نظريّة ابن الهيثم في المكان
فئة : أبحاث محكمة
الملخص:
إذا كنّا نعرف اهتمام ابن الهيثم بإقليدس الذي أفرده بمؤلّفات كاملة شرحاً لأصوله ومعانيه ومصادراته، فإنَّ ذلك لا يعني قبولاً غير مشروط لأطروحاته، بل لعلّ الاعتراضات والتّساؤلات التي أثارها ابن الهيثم منذ مدخل مؤلَّفه الموسوم بكتاب في حلّ شكوك كتاب إقليدس في الأصول وشرح معانيه كفيلة للتّدليل على ذلك. ومن النّتائج الكبيرة لهذا الحدث، ظهور أنطولوجيا جديدة للمواضيع الرّياضيّة أتاحت له تقديم حلول مُمكنة لماهيات الكائنات الرياضيّة (Les entités mathémétiques)، وبخاصّة لمشكل التّحليل والتّركيب ولصناعة البرهنة والاستكشاف، دفعاً رفع به القول التّقليديّ بالتّضّاد بين الحركة والسكون في دراسة الأشكال الهندسية، وهي خطوة سمحت له أيضاً بإخراج جديد لمفهوم المكان، والردّ على الشّبهات المرتبطة بتحديد ماهيّته وتوكيد شروط وجوده المستقّل.
وفعلاً، لقد أدرك ابن الهيثم أنّه لا يُمكن أن نرسم ملامح جديدة للمكان دون فيزياء جديدة مُختلفة عن فيزياء أرسطو، ودون رياضيّات جديدة مختلفة عن رياضيّات إقليدس. وهذه الرّياضيّات الجديدة تحتاج إلى فلسفة أخرى غير الفلسفة التي كرّسها التّقليد المشّائي وغير فلسفة صاحب الأصول الهندسيّة. فأيّ صورة للمكان في ضوء هذا الفهم الجديد للهندسة ولماهيّة الكائن الرياضي؟
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
ـ انظر: رشدي راشد، الرّياضيّات التّحليليّة بين القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة، ج 4، ترجمة يوسف الحجيري، منشورات مركز دراسات الوحدة العربيّة، ط1، بيروت، 2011، ص 38.