إشكالية التراث والحداثة في الفكر العربي المعاصر
فئة: كتب
لماذا إشكالية التراث – الحداثة داخل النتاج الفكري العربي في بلداننا؟
وما هي الأشكال التي يأخذها النتاج الفكري العربي في "إشكالية التراث والحداثة". لماذا الإشكالية هذه؟ ولماذا الإشكالية في مفاهيم السوسيولوجيا؟
تقع الممارسات العلمية، كل الممارسات العلمية، في بلداننا داخل إشكالية التراث – الحداثة، وبدلاً من أن تكون الممارسة علمية، قائمة على المؤسسة العلمية، تصبح ممارسة تؤكد، أو تدحض، أو تنتقد، أو تتوافق مع الأفكار العلمية الأساسية التي أنتجها الغرب، وتدور التساؤلات، على الدوام، عن "المفاهيم الشرقية"، و"المفاهيم الغربية"، و"العلم الشرقي" و"العلم الغربي"، و”التراث العربي" و"الحداثة الغربية"، وصلاحية استعارة الأفكار العلمية من الغرب، وعدم صلاحية الاستعارة... إلخ.
طريق هذه المواجهات، تَغيب وتُغيِّب الممارسة العلمية، من حيث كونها ممارسة علمية، بعد أن تكون قد ارتدت رداء [الأيديولوجي – في – المعرفيّ] الذي تتنكر، فيه، ومن خلاله؛ ومع هذا الغياب، يطرح الباحث على نفسه التساؤل الآتي: لماذا، منذ قرنين من الزمن، تقع الممارسات العلمية داخل إشكالية التراث والحداثة، بدلاً من ممارسة عملية الإنتاج المعرفي في عالم العلم؟
إننا أمام إشكالية معقدة، إنها إشكالية مهمة بل الإشكالية الأهم، التي شغلت وتشغل الفكر العربي منذ قرنين من الزمن، وبعبارة أكثر دقة إننا أمام إشكالية معقدة جداً، وبعبارة أشد صرامة، إنها الإشكالية الأهم في الفكر العربي المعاصر.
هذه الإشكالية المهمة والمعقدة تخضع هنا، لأول مرة، في الكتابة باللغة العربية للفحص الإبستيمولوجي، و[التعقيد] فيها يتطلب ألا نوحي بالبساطة، أو أن نناقش فيها بسطحية، حين يكون الأمر بذاته معقداً؛ فالكتب التي وعت ضرورة الوعي الإبستيمولوجي للإشكالية، بقيت كلها، من دون استثناء، دعوات إلى ممارسة إبستيمولوجية حول إشكالية التراث – الحداثة، ولم تبلغ، بعد، مستوى الممارسة الإبستيمولوجية بالفعل، مستوى تقديم وعي بالإشكالية ينفتح على حقل الإبستيمولوجيا.