ندوة "الدين وأسئلة الفكر الراهن"
فئة: أنشطة سابقة
في ندوة "الدين وأسئلة الفكر الراهن" لمؤمنون بلا حدود
جدعان وولد أباه وقرنفل يدعون إلى تحرير الدين ويحذرون من أسلمة الدولة
دعا المفكر الأردني فهمي جدعان، والمفكر الموريتاني السيد عبد الله ولد أباه، والأكاديمي المغربي المتخصص في علم الاجتماع السياسي حسن قرنفل، في ندوة "الدين وأسئلة الفكر الراهن"، إلى تحرير الدين من كل الشبهات المتعلقة بتأصيل وتعزيز كل النوازع السالبة، والأهواء الشريرة في الطبيعة الإنسانية، وحذروا من أسلمة الدولة.
وأشار المفكرون العرب المشاركون في هذه الندوة، التي أدارها مساء اليوم (السبت 20 سبتمبر (أيلول) الجاري) الباحث المغربي المتخصص في الفلسفة عبدالنبي الحري، والتي دشنت بها مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" أنشطتها الفكرية والثقافية لهذا الموسم بـ "صالون جدل الثقافي" بمقر المؤسسة الجديد بحي أكدال بالرباط، إلى أن الدين يطرح اليوم نفسه بإلحاح من خلال الكثير من التمظهرات المجتمعية، والتوظيف المشين للإسلام في تسويغ القتل والتطرف والإرهاب باسم الدين.
وأكد المفكرون العرب على الحاجة الماسة اليوم للمقاربات الفكرية والثقافية لهذه الظواهر، وإلى ضرورة التسلح بالفكر الأصيل، وبالاجتهادات المضيئة للمفكرين
المتنورين، خاصة مع بروز مجموعة من الدعاة الجدد الذين يقدمون الدين وفق تصورات وأيقونات معينة.
ولم يكن لندوة مؤسسة مؤمنون بلا حدود أن تمر اليوم دون أن يلتفت منظموها للمفكر ورجل الدين اللبناني الراحل سماحة السيد هاني فحص الذي غادرنا يوم الخميس (18 سبتمبر (أيلول) الجاري)، والعالم العربي الإسلامي في أمس الحاجة إليه، خاصة أنه يمثل نموذج رجل الدين المتسامح الذي استطاع الجمع بين مختلف الأطياف الدينية، وأحد الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، ومن المؤسسين للقاء اللبناني للحوار، كما أنه النموذج الأمثل للحوار والانفتاح، والتفكير المتحضر القابل للاختلاف، ورجل العلم والفكر والأدب، وهو ما حرص المفكر الموريتاني وعضو مجلس أمناء مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، السيد عبد الله ولد أباه، على تأكيده، معتبراً أن رحيله سيخلف فراغاً كبيراً في هذه المؤسسة التي أحبها الرجل، وتتبع خطواتها، وحضر مؤتمرها السنوي الأول بمدينة المحمدية عام 2013، والثاني في شهر مايو (أيار) الماضي بمدينة مراكش.
فهمي جدعان: يجب تحرير الدين من شبهة تأصيل وتعزيز النوازع السالبة
انطلق المفكر الأردني فهمي جدعان في مقاربته لموضوع "الدين وأسئلة الفكر الراهن" من القضايا والأسئلة الحارقة التي تقض مضجع العديد من الباحثين والمفكرين في الفترة الراهنة، وتشعب ممارساتها الشائنة المرتبطة بالديانات، وخاصة الدين الإسلامي، وهي الأسئلة المرتبطة بالعنف والكراهية واللامبالاة، وغياب الأخلاق الإنسانية وتواريها بشكل رهيب أمام ممارسات أقل ما يقال عنها أنها مشينة، ولا تمت لا للدين ولا للأخلاق بأية صلة.
"في الكراهية والموت العادي"، كان هو العنوان الذي اختاره المفكر الأردني وعضو مجلس أمناء "مؤسسة مؤمنون بلا حدود" فهمي جدعان، لمداخلته في الندوة الافتتاحية لأنشطة المؤسسة الثقافية والفكرية، والتي وقف فيها عند العديد من المفاهيم والمصطلحات الدقيقة، وأشار إلى أن الديانات المنزلة والوضعية التي تسرف في إرسال القول بأن غاياتها الجوهرية تكمن في إقامة بنيان السعادة والعدل والرحمة والخير للناس أجمعين، لكنها في الحقيقة تجنح في تجسداتها الزمنية وتجاربها المشخصنة بأهلها، إلى تقديم مضادات هذه القيم التي ينبع منها الاختلاف والشقاق والنفور والاقتتال.
وأوضح جدعان أن مبدأ الحال واضح، لأن "المؤمنين الحقيقيين منهم والزائفين بشر لا ملائكة؛ أي أن رغباتهم وأهوائهم ومنافعهم وأحوالهم وأوضاعهم تجور على الغايات النبيلة، وتخون المقاصد المعلنة لمنظومة دياناتهم، وأنهم مثلما عصى آدم حكمة ربه، مستعدون أيضا، لعصيان كلامه"، مشيراً إلى أن كل القرائن تشي بأن حالة "الطبع" أو "الطبيعة" تكذب دعاوى "جون جاك روسو" في حقيقة الطبيعة الإنسانية التي جاءت الديانات لتصلح من أعطابها.
وأكد جدعان أنه في خضم الوقائع والأحداث التي جرت وتجري منذ مطلع القرن الحالي تصدمنا ثلاثة فواعل أساسية، هي: العنف، واللامبالاة، والكراهية، معتبراً أنها مفاهيم وقائعية متراكبة، ومتضافرة، تمد فيها الكراهية جذورها في جملة من الوقائع والأحوال، وتبدو فيها اللامبالاة أو عدم الاكتراث بمثابة موقف أو حالة حيادية، لكنها في حقيقة الأمر، كما يقول، شكل من أشكال الكراهية، مثلما أن العنف شكل أيضاً من أشكال الكراهية الجموح الهجوم.
وبعد استعراضه لمقاربة بعض المفكرين والمحللين النفسيين لمفهوم العنف والكراهية واللامبالاة، وتقديمه لأمثلة عن العنف الأقصى الذي تتمترس الكراهية في نواته الجوهرية، ويتجسد رغم فظاعته فيما دعاه جدعان بـ "الموت العادي"، ساق مثالين على هذا الموت: الأول يتمثل في جنوح التنظيمات السياسية الثورية الممتدة في الفاعل الديني إلى النهج القتالي، المستند إلى أيديولوجية دينية، تختار في فعلها أقصى الأشكال الصادمة والمرعبة من القتل (الذبح - وقطع الرأس – التمثيل بالأجساد – إطلاق النار على الرؤوس...). أما المثال الثاني، فهو عن الحملة الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة، وعلى أهلها تحديداً، لأن كل القرائن برأيه تدل على أن "منظمة حماس" ليست هي المستهدفة، بل البنى التنفسية والاجتماعية والمادية للقطاع، وزرع الرعب والإحباط لدى الأجيال القادمة من الشباب.
ولأن الكراهية كانت هي الكلمة التي كررها المفكر فهمي جدعان في مداخلته، وشدد عليها وعلى أشكال تمظهراتها في المجتمع الراهن من خلال أحداث ووقائع بعينها، تساءل عن هذه الكلمة التي هي كاللامبالاة والعنف، وتدمر العالم وتلغي إنسانية الإنسان، وترده إلى الحالة الوحشية، حالة "ما قبل الثقافة"، وتحنط النفس التي تزعم أنها تأتمر بأوامر الدين، ووقف على الإشكال المطروح على الباحثين في هذا المجال، والذي صاغه بالشكل التالي: كيف يتأتى لنا أن نتبين في حدود الدين والتدين المقاصد الإلهية الحقيقية أو النهائية؟ وكيف نستطيع أن نعيد اكتشاف "مقامات" الرحمة والمحبة والعدل والمعنى والأمل، وأن نجعلها مبادئ مؤسسة لتحرير الإنسان من استيهامات وغلائل الوهم، ومن براثن البهيمية المغروزة في الطبيعة الإنسانية؟
وخلص جدعان إلى أن "السلاح الوحيد الذي يملكه المفكر للرد على كل هذه الأمور، وعلى من يسوغ الكراهية والعنف باسم الدين، هو الدفاع عن تاريخية النصوص والوقائع التي تساق لتأسيس أشكال ودواعي العنف والكراهية، وفي النضال من أجل تعزيز وإشاعة قراءة تأويلية لهذه المعطيات، قراءة تأذن بتحرير الدين من شبهة تأصيل وتعزيز النوازع السالبة، والأهواء الشريرة في الطبيعة الإنسانية".
حسن قرنفل:الإسلام أصبح طرفاً أساسياً في جميع الصراعات
وقدم الأكاديمي المغربي المتخصص في علم الاجتماع السياسي، حسن قرنفل في مداخلته ملاحظات أساسية حول إشكاليات الدين والتدين والإسلام في العالم العربي، وامتداداته عبر التاريخ داخل المجتمعات الإسلامية والعربية وأيضاً تأثيراته خارجها.
وأوضح قرنفل أن أولى الملاحظات التي ساهمت في تكريس إشكاليات الدين عبر العالم العربي، كون الدين والإسلام شكلا ومازالا التيمة الأساسية لكل الفلاسفة والمثقفين في العالم العربي، وموضوعاً يجذب ويستقطب كل المفكرين على اختلاف مشاربهم ومقارباتهم للدين، وهذا الأمر جعل العالم العربي بمفكريه وفلاسفته يختلفون جذرياً عن فلاسفة الغرب من آسيا إلى أمريكا مروراً بأوروبا، والذين لم يعيروا اهتماماً كبيراً لدراسات الدين في اشتغالهم بمجتمعاتهم، كما يحصل عند فلاسفة العرب، والغريب كما يضيف حسن قرنفل، أن هؤلاء الفلاسفة الغربيين أصبحوا بدورهم منخرطين بشكل مباشر في الاشتغال على الإسلام.
وأشار قرنفل في ذات الملاحظة إلى أنه، وإن كان اهتمام الفلاسفة العرب كبيراً بقضايا الدين، إلا أن دورهم ووصول صوتهم للمجتمعات يبقى ضعيفاً شيئاً ما، والسبب هو الضعف الكبير في احتلال مراكز القرار، وفي التأثير على الرأي العام، لأن طريقة الاشتغال العادية، برأيه، المنحصرة في إصدار الكتب والمقالات والمجلات والصحف، تعتبر ضعيفة، وفي المقابل أشار حسن قرنفل إلى أن الانتشار الكبير لوسائل الاتصال الحديثة، والتي نجح في استغلالها وحجز أماكن مهمة فيها جيل الدعاة الجدد، مكنهم من استقطاب قاعدة جماهيرية كبيرة وواسعة، قبل أن ينجحوا في تحويل هذا النجاح الجماهيري إلى تجارة رابحة بكل المقاييس أثناء اشتغالهم بالدين والتدين لدى الشعوب العربية، تماماً كما تؤكد ذلك إحصاءات عديدة نشرتها مؤسسات متخصصة في نشر إحصائيات الثروات والأثرياء العرب، كتقارير مجلة "فوربيس" الأمريكية.
وأضاف قرنفل في ملاحظته الثانية، أن من بين الأمور التي تجعل الإسلام في صلب اهتمامات الشعوب العربية، هو كونه عنصراً مهماً يحضر في تفاصيل الحياة اليومية لها، والذي أكدته الكثير من الإحصائيات العالمية التي تشير إلى أن العرب هم أكثر الشعوب تديناً في العالم، وهو الأمر الذي تؤكده أيضاً المحاولات الفاشلة منذ ستينيات القرن الماضي التي دعت إلى علمنة هذه المجتمعات، قبل أن يتحول الاهتمام مؤخراً عبر دعوات عديدة إلى محاولات إصلاح الدين والتدين عبر رؤى مقاصدية للدين، كبديل حقيقي عن العلمنة من أجل إنقاذ المجتمعات من مخلفات الأفكار الرجعية.
كما لفت الأكاديمي حسن قرنفل الانتباه، إلى أن إحدى الملاحظات المهمة في تاريخ الإسلام، تلك التي قادتها حركات التجديد في الفكر الإسلامي في القرن الماضي، والتي تساءلت عن سبب تقدم الغرب وتأخر العرب، وهل له علاقة بالإسلام، ما مكن من قيادة مجموعة من الدعوات لتجديد الدين، وهو ما نجحت فيه نسبياً بعض الدول العربية الغنية بثرواتها الطبيعية خصوصاً منها تلك التي تفرض نوعاً من التشبث بتطبيق بعض تعاليم الإسلام في أنظمتها.
وأضاف قرنفل في ملاحظة أخيرة حول تمركز الإسلام في صلب اهتمامات الحياة المعاصرة، والتي من بينها الجانب الإعلامي على الخصوص، أن السبب وراء هذا الاهتمام يتعلق بكون الإسلام أصبح طرفاً أساسياً في جميع أنواع الصراعات العربية- العربية، والعربية- العالمية، كما يقع مثلاً عند بعض الحكومات العربية التي اشترطت تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في بلدانها دون أي اعتبار لخصوصيات مجتمعاتها وظرفياتها.
وختم حسن قرنفل مداخلته بالإشارة إلى أن كل هذا الاهتمام الكبير بقضايا الدين عند العرب والمسلمين، كان وراءه بشكل كبير الانتشار الواسع للإسلام في القارات الخمس في العالم، منذ أن فتحت، جل الدول بعد الصراعات والحروب التي شهدتها أراضيها، الأبواب للمهاجرين من شتى البقاع لإصلاح ما أفسدته الحروب، وهو الانفتاح الذي استفاد منه الإسلام في انتشاره، دون حروب أو غزوات أو سلاح، وذلك عن طريق إما السماح للمسلمين بإقامة دور العبادة وشعائرهم بطرائق عادية، أو عن طريق الزواج المختلط الذي فتح أبوابا جديدة لتوسيع دائرة الاهتمام بالدين الإسلامي.
السيد ولد أباه: حذاري من أسلمة الدولة
وحاضر عبد الله السيد ولد أباه في موضوع "الدين والنظام الاجتماعي الأهلي والمدني"، مفتتحاً مداخلته بالتوقف عند سؤال مؤرق مطروح بقوة اليوم على الإسلام والمسلمين اليوم: ما هي منزلة الدين في المجال العمومي؟ وهل للإسلام خصوصية عن باقي الديانات السماوية، في كونه دينا عموميا؟ وهل يمكن للجانب العمومي لهذا الإسلام أن ينفصل عن جانبه التعبدي؟
هذا سؤال جوهري مطلوب من المسلمين اليوم الإجابة عنه بصراحة.
واعتبر ولد أباه أن عبارة الإسلام دين ودولة، أصبحت عبارة مضللة، لأنها تريد أن تختزل الأمر في إشكال اعتقادي صرف، في حين أن الأمر ليس كذلك لا بالأمس واليوم.
ولخص المحاضر معالم الجدل الدائر في الساحة الأيديولوجية العربية بين خيارين اثنين: يرى الخيار الأول أن الإسلام يجب أن يمر بما مرت به ديانات أخرى، بأن يتحول إلى ديانة الاعتقاد الفردي، ويوجد في مقدمة مروجي هذا الطرح الراحل محمد أركون وغيره من المفكرين.
أما الخيار الثاني، فيروجه بعض ممن يتحدث من داخل الدائرة الإسلامية، بما في ذلك من يتحدث من داخل جماعات الإسلام السياسي، ويفيد هذا الطرح أن الإسلام ليس دولة دينية، ولكنه دين يجمع بين الشأن الفردي والشأن الجماعي ولا يمكن الفصل بينهما.
والحل، يضيف المحاضر، أن التصورين معا يثيران من الأسئلة أكثر مما يقدمان أجوبة، متوقفاً مثلاً، في التصور الأول، عند الجدل الفكري الكبير الدائر في الغرب بالصيغة التي لخصتها المؤلفات الأخيرة للمفكر الألماني "يورغن هابرماس"، والذي أصبح يتحدث عن المجتمعات ما بعد العلمانية، مطالباً بضرورة عودة الدين لنقاش العمومي، ليس من باب فرضه على باقي الأفكار والاتجاهات، خاصة أن الأمر يتعلق بمجتمعات تتميز بتعددية فكرية ودينية، ولكن من أجل المساهمة في تجاوز الانفصام القائم بين القيم الجوهرية (الاعتقاد الفردي) وقيم عمومية أصبحت معيار إدارة العمل الجماعي.
أما فيما يتعلق بإجابات جماعات الإسلام السياسي حول الإشكالية التي توقف عندها المحاضر، فتقوم على برهانيين: يفيد أولهما ضرورة استثمار النصوص التراثية التي تصب في ما يُشبه إجماعاً على وجوب نصب الإمام، وتفيد الثانية، أنه من طبيعة التشريع الإسلامي، كونه يتجاوز التعبد الفردي بأن يتطرق لأحكام الجماعة، والحال، يضيف ولد أباه أن البرهانين يسقطان في تحويل مفهوم الإمامة إلى الدولة، وتحويل الفقه إلى قانون.
وتفاعلاً مع هذه النقاشات والجدليات، طالب المحاضر بضرورة إعادة الاعتبار لمفهوم الجماعة، مضيفاً في هذا السياق أنه لا يمكن اختزال الدين في مجرد اعتقاد فردي، وأنه في آن، لا يوجد لاهوت في الإسلام، على غرار الحالة المسيحية التي أفضت بعد صراعات دينية وسياسية إلى تقنين رسمي للدين.
الإسلام، العقدية مٌجسّدة في انخراط عملي في الجماعة، أو في عقيدة أهل القبلة، وهذا معطى يناقض ما ترومه جماعات الإسلام السياسي التي تريد تحويل الإسلام إلى أيديولوجيا، تعطي هذه الدولة شرعية لامتصاص الدين وبالتالي أسلمة الدولة، على غرار ما جرى في الحالة الإيرانية مثلاً، حيث اتضح أن الدولة بقيت كذلك، والذي تغير مجرد الشعارات، مع الانتقال من شعارات قومية إلى شعارات إسلامية، ومن هنا، يضيف ولد أباه خطورة مشروع أسلمة الدولة.
وفي نهاية هذه الندوة، قام المفكر الأردني فهمي جدعان بتوقيع كتابه الجديد "تحرير الإسلام ورسائل زمن التحولات"، الصادر حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" في بيروت، لمجموعة من الباحثين المغاربة الذين حرصوا على حضور هذه الندوة بكثافة، وهو الكتاب الذي يطلق من خلاله المؤلف صرخة من أجل استعادة الإسلام الحقيقي السمح الذي يؤمن بالعدالة والحقوق والانتصار للمرأة والديمقراطية.
وفهمي جدعان مفكر فلسطيني مقيم في الأردن، حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة السوربون في باريس، عمل كأستاذ للفلسفة والفكر العربي والإسلامي في عدد من الجامعات الأردنية، وهو يعمل حالياً أستاذاً للفلسفة في جامعة الكويت، ومشرفاً على طلبة الدراسات العليا، وعضو مجلس أمناء "مؤسسة مؤمنون بلا حدود". ويعد الدكتور فهمي جدعان واحداً من أبرز المفكرين العرب الذين اختاروا أن يشتغلوا على مشروعهم التنويري بعيداً عن دائرة الضوء، فحفروا عميقاً في تربة الفكر العربي المعاصر، والفلسفة الإسلامية، لينتقل، من بعد، في مؤلفاته الأخيرة لصياغة منظومة مفاهيمية لاستشراف ملامح المستقبل العربي. حصل على عدد من الجوائز منها: وسام سعف النخيل الأكاديمية من الجمهورية التونسية 1986، وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من فلسطين 1991، وجائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية بالأردن عام 1993، فاز بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية الدورة الخامسة: 1996 – 1997. صدرت له العديد من الكتب، منها: "أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث" 1979، و"نظرية التراث"، و"دراسات عربية وإسلامية أخرى" 1985، و"المحنة: بحث في جدلية الديني والسياسي في الإسلام" 1989، و"تحرير الإسلام" 2014.
أما عبد الله السيد ولد أباه، فأستاذ الفلسفة والدراسات بجامعة نواكشوط الموريتانية منذ عام 1989 حتى الآن، يعمل أستاذاً زائراً في جامعات عربية ودولية عدة؛ حيث يقوم بتدريس الفلسفة الحديثة وفلسفة الأخلاق والسياسة والدين وفلسفة القانون وعلم الكلام والفلسفة الإسلامية وفلسفة الاتصال وعلوم الإعلام، وهو عضو مجلس أمناء "مؤسسة مؤمنون بلا حدود".
عمل الدكتور ولد أباه منسقاً لبرامج الثقافة العربية الإسلامية وحوار الحضارات (الألكسو من سنة 2001 إلى 2005)، ومستشاراً في المجلس الأعلى للاتصال (2006-2011)، وخبيراً في التنمية البشرية معتمداً لدى الأمم المتحدة، وأميناً عاماً للجمعية الموريتانية للدراسات الفلسفية.
نشر ولد أباه عدداً من الأعمال العلمية؛ منها: "التاريخ والحقيقة لدى فوكو" بيروت 1994-2004، و"اتجاهات العولمة"2001، و"مستقبل إسرائيل وأزمة المشروع الصهيوني" (بالاشتراك) 2001، و"عالم ما بعد 11 سبتمبر" 2004، و"عوائق التحول الديمقراطي في الوطن العربي" 2005، و"بؤس الرفاهية" (ترجمة من الفرنسية) 2006، و"الدين والهوية" 2010، و"الثورات العربية الجديدة: المسار والمصير" 2012، و"الإسلام والمجتمع المفتوح" (ترجمة) 2012، و"المسألة الدينية السياسية في الفكر الغربي الحديث (تحت الطبع)، إضافة إلى عشرات الأبحاث والمقالات المنشورة في الدوريات العربية.
أما الأكاديمي المغربي حسن قرنفل، فهو أستاذ جامعي حاصل على دكتوراه الدولة في علم الاجتماع من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عام 1996، وهو حالياً عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية - جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، توج بجائزة عبد الحميد شومان في العلوم الاجتماعية من جامعة عمان بالأردن عام 1997.
ويعد قرنفل من الأساتذة الأوائل الذين التحقوا للتدريس بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة خلال النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وتحول إلى وجه إعلامي وطني بارز كمحلل سياسي وباحث في الحياة السياسية بالمغرب والوطن العربي. صدرت له مجموعة من الكتب، منها: "النخبة السياسية والسلطة" 1997، و"المجتمع المدني والنخبة السياسية" 2000، و"الشغل بين النظرية الاقتصادية والحركة النقابية" 2006، و"أهل فاس المال والسياسة" 2007.
ساهم في مجموعة من الكتب الجماعية منها: "التجارة في علاقتها بالمجتمع والدولة" 1993، و"عنصرا المجال والإنسان" 2000، و"الديمقراطية المحلية، الوحدة الوطنية والتنمية"2001، و"الحركة النقابية في المغرب وإعلان الفوسفاطيين" 2003، و"حلقة المواطنة" 2008، و"الانتخابات التشريعية 7 شتنبر 2007 " 2008.
وتجدر الإشارة إلى أن عنوان المقر الجديد لـ "مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" هو: تقاطع زنقة واد بهت و شارع فال ولد عمير، عمارة B بالطابق الرابع " فوق محل أبرون" قرب مسجد بدر، أكدال - الرباط.