مفهوم النموذج المثالي وعلاقته بمنهجية الفهم والتأويل عند ڨيبر (دراسة تحليلية - نقدية)

فئة :  أبحاث محكمة

مفهوم النموذج المثالي وعلاقته بمنهجية الفهم والتأويل عند ڨيبر (دراسة تحليلية - نقدية)

مفهوم النموذج المثالي وعلاقته بمنهجية الفهم والتأويل عند ڨيبر

(دراسة تحليلية - نقدية)

الملخص:

يهدف البحث إلى دراسة وتحليل ونقد منهجية الفهم والتأويل عند ڨيبر، بالإضافة إلى توضيح كيفية بناء النموذج المثالي. وقد اعتمد البحث على المنهج التحليلي- النقدي في دراسة موضوع البحث، وتوصل إلى أن ڨيبر حرص أن يحدد مقولة الفهم والتأويل كأساس منهجي للكشف عن معاني الأفعال والظواهر الاجتماعية في المجتمع ككل، كما خلص إلى أن دراسة معاني الأفعال الاجتماعية تتطلب وجود أداة منهجية أطلق عليها ڨيبر النموذج المثالي، وهو عبارة بناء عقلي يتشكل أثناء ظهور أو وضوح سمة أو أكثر يمكن ملاحظتها في الواقع الاجتماعي تُستخدم لتحقيق الفهم السوسيولوجي في دراسة الظواهر السسوسيو- ثقافية.

- تمهيد:

إذا كانت المنظورات الوظيفية والصراعية تؤكد على أهمية البناء الاجتماعي في تشكيل وتوجيه أفراد المجتمع والتأثير على سلوكهم الإنساني، فإن نظرية الفعل الاجتماعي على الطرف الآخر تولي اهتماماً كبيراً لدور الفعل والتفاعل بين أفراد المجتمع في تكوين تلك البنى.

تعد السوسيولوجيا بالنسبة إلى ڨيبر، العلم الذي يستطيع الباحث من خلاله فهم الإنسان وفهم العالم وفهم طبيعة الأشياء كما هي وليس كما يريدها هو أن تكون، وبما أن الواقع الاجتماعي مليء بالتعقيدات ولا نستطيع فهمه وتفسيره بسهوله، استعان ڨيبر بآليات متميزة ومفاهيم أصبحت مرتبطة باسمه وبتاريخه الفكري. ولذلك نجده يعرّف السوسيولوجيا على أنها العلم الذي يحاول فهم وتأويل الفعل الاجتماعي وتفسيره بطريقة سببية لمعرفة تطوره وآثاره (عدنني، 2013: 7)؛ أي إن دور علم الاجتماع يبرز في استيعاب المعاني التي ينطوي عليها الفعل الاجتماعي والتفاعل، لا في تفسير طبيعة القوى الخارجية التي تدفع الناس إلى نمط معين من الأفعال.

يعد ماكس ڨيبر من أوائل المفكرين السوسيولوجيين الذين دعوا إلى تبني منظور الفعل الاجتماعي "وأبرز رواد الفكر الحديث الذين تركوا بصمات واضحة على مسار الفكر السوسيولوجي منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا" (عدنني، 2013: 7)؛ وذلك بتجاوز التفسير العلمي نحو التأويل الذاتي والإنساني من خلال التركيز على الفعل الاجتماعي بدلاً من البنية الاجتماعية، والتمييز بين العلوم الوضعية القائمة على التفسير السببي والعلي، والعلوم الإنسانية والثقافية المبنية على إنجاز فهم الفعل الاجتماعي وتأويله من أجل الوصول إلى نتائجه ومساراته.

يرى ڨيبر أن الدوافع والأفكار البشرية هي التي تقف وراء التغير الاجتماعي، وبمقدور الآراء والقيم والمعتقدات أن تسهم في التحولات الاجتماعية، بالإضافة إلى تأكيده على الدور الهام الذي تلعبه الأفكار في تحقيق الفهم الداخلي للعمليات التاريخية، كما بوسع الفرد أيضاً - حسب ڨيبر- أن يتصرف بحرية ويرسم مصيره في المستقبل. ولم يكن يعتقد ڨيبر كما يعتقد دوركايم وماركس أن للبنى الاجتماعية وجوداً مستقلاًّ عن الأفراد بل كان يرى أن البنى في المجتمع إنما تتشكل بفعل تبادلي معقد بين الأفعال، ومن هنا فإن من واجب عالم الاجتماع أن يتفهم المعاني الكامنة وراء هذه الأفعال (فياض، 2021: 337).

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا