الإصلاح الإسلامي في الهند
فئة: كتب
في الوقت الذي أنتج فيه الخطاب الأكاديمي والإعلام الغربي على السواء آراء تجسيدية عن الإسلام والمسلمين بغزارة، فإن مثل هذه الآراء صدرت أيضا من داخل الاسلام نفسه، عبر تأويلات المسلمين وتمثيلاتهم لدينهم باعتباره وحدة أحادية لا زمنية وغير متغيرة. ولم تكن هذه التمثيلات مجرد تأملات أو وصف مبسط للواقع، أو للتفاعلات الاجتماعية والدينية، الواقعة بالفعل في العالم الخارجي، إذ أن لها قوة توليدية. فبإعادتها تشكيل المفاهيم،تتجه نحو إنتاج كل مايقف على أرضية صلبة وبالتالي تكثيف الواقع المشار إليه في الخطاب نفسه .
وقد وضع الإصلاح في الهند قدماً على يد شاه ولي الله الدهلوي ( 1702 1762م) والذي عاش في مرحلة ضعف إمبراطورية المغل. وقد كانت أعماله ونظرياته على جانب كبير من التأثير على من جاء بعده من مفكرين وحركات إسلامية اعتبروا أنفسهم ورثته الروحيين على الرغم من أن كثيرا منهم كانوا مختلفين فيما بينهم وفي أحيان كثيرة ذوي مشارب إصلاحية مختلفة كلية. وكان مفهومه عن الاجتهاد على وجه الخصوص على قدر كبير من الأهمية، وكان له تأثير عميق على الحركات التي سعت إلى إحداث إصلاح إسلامي يهدف إلى استعادة العصور الذهبية المثالية، وعصر النبي والصحابة. غير أن الأفكار والخطابات تنوعت طبقا لكل مفكر وكل حركة، وهو الأمر الذي يمكننا ملاحظته حتى اليوم بين مختلف الحركات الإسلامية والحركات التي تعتبر أن الإسلام هو مصدر الهوية.