ندوة: " القضية الفلسطينية بين حل الدولة وحل الدولتين"
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، يوم الثلاثاء الموافق 15 ديسمبر 2015 بمقر الأبحاث بجاردن سيتي ندوة بعنوان: " القضية الفلسطينية بين حل الدولة وحل الدولتين" بحضور المناضل والمفكر الفلسطيني سلامة كيلة والأستاذ فؤاد أبو حجلة رئيس تحرير جريدة الغد الأردنية، وأدار تفاصيلها الباحث الفلسطيني في الدراسات الإعلامية طارق معمر. افتتح الأستاذ طارق معمر اللقاء مرحبًا بالضيوف والحضور؛ ومن خلال التقديم تطرق معمر إلى الوضع السياسي الراهن في فلسطين مؤكدًا أن الندوة تأتي في وقت ماتت فيه ما تعرف بعملية السلام إكلينيكيًا، ولم تنجح كل جهود إحيائها، مشيرًا إلى أن الاشتباك الشعبي المباشر مع الاحتلال أعاد الميدان ليكون مسرحًا للفعل والتغيير، فازداد وهجهًا بعد أن ظن البعض أنه انطفأ للأبد. وفي ظل هذه الظروف عاد السؤال الأساسي، سؤال القضية الفلسطينية، إلى واجهة السياسة، وأصبح محل نقاش وتفاعل في الأروقة السياسية الدولية. كما أكد أن القضية الفلسطينية اليوم تمر بمرحلة من أدق مراحلها وأكثرها مصيرية، فمن جهة سُدّ أفق التسوية جراء الحقائق التي فرضتها حكومات الاحتلال المتعاقبة على الأرض، وأصبح من الواضح أن مقاربة إسرائيل للسلام لا تتعدى إقامة إدارة ذاتية للفلسطينيين دون الاستجابة لتطلعاتهم الوطنية، ومن جهة أخرى باتت إقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى وإن كانت منزوعة السيادة مسألة غير قابلة للتحقق على أرض الواقع؛ فالاستيطان التهم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية، والقدس الشرقية تُهوّد على قدم وساق، علاوة على جدار الفصل العنصري الذي يتلوى كالثعبان فوق الأراضي الفلسطينية فاصلاً قرى ومدنًا فلسطينية عن بعضها البعض. بدأت وقائع الندوة بمداخلة الأستاذ سلامة كيلة الذي أكد على استحالة حل القضية الفلسطينية بناء على "حل الدولتين"، فعلى الأرض يجري فرض أمر واقع جديد يؤكد أن الدولة الإسرائيلية تتقدم، وأن إمكانية خيار الدولة الفلسطينية يتأخر، مشيرًا إلى أن الحل النهائي أصبح خارج التداول، وأن الحديث عن حل الدولتين أصبح أمرًا وهميًا؛ بسبب اللاءات الأربعة الإسرائيلية: ( لا انسحاب، ولا عودة اللاجئين ، ولا وقف الاستيطان، ولا إمكانية لحل نهائي) وطالب كيلة بإعادة النظر في فهم طبيعة الصراع، وقراءة جيدة لطبيعة الدولة الصهيونية، وضرورة أن نفهم ما هي الدولة الصهيونية، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست حل إشكالية اليهود المشردين حول العالم، بل إقامة قاعدة عسكرية لمنع تطور المنطقة العربية ومنع توحدها؛ لضمان السيطرة الإمبريالية في المنطقة العربية وليس فلسطين وحدها. وأكد كيلة أن الحديث عن تسوية نهائية أمر غير ممكن، وأن طرح الدولتين كان حلا مدمرًا للقضية الفلسطينية أدى إلى القضاء على المقاومة، مطالبًا بإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية مركزية لدى كل العرب، ومن غير هذا المسار لا إمكانية في رأيه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بخيار عربي وفلسطيني، مع ضرورة التمسك بالمشروع العربي أمام المشروع الصهيوني، وأن طرح الدولة العلمانية يأتي في هذا السياق . من جهته أكد فؤاد أبو حجلة أن رؤية حل الدولتين لا تزال حتى اللحظة، هي الرؤية الأكثر حضورًا وواقعية عند قيادة السلطة الفلسطينية، اعتقادا منها أنه لا مجال أمامها سوى استمرار تعلقها بهذا الخيار، إضافة إلى مجموعة من التباينات في المواقف الفلسطينية والإسرائيلية من قوى وأحزاب محلية ودولية، مؤكدًا إنه غير متفائل بإمكانية حل الصراع وتحويل الصراع من عربي/ إسرائيلي إلى فلسطيني/إسرائيلي وهذا واقع فرضته الزعامات العربية ومحاولات الولايات المتحدة والغرب الترويج لمفهوم الدولة القُطرية منذ عشرات السنين، وفصل فلسطين عن جوارها العربي. واستبعد أبو حجلة مسألة اقامة الدولة الفلسطينية العلمانية، كما انتقد حل الدولتين بالشروط الإسرائيلية والأمريكية منزوعة السيادة ومجردة من المقاومة . بعدها فتح المجال أمام الحضور للتعقيب وطرح الأسئلة التي أجاب عنها ضيفي المركز بإسهاب وتفصيل، لينتهي اللقاء في أجواء تتطلع نحو استشراف ملامح المستقبل لقضية كل العرب. وسلامة كيلة باحث فلسطيني متحصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة بغداد1979 عمل في المقاومة الفلسطينية، وانخرط في مشروع اليسار العربي، سجن ثمانية سنوات في السجون السورية، وكتب في العديد من الصحف و المجلات العربية مثل الطريق اللبنانية و النهج ودراسات عربية والوحدة، له العديد من الكتب والمؤلفات منها: نقد الحزب، الثورة ومشكلات التنظيم، نقد التجربة التنظيمية الراهنة، حول الأيديولوجيا والتنظيم، مقدمة عن ملكية الأرض، إشكالية الحركة القومية العربية، وغيرها من المؤلفات. أما فؤاد أبو حجلة، فهو كاتب وناشط فلسطيني بدأ حياته المهنية صحفيا في جريدة "العرب" اليومية الصادرة في لندن في العام 1978 ثم تنقل بين عدد من الصحف العربية الصادرة في الدول العربية وفي الخارج، وعمل مديرا للتحرير في جريدة "شيحان" الأسبوعية ومديرا للتحرير في مجلة "الأفق" الأسبوعية. وتسلم إدارة التحرير في صحيفة الغد منذ صدورها وحتى استقالته في العام 2006 ليتولى رئاسة تحرير قناة "روسيا اليوم" الفضائية الإخبارية في موسكو، ثم عاد إلى الغد مديرا للتحرير في العام 2008، وتولى رئاسة التحرير في بداية العام 2011. يكتب المقال الصحفي منذ أكثر من ثلاثين عاما، في عدد من الصحف العربية ومنها جريدة "العرب" اللندنية، وجريدة "السياسة" اليومية الكويتية، وجريدة "الحياة الجديدة" اليومية الفلسطينية، وجريدة "الرؤيا" اليومية العمانية، إضافة إلى كتابة المقال في "العرب اليوم" و"الغد". عمل في الاعلام المسموع والمرئي، وشارك في إعطاء دورات تدريبية لمحرري الأخبار الإذاعية والمتلفزة.