محاضرة : " براديغم الترجمة أم براديغم التأويل ؟ " للدكتور محمد محجوب
فئة: أنشطة سابقة
نظمت مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان- المغرب. محاضرة علمية حول موضوع:" براديغم الترجمة أم براديغم التأويل ؟" للدكتور محمد محجوب / تونس؛ وذلك يوم الأربعاء 04 ماي 2016 عند الساعة 10 صباحا بقاعة الندوات بنفس الكلية.
وتفعيلا لبنود الشراكة العلمية بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان ومؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بالرباط، استضافت شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بالكلية، الكاتب والمفكر التونسي المقتدر: أ.د.محمد محجوب، المتخصص في "مناهج التأويل و تاريخ الفلسفة"، وذلك لإلقاء محاضرة علمية لفائدة طلبة شعبة الفلسفة وهيئة التدريس بها، حول موضوع:
" براديغم الترجمة أم براديغم التأويل".
تركز العرض الذي قدمه الأستاذ المحاضر حول بيان أهمية مفهوم "البراديغم" من حيث هو بنية معرفية ضابطة لقواعد الفكر في مرحلة معينة، كما أكد على أهم المرجعيات العلمية الكبرى المحددة لشروط وكيفيات استخدام البراديغم وأساليب بنائه. وفي السياق نفسه، انتقل المحاضر إلى بلورة الإشكال الفلسفي والإبستيمولوجي الموصول ببراديغم الترجمة في علاقته بالتأويل، وذلك من منطلق سؤال ما مدى إمكانية الترجمة؟ وأية ترجمة نقصد عندما نتحدث عن علاقة الترجمة بالتأويل؟ هل براديغم التأويل يمكن اعتباره أساس الترجمة؟ أم براديغم الترجمة يمكن اعتباره أساس التأويل؟
أسئلة متداخلة مركبة حاول من خلالها المحاضر أن يتعقب محدودية مساهمة الفلسفة العربية الوسيطية في الوعي بهذه الإشكالات، وإلى أي حد استطاعت أن تطور بنية التفكير الفلسفي الحديث في هذا الموضوع؟ وما حدود إمكاناتها في ذلك؟
اقتناعا من الأستاذ المحاضر من أن الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة ترجمة، وسعيا منه إلى فحص شروط السؤال ومرجعياته، قدم الدكتور محمد محجوب ثلاثة نصوص تمثيلية من تاريخ الفكر الفلسفي الإسلامي الوسيط تعينت له لحظاتها الكبرى في كل من لحظة الجاحظ ، ولحظة التوحيدي ثم لحظة الفارابي، ليخلص بعد ذلك إلى ربط إشكالات وإسهامات هذه النماذج بالشق الثاني من المحاضرة الذي عنونه ب: "من التأويل إلى الترجمة"، حيث توقف عند إسهامات كل من شلايمايخر، وديلتي، وهايدغر، وغادامير... في هذا المجال، والانعطاف الهيرمونيطيقي الذي أحدثه مبحث التأويليات في الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر.
أعقبت هذه المحاضرة نقاشا فلسفيا مركزا ساهم فيه الحضور من طلبة شعبة الفلسفة وهيئة التدريس بأسئلة واستفسارات علمية أثمرت على مجموعة من المقاربات والمواقف النقدية الموصولة بمباحث التأويليات الفلسفية التي نبهت المنظمين إلى أهمية هذا اللون من الدراسات ضمن دائرة البحث الفلسفي الوسيط من وجه أول، وتاريخ الفلسفة الحديثة والمعاصرة من وجه ثان..
بعد ذلك، أعلن عن رفع الجلسة العلمية وأخذ صور تذكارية مع الأستاذ المحاضر، مع تجديد الشكر والامتنان لمؤسسة مؤمنون بلاحدود وكلية الآداب وشعبة الفلسفة بتطوان على حسن التنظيم وحسن الاستضافة.