الفيلسوف السينغالي سليمان بشير ديان في ضيافة مؤسسة مؤمنون بلا حدود
فئة: أنشطة سابقة
استقبلت مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، مساء الأمس الأربعاء 20 مايو (أيار) الجاري، بمقر مؤسستها وقاعة صالون جدل الثقافي، بالعاصمة المغربية الرباط، الفيلسوف السينغالي الشهير البروفيسور سليمان بشير ديان، المتخصص في الفلسفة الإسلامية، وذلك بعد دعوة كريمة وجهتها إليه المؤسسة من أجل الحضور والتواصل معها في القضايا التي تهم الشأن الثقافي والفكري، في لقاء ترأسه الأستاذ السيد ولد أباه، عضو هيئة أمناء مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.
وعقد خلال حفل الاستقبال لقاء خاص مع الفيلسوف السينغالي البروفيسور بشير سليمان ديان، رفقة مجموعة من الباحثين والمهتمين بالمجال الفلسفي، تم خلاله التعرف على مسار البروفيسور ديان، من خلال سرده لأهم المحطات التي شكلت تكوينه العلمي والفلسفي، بدءا بتكوينه الفلسفي في فرنسا في جامعة السوربون، حيث كان ضمن الجيل الأخير الذي درس على يد فلاسفة كبار من أمثال الفيلسوف لويس ألتوسير وجاك ديريدا أحد أكبر فلاسفة فرنسا المعاصرين، وقد جمع في تخصصه التعليمي بين عدة مجالات منها المنطق وفلسفة الرياضيات وفلسفة العلوم، قبل أن يعود إلى بلاده السينغال في أواسط الثمانينيات، ويحاول إنشاء مجموعة من الدراسات في المجالات التي تخصص فيها، ليكون أول من أدخل مادة دراسة الفلسفة الإسلامية في جامعة دكار، مبتدئا بموضوع الشك عند الغزالي، لينتقل في ما بعد إلى الكتابة حول الفيلسوف الهندي محمد إقبال الذي كان أثره بارزا على مساره العلمي، وختاما كان مع كتابه "التفلسف الإسلامي" الذي انتشر انتشارا كبيرا، وترجم ومازال لعدد من اللغات منها العربية التي سيترجم إليها مستقبلا.
وأشار الفيلسوف السينغالي البروفسور ديان إلى أن زيارته هذه إلى المؤسسة تندرج في إطار مجموعة من مشاريع التعاون التي ستجمعه والجهات الجامعية التي ينتمي إليها بمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، كجامعة دكار بالسينغال وجامعة كولومبيا بأمريكا، في مجال الفلسفة الإسلامية.
وبعد كلمته الافتتاحية، فتح الأستاذ السيد ولد أباه الباب للحضور من أجل طرح بعض الأسئلة على الضيف، في إطار التفاعل الاحتفالي باسم علمي كبير من طينة سليمان بشير ديان، وكان من بين أسئلة اللقاء سؤال المفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي، حول الطريقة و المنهج الذي اتبعه سليمان ديان في كتابه حول الفلسفة الإسلامية، والذي أجاب عنه البروفيسور ديان بأن كان عن طريق منهج خاص من خلال تقدير وجوه كبار الفلسفة انطلاقا من اهتمامه شخصي، وكذلك بوضع بصمته الفلسفية الخاصة وكأنه يكلم أشخاصا من الماضي ويطبق عليهم خاصية الحاضر، كذلك اعتمد في الأمر، نقدا فلسفيا للفلسفة عن الغزالي، بالإضافة إلى دراسة للغة الفلسفة.
كذلك أجاب البروفيسور ديان عن موضوع تأويلية الصلاة وهو سؤال طرحه عليه المدير العام لمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، بالقول إن "موضوع تأويلية الصلاة موضوع شديد الأهمية في الفترة الراهنة، لدرجة جعلت المجلس الأعلى للدين في الولايات المتحدة الأمريكية يمول مشروعا كبيرا حول مسألة تأويلية الصلاة، ومنه انشاء مؤتمر دولي خاص حول فينومينولوجيا الصلاة، أي وصف الصلاة من حيث التجربة المعيشة، وذكر في ذات البروفيسور في ذات السياق، بأن لهذا الموضوع مجموعة من المقاربات لعل أهمها تلك التي تتحدث عن ارتباط الصلاة بالجسد نفسه أي كيف أن الجسد يتحول إلى أداة من أدوات الصلاة ، وكيف أن الجسد يتحول إلى صلاة بنفسه، حتى بالمعنى الحسي والمادي.
جدير بالذكر أن الفيلسوف السينغال البروفيسور سليمان بشير ديان من مواليد عام 1955، وهو يدرس الآن في جامعات عالمية، منها جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية.