التأويل السياسي لعبد الله العروي والتحليل السوسيولوجي لنجيب بودربالة.
مقدمة
«يظل القانون المغربي معلقاً بين السماء الثابتة والأرض التي لا زالت تدور»
نجيب بودربالة
ترمي هذه الدراسة إلى تشخيص الطبيعة المُفارِقة للنظام القانوني المغربي وتحليلها وفقاً لمفارقة استعارية أو مجازية مزدوجة: السماء والأرض؛ وذلك انطلاقاً من استحضار مُساهمة كل من إميل دوركهايم وماكس فيبر في سوسيولوجية القانون، حتى يتسنى وضع إشكالية القانون ضمن سياقها التأريخي السوسيولوجي العام، وصولاً إلى تناول إشكالية بعينها هي إشكالية النظام القانوني المغربي المفارق، والتي تمثل الموضوع المركزي لهذه الدراسة، تناولاً مزدوجاً بين علم السياسة وعلم الاجتماع، بين التأويل السياسي لعبد الله العروي والتحليل السوسيولوجي لنجيب بودربالة.
لا ريب في كون سوسيولوجية القانون لم تبدأ مع دوركهايم ولا مع فيبر ولم تنته معهما، لكن استحضار مُساهمتهما له ما يكفي من الأهمية بالنسبة إلى أي تحليل سوسيولوجي للقانون، ولو كان استدعاؤهما على سبيل التوْضيع السياقي لفكرة القانون السوسيولوجية، سواء تعاملنا مع القانون وفق منظور وضعي تفسيري أم تعاملنا معه وفق منظور تأويلي فهمي؛ فمسألة القانون ليست مسألة قانونية صرفة، وإنما هي مسألة سياسية واجتماعية في العُمق.
يكفي أن أشير في هذا الباب إلى الأهمية الأخلاقية التي أعطاها دوركهايم للقانون في أطروحته المركزية (في تقسيم العمل الاجتماعي(؛ فالتفسخ الأخلاقي الذي عرفته المجتمعات الأوروبية إبان تحولاتها الجذرية في القرن التاسع عشر، ليس في العُمق إلاً تفسخاً لمنظومة قانونية لم تعد تستجيب لمتطلبات المجتمعات الحديثة. هذا وبغض النظر عن أهمية التصنيف التاريخاني السوسيولوجي لأشكال القانون في فهم التكوين التاريخي والاجتماعي للقانون، في المجتمعات الغربية وفي المجتمعات العربية الإسلامية على السواء.
لقد كان من المفيد الاستعانة بالتأويل السياسي الديمقراطي (مُفارقة العروي) للمنظومة القانونية المغربية المُفارِقة عبر تأويل الدستور (مفارقة التأويل السلفي/ التأويل الديموقراطي)، أو من خلال تحليل ثنائيات العُرف/ الشرع، القانون/ الشرع، القانون/ العُرف. تلك الثنائيات التي ستؤول مع التحليل السوسيولوجي (مُفارقة بودربالة) إلى مفارقة واحدة هي مفارقة السماء والأرض، القانون الشرعي الثابت والقانون الوضعي المتحول. من هنا يستمد عنوان الدراسة مشروعيته: "مُفارقة النظام القانوني المغربي: بين السماء والأرض".
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا