افتتاح أشغال المؤتمر السنوي لمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث
فئة: أنشطة سابقة
افتتحت صباح يوم الجمعة 25 أيار/ مايو الجاري أشغال المؤتمر السنوي العربي لمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، تحت شعار "الدين والثقافة الواقع والآمال"، بحضور مفكرين وباحثين قدموا من مختلف البلدان العربية.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الأستاذ "محمد العاني" مدير عام مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، أن المؤسسة تسعى لتكون بيئة حاضنة للأفكار التجديدية المتنوعة، وخلق فضاء معرفي حر ومبدع لمناقشة مختلف القضايا ذات الصلة بالإنسان، مشيرا أن فكرة "مؤمنون بلا حدود" تحمل رؤيتها "من صميم إيمانها بجدوى المراهنة على خيرية الإنسان، وأهليته ورشده العقلي، ووجدانه الأخلاقي المساند لتجليات عقلانيته"، كما اعتبر العاني أن الرهان الحالي مرتكز على دور الشباب الباحثين في التفاعل مع مجتمعاتهم، ومع احتياجات الناس، "ليحققوا التواصل الخلاق بين الفكر والواقع، بالعلم والمعرفة والأخلاق ذات الغاية الإنسانية".
وبخصوص مشاريع المؤسسة على أرض الواقع، أكد العاني أنه على المستوى العملي فإن مؤسسة مؤمنون بلا حدود ستسعى لتكون رافعة حقيقية للعمل التجديدي والتنويري، عبر طرق باب كل باحث جاد يؤمن بضرورة هذا العمل، موجها الدعوة إلى ثقة الحضور من نخب وباحثين شباب، لتتضافر الجهود لإرساء فعل تجديدي حقيقي، والتفاعل مع ناقدين ومحاورين، ومبدعين لأفكار متجددة دائما، قائلا: لا نريد التقليد، وتكرار المكرر، ولا نريد استنساخات فكرية تحول الفكر التجديدي لمذاهب جديدة. نريد إبداعاً حقيقياً، فاعلاً ومتفاعلاً مع المجتمع، ومن هنا الرهان على دور الشباب الباحثين في التفاعل مع مجتمعاتهم، ومع احتياجات الناس، وهمومهم، ليحققوا التواصل الخلاق بين الفكر والواقع، بالعلم والمعرفة والأخلاق ذات الغاية الإنسانية.
أما الدكتور "أحميدة النيفر"، فألقى كلمة باسم مجلس أمناء المؤسسة، مؤكدا أننا إزاء مشروع طموح وأمل ممتد من أن أجل تتضافر فيه جهود كل الفاعلين القدامى والشباب من أجل إرساء عمل أصبح من متطلبات المرحلة التي تتجاوز احتياجات بلد معين، خاصة أن هذه المتطلبات طالما كان المثقفون العرب يسعون إلى تأسيسها، وهذا هو الطموح الأول والرئيسي، كما يجسد ذلك حضور هذا الجمهور الكريم من المفكرين والباحثين.
وأضاف النيفر أن بناء المؤسسة جاء منسجما مع تحديات العولمة المعاصرة، إذ يقتضي هذا المشروع تكريم الإنسان، والذي يقتضي بدوره التعالي على المذهبيات والإيديولوجيات، وهذا الأمر يحتاج إلى طاقات واعية وراشدة، مجددا التأكيد بدوره على أن المؤسسات الفكرية ينبغي عليها أن تكون متجاوزة للحدود وألا تجعل الفكر والمعرفة مرتبطة بحدود معينة.
وأخيرا، تطرق الأستاذ "إبراهيم أمهال"، رئيس قسم دراسات الحقوق والحريات، في كلمة ألقاها باسم فريق عمل مؤسسة مؤمنون بلا حدود، إلى بعض العوائق التي تحول دون قيام مؤسسات بحثية رصينة في الساحة العربية: وفي مقدمتها العوائق الإيديولوجية والشخصية والمالية على الخصوص.
كما توقف المتدخل عند طبيعة الآفاق البحثية التي يجب أن تستحضرها المؤسسات الثقافية والبحثية حديثة التأسيس، وقد لخصها في ثلاث مستويات من حيث الأهمية والسياق الزمني في آن:
هناك أولا المستوى التعريفي، ويروم إعادة شرح المشاريع الفرية القائمة في الساحة العربية،
ثم المستوى الحواري والسجالي، ويروم مقارنة ونقد أهم المشاريع الفكرية القائمة؛
وأخيرا، المستوى الإبداعي، باعتباره تتمة وتتويجا للمستورين السابقين.
كما توقف أمهال عند حتمة الرهان على ثلاث محددات بخصوص طبيعة الأفكار التي تروج في هذه المؤسسات البحثية، وهي التأصيل والإجرائية والغائية، أي استحضار دور ومرجعية القيم اللصيقة بهذه الأفكار.
في ختام أشغال هذه الجلسة الافتتاحية، تم توزيع جوائز مسابقة المؤسسة للشباب العربي للبحوث، وهي مسابقة أطلقتها المؤسسة، وتفضل الأستاذ محمد العاني مدير عام المؤسسة، والدكتور أحمد فايز، المدير التنفيذي للمؤسسة، بتسليم الجوائز للباحثين، حيث ارتأت لجنة التحكيم أن يتم حجب الجائزة الأولى، وقيمتها 10 آلاف دولار لعدم إيفاء أي من البحوث المقدمة بمعايير المركز الأول الأكاديمية، وجاءت الجائزة الثانية وقيمتها 5000 دولار من نصيب الباحث رشيد سعدي حول بحثه الموسوم "الإيمان وعلاقته بمنظومة الحقوق والحريات" بالجائزة الثانية ، بينما فاز بالجائزة الثالثة وقيمتها 3000 دولار الباحث محمد بنتاجة، عن بحثه الموسوم "الظاهرة الدينية والمقاربة المعرفية"، فيما نال الباحث حسن الحما جائزة تشجيعية قيمتها 1000 دولار.