مُقدِّمة نحوَ تأصيل مدرسة دمشق للمنطق الحيويّ: قراءة واقتراحات
فئة : أبحاث عامة
ملخص:
لا تهدفُ هذه المُقارَبة - بوصفها فعلًا تأصيليًّا - إلى التّنقيب عن الأصل، بقدر ما تهدف إلى الكشف عن بِنى الأصالة الّتي تنطوي عليها أسس مدرسة دمشق للمنطق الحيوي؛ أي إنَّ الغاية _فضلًا عن اقتراح ديناميكيّات تُجذِّر آليّات هذه المدرسة الفكريّة_ لا تكمن في البحث المعرفيّ (الجينالوجيّ Genealogy) بما هو دراسة للنّشأة والتّكوين لإثبات النّسب وتعيين الأصل، إنَّما تكمن (هذه الغاية) أكثر في البحث المعرفيّ (الأركيولوجي Archaeology) بوصفه حفرًا يهدف إلى تفحُّص خطاب هذه المدرسة بما هو حركيّة نظام مفاهيميّ يُفترَض أنّه جديد، ويُفترَض أنَّ أدواته وآليّاته الّتي تبدو مُتماسِكة ومُستقلة إلى حدٍّ غير قليل، تنفتح وتتقاطع مع خطابات ومفاهيم وبنى معرفيّة مُتعدِّدة في الوقت نفسه، تؤكّد أصالة هذا الخطاب وقدرته على التّحوّل الدّاخليّ ذاتيًّا من ناحية أولى، وعلى تلقُّف التّحوّلات الّتي اقتُرِحَت في مَسارات معرفيّة أُخرى وخارجيّة من ناحية ثانية.
مدرسة دمشق للمنطق الحيويّ (Damascus School Of Hayawic Logic/ DSHL)، هي: "مدرسة فكريّة ذات حدوس عمليّة اجتماعيّة سياسيّة، أسَّسها رائق النّقريّ عام 1967م، عقب الهزيمة العربيّة الشّاملة في نكسة حزيران؛ حيثُ نظَرَتْ هذه المدرسة إلى هزيمة حزيران بما يتجاوز كونها هزيمة عسكريّة فقط، إلى كونها هزيمة حضارية ناتجة عن سيادة أنماط التّفكير الأحاديّ بصيَغِهِ الماركسيّة - الإسلاميّة - القوميّة"، وظّفت هذه المدرسة تلك الحدوس العمليّة في أدبيّاتها، لتكونَ آليّات وقواعد وقوانين تفسير ديناميكيّة تتجاوز دوائر المفاهيم النّظريّة المجرّدة، نحوَ اختبار تلك المفاهيم لكشف صلاحيّات الخطابات الوجوديّة المتنوّعة في العالم، لهذا، ترفض المدرسة أنماط التّفكير الأحاديّ المُغلَق، القائم على ازدواجيّة المعايير، وهيَ رؤية تمتلك عامل الجدّة والطّرافة والمُغايَرة، كونها تسعى إلى تجاوز جاهليّات سياسات الهُوِيّة القائمة على منطق الجوهر، وتسويغ الاستعباد، وإلغاء الآخَر، كما سأبيِّن لاحِقًا...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا