نحــــــو مجال عام إسلامــي: الحدود والآفاق
فئة : أبحاث عامة
مكونات الدراسة:
-العلمانية منهجًا فكريًا
-الدولة والدين والآخر
-ملاحظات ختامية
يطرح طلال أسد، في دراسته الأكثر شهرة التي تحمل عنوان "نحو أنثروبولوجيا للإسلام"، رؤية أولية للإسلام كتقليد خطاب (discursive tradition)، وهو مفهوم مستعار من المفكّر الفرنسي ميشال فوكو. وبحسب تعريف أسد فالتقاليد الخطابية هي مجموعة من 'الخطابات دائمة التطور تاريخياً متجسدة في ممارسات ومؤسسات المجتمعات الإسلامية، ولذلك فهي مدمجة بعمق في حياة الذين يسكنوها (Hirschkind, 1995, 36) 'لذلك يرى أسد أن أي مقاربة أنثروبولوجية لفهم الإسلام "يجب أن تبدأ من دراسته كمجموعة من التقاليد الخطابية ترتبط برؤية الإسلام منهاجًا لتشكيل ذواتٍ أخلاقية ومحاولات للتلاعب بالشعوب، أو لرفض تلك المحاولات وإنتاج معارف ملائمة". أسهم مفهوم التقاليد الخطابية في إعادة التفكير في العديد من المسلمات والمنطلقات الفكرية في العلوم الاجتماعية المعنية بالإسلام والمجتمعات الإسلامية، بحيث تم الربط ما بين التقاليد النصية الكبرى [Grand Traditions] مثل القرآن و السنة والسيرة النبوية من ناحية والتدين بصيغته اليوميه وأشكال التدين الشعبي من الناحية الأخرى، بحيث يطرح المفهوم كيفية تفاعل المسلمين مع التقاليد النصية من خلال أشكال الجدال حول تفسير أو استيضاح أو تحاور حول النصوص ذات الصلة، وذلك في إطار محاولات الممارسين تشكيل ذوات أخلاقية في ممارساتهم اليومية (Anjum, 2006, 656) .ويقترح أسد، بصيغة أخرى، أن التقاليد الخطابية الإسلامية تتضمن أنماطًا من العقلنة وأساليب الجدل وإبداء الحجج الخاصة بها، لذلك إن أراد باحث في العلوم الاجتماعية تحليل أو وصف ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالديانة الإسلامية فيجب أن يبدأ بالمفردات اللغوية الخاصة وتاريخ المفاهيم المرتبطين بالنصوص ذات الصلة(Agrama, 2005) . إن مهمة الأنثروبولوجي الأساسية تكمن في وصف أنماط تلك العقلنة وأساليب الجدل المرتبطة بالتقاليد الإسلامية بحسب مساراتها التاريخية المختلفة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا