من الوحي إلى المصحف: إشكاليات التدوين والأحرف السبعة الأخرى
فئة: كتب
يحصل التغاضي دائما عند الحديث عن القرآن الكريم والعلوم الإسلاميّة المتعلّقة به، مثل التّفسير والقراءات والوجوه والنّظائر، عن الفرق الكبير بين القرآن نفسه باعتباره تنزيلا من ربّ العالمين، وبين تلك العلوم التي نشأت خادمة له ومتفاعلة معه، ولكنّها ليست معبّرة بالضّرورة عن روحه العامّة، ومقاصده الحيّة، ومراميه الكبرى، بل هي معبّرة أساسا عن فهم بشريّ نسبيّ، محكوم بنظم معرفيّة سائدة، وتقاليد ثقافيّة غالبة.
وقد حاول هذا الكتاب تقصّي طبيعة ذلك الفهم وتلك العلاقة، من خلال ثلاث مسائل فكريّة. تعلّقت الأولى ببنية المصحف وظروف تدوينه، واتّجهت الثّانية إلى تقديم تقصّيات جديدة حول الأحرف السّبعة ومشكلة فهمها. واهتمّت الثّالثة بمشكلة القراءات وظروف نشأتها، وكيف تمّ الرّبط بينها وبين المصحف منذ تكوينه.
وجملة هذه المشاغل عبّرت عنها دلالة عنوان الكتاب: من الوحي إلى المصحف: إشكاليّات التّدوين والأحرف السّبعة والقراءات. وهي مواضيع تستدعي القراءة المتجدّدة لا محالة، وإعادة النّظر، كلّما طرأ تقدّم على المعرفة الإنسانيّة، أو توفّرت اكتشافات متطوّرة حول المصادر وطرائق البحث.