محاضرات الدكتور السيد ولد باه: "فلسفة الدين"
فئة: أنشطة سابقة
نظمت مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان المولى سليمان ببني ملال، مجموعة محاضرات بتأطير المفكر الموريتاني عبد الله السيد ولد باه، لفائدة طلبة الدكتوراه وسلك الماستر "الحوار الديني والثقافي وقضايا التجديد في الثقافة الإسلامية" بنفس الجامعة، وذلك بتاريخ 12-13-14-15-16 مايو 2014. وتأتي هذه المحاضرات قصد بسط الدرس الفلسفي بشكل منهجي لفائدة طلبة العلوم الشرعية، بغية المساهمة في بناء تفكير إسلامي معاصر، يحضر فيه التواصل والانسجام المنهجي بين مقتضيات الحداثة ومقتضيات التراث.
حضر الجلسة الافتتاحية كل من السيد يحيى الخالقي عميد كلية الآداب ببني ملال والسيد مولاي أحمد صابر ممثلاً عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود والسيد سعيد شبار المشرف على مركز الدكتوراه وماستر "الحوار الديني والثقافي وقضايا التجديد في الثقافة الإسلامية" والسيد عبد الرحمن العضراوي عن مركز "دراسات المعرفة والحضارة".
وقد رحب كل المتدخلين بالدكتور سيد ولد باه، كما نوه عميد الكلية بطبيعة وأهمية ما تقدمه مؤسسة مؤمنون بلا حدود من دعم واحتضان لمثل هذه الأنشطة العلمية، ثم نوه سعيد شبار بهذه المبادرة شاكراً مؤسسة مؤمنون بلا حدود على ما تقوم به من جهدٍ في خدمة العلم والمعرفة. وجاء على لسان مولاي احمد صابر بعد شكره للإدارة في كلية الآداب ببني ملال، بأن مؤسسة مؤمنون، حريصة على المساهمة في الدفع بعجلة البحث العلمي من داخل الجامعة المغربية وغيرها، مبينا أن نظم التفكير والمعرفة منبنية في مجملها على التداخل والتكامل، بدل الفصل والتنافر، ومن ثم فالدرس الفلسفي يعد درسا مكملا لباقي التخصصات في العلوم الشرعية.
انطلقت المحاضرة الأولى يوم 12مايو 2014 تحت عنوان: الدين والوجود: الميتافيزيقا، سلط فيها المحاضر الضوء على مفهوم الفلسفة عند اليونان، ومفهوم الفلسفة في الفكر الغربي المعاصر وعلاقة ذلك بموضوع الميتافيزيقا "ما بعد الطبيعة"، كما بين طبيعة العلاقة القديمة الحاصلة بين الدين والفلسفة؛ فالفلسفة بشكل عام تهتم بما يهتم به الدين، لأنهما يتطلعان لما بعد الطبيعة، وليس من الغريب اليوم إذا وجدنا فلسفة الدين تشكل جزءاً من الفلسفة المعاصرة، وإذا عدنا إلى تاريخنا الإسلامي نجد أن علم الكلام وقضاياه قد تشكلت في سياق ديني. كما توقف عند أفلاطون وكانط وسبينوزا وغيرهم من الفلاسفة. ومن أهم ما خلص إليه المحاضر هو أن الفلسفة والدين سياقان منسجمان ومتكاملان وليس العكس. وانتهت المحاضرة بنقاش مطولٍ دار بين الطلبة والأستاذ المحاضر.
وجاءت المحاضرة الثانية يوم 13مايو 2014 تحت عنوان: الدين والمعنى: الهرمنوطيقا فقد ظهرت الهرمنوطيقا أول مرة في القرن 17 وعني بهذه العبارة الفن التأويلي للنص؛ بمعنى تفسير وتوضيح النص بالعمل على اكتشاف ما لا يظهر في المعنى الحرفي للنص. وكان يقصد بالنص هنا تأويل الكتاب المقدس، وبيّن المحاضر طبيعة التطور الحاصل في موضوع الهرمنوطيقا، وطبيعة الطروحات العلمية التي تشكلت في هذا المجال، كما توقف عند ما تشكل في تراثنا الإسلامي حول قضية الحقيقة والمجاز، وبسط القول في هذا السياق حول صاحب نظرية النظم "الجرجاني". وقد أمعن النظر في طبيعة التأويلات التي قال بها المتكلمون في التراث الإسلامي. كما أبرز المحاضر طبيعة العلاقة التي ينسجها القارئ مع النص بشكل عام، حتى وإن كان نصاً بشرياً؛ فالإنسان لا يدخل إلى النص خالي الوفاض، بل يدخل إليه محملاً بتصورات... ولما يدخل إلى النص يضيف إليه النص الكثير من التصورات والآراء. وخلصت المحاضرة بنقاش ضافٍ وفي غاية الأهمية.
المحاضرة الثالثة يوم 14مايو 2014 كانت تحت عنوان: الدين والقيم
بدأ المحاضر محاضرته بالسؤال التالي، ما هي العلاقة بين الأخلاق من جهة والقيم من جهة ثانية، والدين من جهة ثالثة؟ للإجابة على هذا السؤال، توقف المحاضر عند مفهوم الأخلاق، والقيم والدين، باسطاً القول حول ما قال به المتكلمون من معتزلة وأشاعرة وغيرهم، حول موضوع العدالة والحرية وموضوع الصنعة والصانع ... وما اتصل بذلك من الموضوعات الأخرى، وقد تطرق كذلك لموضوعات فلسفة الأخلاق في الفكر الغربي المعاصر، وقد خلص المحاضر إلى القول إن كل تلك التصورات التي قال بها المتكلمون تعد اجتهاداً بشرياً لا ينبغي التوقف عنده في التعاطي مع موضوع القيم والأخلاق. وقد تلت المحاضرة كما هو معتاد مناقشة مطولة.
جاءت المحاضرة الرابعة يوم 15مايو 2014 كنقاش مفتوح ومطول بين المحاضر السيد ولد باه وكافة الطلبة، حول أسئلة مفتوحة حول علاقة الدين بالفلسفة، إضافة للأسئلة التي تتعلق بموضوعات ورسائل الباحثين التي يشتغلون عليها.