الخطاب الصّوفي: نحو منظومة أخلاقيّة مشتركة
فئة: المشاريع البحثية القادمة
لا يختلف اثنان في الإقرار بمتانة صلة التجربة الصوفيّة بالمسألة الأخلاقيّة، فكثيرا ما استحضر الصوفيّة قولة محمد بن علي الكتاني: "التصوّف خلق، فمن زاد عليك في الخلق، فقد زاد عليك في الصّفاء" وغيرها للإلحاح على هذا البعد في تصوّرهم لشروط نجاح فعلهم التعبدي واكتمال الإنسان، إلى درجة أضحى فيها التصوف في تعريفاته متماهيا مع حسن الخلق وتمامه. والمثال المنشود إدراكه هو أخلاق الألوهية، باعتبارها عنوان الكمال وذروته، كلّ يقدّم لها فهما ورؤية وتأويلا قد يغالي فيه حينا، وقد يعترف بالقصور والعجز عن إدراك مراميه، فيختار الإشارة والرمز منهجا في التعبير عن غايته فيه. وقد يكون هذا النهج أيضا وسيلة لتجاوز الإشكال المفترض وقوعه نتيجة تعارض أو تباين ممكن بين أخلاق الصوفية ومنطقهم وأخلاق عصرهم ومنطقه؛ فمن عادة الصوفية إعلان اعتراضهم على واقع أخلاقي عاينوه وعايشوه فأنكروه وقدّموا تصورهم بديلا عنه، وكثيرا ما كان هذا سببا، إما في الإقبال عليهم أو في مهاجمتهم ورفضهم، وهو ما يؤكد في جزء منه عسر تقبل المنظومة الأخلاقيّة الصوفيّة وحجم الصراع الذي قد تكون خاضته من أجل إثبات أحقيتها في الوجود عبر التاريخ.
ويعدّ هذا الموضوع من أبرز المسائل التي نالت اهتمام الباحثين، وأيضا أنصار التجربة الصوفية في مختلف تجلياتها؛ فقد اكتسب التصوف من هذه الزاوية جانبا كبيرا من مشروعيته، حتى بتنا نجد كلاما على كونية القيم الصوفية التي تأسست على فكرة المحبة والصفاء والإيثار والتسامح والتراحم... وأعلنت خصوصيتها وتفردها ومثاليتها وفاعليّتها، ولعلّها القاعدة الأولى التي انبنت عليها فكرة الصلاح في مختلف تجلياتها. إضافة إلى أنّ الخطاب الصّوفي قد أعلن في مواضع كثيرة أنّ المسألة الأخلاقيّة هي روح التجربة الدّينيّة وعمادها ومقصدها، ومنها يكون تجسير الهوّة بينهم وبين الآخر المختلف عنهم، مسلما كان أو غير مسلم. فالأخلاق عند الصوفيّة تخترق الانتماء وتتجاوزه لتعلق بفضاء الإنسانيّة والكونيّة في نشدانها الكمال وتمثّلها لمنزلة الإنسان بين سائر المخلوقات وطبيعته صلته المطلوبة بها.
ونتغيّا من تناول هذا الموضوع التعرف على طبيعة المنظومة الأخلاقية الصوفية وأبعادها ومرجعياتها ومدى استجابتها اليوم لروح العصر وانسجامها مع فكرة التنوع والاختلاف، وقدرتها على إرساء مداخل لقيم كونية تحول دون تفاقم الصراعات الهووية المبنية على منطلقات دينية في الإسلام. ويقتضي تحقيق هذه الغاية بحثا نقديّا في الخطاب الصوفي ينأى عن المقاربات التمجيديّة أو التّحقيريّة أو الوصفيّة المجرّدة.
لتناول هذه الإشكاليات وغيرها، يمكن البحث في المحاور التالية:
- أخلاق التصوف بين الواقع والمتخيل، (الصوفي وموقفه من أخلاقيّات عصره، سلوك الصوفي في مرآة الآخر، مرجعيّات المنظومة الأخلاقيّة الصوفيّة، أخلاق الصوفيّة والجندر...)
- أخلاق التصوف بين متطلبات الهوية وآفاق الكونيّة، (أخلاق الصوفيّة بين الانتماء الديني والثقافي وبين الانفتاح على الآخر، الثابت والمتحوّل في أخلاق الصوفيّة...)
- أخلاق التصوف وبناء الإنسان، (موقع المسألة الأخلاقيّة من تمثّلات الإنسان الكامل في التجربة الصوفيّة، أخلاق النبيّ وأخلاق الوليّ، التخلّي والتحلّي والتجلّي، مقامات التصوّف والمسألة الأخلاقيّة..)
- أخلاق التصوف في مواجهة الغلو والتطرف، (المحبّة والتسامح في التجربة الصوفيّة، الأنا والآخر وأشكال التفاعل مع التنوّع والاختلاف في التصوّف، الصوفيّة ورفض التعصّب والغلوّ والعنف...).
شروط الكتابة:
يراعى في كتابة البحوث وتقييمها أربعة مستويات أساسيَّة، هي: الأفكار، والمقاربة، والمنهج، واللّغة.
الأفكار:
الجدَّة والطرافة والإضافة المعرفيَّة.
عنوان البحث وعناوينه الفرعيَّة تمثّل علامات دالّة على محتواه، وليست تسميات تختار اعتباطيَّاً.
وضوح الاستشكال في بداية البحث، والاستنتاجات التأليفيَّة في نهايته.
استيفاء التفاصيل والأفكار الفرعيَّة.
وضوح التفاصيل والفروع (أي الأفكار الفرعيَّة).
المقاربة:
مقاربة علميَّة ذات مرجعيَّة تخصُّصيَّة تتفادى التأويل البسيط دون مرجع تخصُّصيّ.
مقاربة علميَّة تتوخَّى الحياد العلمي، وتتفادى العبارات التمجيديَّة أو القدحيَّة.
مقاربة نقديَّة تأويليَّة تقييميَّة: حضور الحسّ النقدي والشخصيَّة النقديَّة للمؤلّف.
توخّي المنهج التحليليّ، أو التفكيكيّ، أو التأليفيّ، وتفادي طريقة العرض الوصفيّ للأفكار.
المنهج:
البناء العام للبحث يتكوَّن من:
عنوان للبحث، يليه ملخَّص تنفيذيّ بأهدافه، ونوع المقاربة، والخطّة المتَّبعة في الإنجاز، فضلاً عن تعيين الكلمات المفتاحيَّة.
مقدّمة البحث تختتم حتماً بتحديد الاستشكال المطروح بدقّة.
جوهر البحث يتضمَّن حتماً الإجابة عن أسئلة الاستشكال.
خاتمة البحث تتضمَّن ضرورة حصيلة استنتاجاته.
ضرورة نقل الشواهد النصيَّة من المصادر والمراجع نقلاً دقيقاً، فضلاً عن توثيقها في الهوامش توثيقاً تامَّاً.
إنجاز لائحة مرتَّبة للمصادر والمراجع الواردة في البحث توضع في آخره.
الترابط بين أفكار البحث في مستوى العلاقة بين فقراته، وفي مستوى التدرُّج بين الجمل.
اللّغة:
السلامة في الرَّسم (ننصُّ على تفادي إهمال رسم الهمزة القطعيَّة والتضعيف في مواضعه من الكلمات)، والتعبير، ومراعاة قواعد اللّغة من صرف واشتقاق ونحو وتركيب.
الوضوح: تفادي التعقيد، والإلغاز، والصيغ الاشتقاقيَّة الحرَّة.
الحرص على مراعاة شروط التوزيع الطوبوغرافي للنصّ، ومراعاة التنقيط.
ملاحظة: حجم البحث يتراوح ما بين 5000 و8000 كلمة.
الجدول الزمني لإنجاز الكتاب الجماعي:
آخر أجل لقبول ملخّصات البحوث |
20 مارس 2020 |
آخر أجل لإعلام أصحاب الملخّصات المقبولة فقط |
20 أبريل 2020 |
آخر أجل للتّوصّل بالبحوث في صيغتها النّهائيّة |
10 غشت 2020 |
آخر أجل لإعلام أصحاب البحوث المقبولة نهائيّا |
30 سبتمبر 2020 |
ترسل استمارة المشاركة إلى البريد الإلكتروني التالي: