وداع لطيف للأفلاطونيّة من أجل فهم أرسطيّ للأنواع والخاصيّات


فئة :  ترجمات

وداع لطيف للأفلاطونيّة من أجل فهم أرسطيّ للأنواع والخاصيّات

وداع لطيف للأفلاطونيّة من أجل فهم أرسطيّ للأنواع والخاصيّات

غابرييل غالوزو

ترجمة: حاتم الهادي السالمي

مقدّمة:

ترد الواقعيّة، وهي الرؤية التي تعتقد في وجود الكليّات، بالأحرى في أشكال مختلفة. وعلى الرغم من أنّ أصحابها يتشاركون في اعتقادهم في وجود الكليّات، فإنّ الواقعيّين يتعارضون في عدد من المسائل المهمّة بما في ذلك، على سبيل المثال، الوضع الأنطولوجيّ الذي يجب أنْ نمنحه للكليّات وكذلك ماهي الكليّات الموجودة. فكلّنا مطلعون على بعض مصادر الخلاف الشائعة.

إنّ بعض الواقعيّين يرون الكليّات، على سبيل المثال، كينونات من نوع مختلف اختلافاً جذريّاً عن الجزئيّات الموجودة في تجربتنا الحسيّة المألوفة، أوْ في الملاحظة العلميّة. وبالنسبة إلى هؤلاء الفلاسفة، الكليّات متعالية؛ أيْ إنّها توجد على حدة بمعزل عن الجزئيّات، وهي مجرّدة؛ بمعنى أنهّا لا توجد في الزمان ولا في المكان. وتبعاً لذلك، تحظى الجزئيات بالميزات التي لديها لأنهّا تحمل علاقة خاصّة غير مريولوجيّة (علاقة تُدعى «تمثيليّة» «إنشاء مثيل» أو «مشاركة») لكينونات مجرّدة. لذا، يُصنف، في الأغلب الأعمّ، الفلاسفة من هذا القبيل «أفلاطونيّين»[1]. وعلى النّقيض من ذلك، يقدّم واقعيون آخرون رؤية مغايرة لكيفيّة فهم الكليّات؛ حيث إنّهم يرون، على نحو أكثر تخصيصاً، أنّ الكليّات ليست بمتعالية؛ بل هي محايثة؛ أيْ إنّها لا توجد على حدة بمنأى عن أمثلتها الجزئيّة، بل هي كائنة فيها. ومن ثمّ إنّ الجزئيّات لديها ميزاتها التي تحظى بها، ليس لأنهّا تعقد علاقة خاصّة ببعض الكينونات المجرّدة؛ بل، بالأحرى؛ لأنَّها تتقاسم بعض المكوّنات المشترَكة. وعلى هذا، يسمّى غالباً الفلاسفة المدرجون في هذه المجموعة الثانية «أرسطيّين»[2]. وعلى الرّغم من أنّ أفكار الأرسطيّين ليست دائماً واضحة فيما يتعلّق بهذه النقطة بالذّات، فهم دائما يعدّون وجود الكليّات مرتبطاً بالزّمان والمكان. فمن المؤكد حقّاً أنّ الجزئيات هي التي توجد في الزّمان والمكان في مقام أوّل؛ ولكنّ الأرسطيّين يؤكّدون أنّ هناك معنى عقلانيّاً في غاية التمام يمكّن من القول كذلك إنّ المكوّنات الميتافيزيقيّة للأشياء المحسوسة توجد في المكان والزمان، أوْ، على الأقلّ، لا توجد خارج الزمان والمكان.

للاطلاع على تفاصيل الترجمة كاملة المرجو الضغط هنا

[1] - للاطّلاع على بعض التصوّرات حول العلاقة بين الأفلاطونيّة المعاصرة وأفلاطون الكائن التاريخيّ، اُنظر: Ademollo (2013).

[2] - لإنعام النظر في آراء أرسطو حول الكليّات وعلاقتها بالنقاش الميتافيزيقيّ المعاصر، اُنظر: Galluzzo وMariani (2007)؛ Lewis (2009)؛ Galluzzo (2013)؛ وMariani (2013). إنّ أغلبيّة المدرسيّين المعاصرين يتّخذون (Aristotle أنموذج الواقعيّ في نظرته إلى الكليّات. للحصول على تأويل اسمي لهذه المسألة يحسن الاطلاع على: فريدي (1987a) و(1987b)؛ Frede وPatzig (1988).