نظـريّة المعرفـة عند دوركـهايـم: البُعـد المُهمـل
فئة : ترجمات
نظـريّة المعرفـة عند دوركـهايـم:
البُعـد المُهمـل[1]
تقديم:
يقوم الصرح المعقد لكلّ النظريات السوسيولوجية للآباء المؤسسين على مساءلة أصل الواقع الاجتماعي ووضعه الأنطولوجي. ومن المفارق أن نلاحظ أنّ السوسيولوجيا، التي نشأت في القرن التاسع عشر في خضم التحولات التي أحدثتها الثورة والعلمنة، كرّست معظم جهودها الأولى لتحليل الظاهرة الدينية. وقد ذهب البعض إلى اعتبار علم الاجتماع الديني هو ما دشن ولادة النظرية السوسيولوجية ذاتها.
في هذا السياق انبثقت سوسيولوجيا إميل دوركهايم (1858-1917) الوفيّة للتقليد الفكري الفرنسي المتساوق مع المذهب الديكارتي. والظاهر أنّ النظرية الاجتماعية الدوركهايمية ترتكز كلها على سؤال الأصول: من أين يأتي المجتمع، هذا الكيان المكون من الأفراد، لكن الذي يتمتع بوجود فريد من نوعه؟ ما هي القوانين الخاصة بالمجتمع؟ كيف أمكن لعدد كبير من البشر الذين يتمتع كل واحد منهم بحياة داخلية خاصة أن يفكروا ويشعروا ويتصرفوا بالطريقة نفسها؟...
للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا
[1]ـ استفاد هذا النص من عدة تعليقات واقتراحات. أريد بالخصوص أن أشكر هارولد غارفينكل وراندي كولينز على تعليقاتهم العميقة والنقاشات المتطورة التي دارت بيننا. وقد قدّم لي نورب ويلي، إيرا كوهن، أنطوني غيدنز، ستيفن فاكس، غاري شيفرد وقراء آخرون عديدون في المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع ملاحظات وجيهة حاولت أخذها بعين الاعتبار. وأشكر شارلز ليميرت على إعادة إحياء اهتمامي بدوركايم، وبيتر ك. مانينغ ودايفد ماينز على تشجيعهما لي في لحظات دقيقة. كما ساعدتني كثيراً القراءات المتأنية لألبيرت ج. ميهان. وتستحق لينيتا موسبي الشكر الحار على اهتمامها الشديد بالعثور على نصوص مجهولة في المكتبة. وأود أيضاً أن أشكر طلاب محاضرتي حول دوركهايم – ريكو ريشاردسون، ويندي إيفانس، تيروت جيبس، جيري شاربونو، أبدي كاسو، إدوارد مايز، غاري دايفيد وكاري فورد - لما أبدوه من اهتمام بالقضايا المعالجة في هذا المقال. وأخيراً، أتوجه بشكر كبير لبيرنار إليفيتش الذي قرأت معه الاختباريين البريطانيين، ولجون لافلي الذي قرأت معه كانط. وأدين لهم بالكثير لإلحاحهم على أهمية القراءة المتأنية للنصوص.