اختتام فعاليات نادي سينما "دال" لعام 2015: عرض الفيلم الأمريكي "wild"
فئة: أنشطة سابقة
اختتم نادي سينما "دال" فعاليات عام 2015 بعرض فيلم "wild" الأمريكي إخراج جان مارك فاليه وبطولة ريس ويذرسبون ولورا ديرن. تدور أحداث الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقية في إطار درامي اجتماعي حول يوميات (شيريل ستريد)؛ هذه الفتاة التي تقرر بداية رحلة الـ 1100 ميل مشياً على الأقدام، وحدها، في محاولة للبحث عن ذاتها وللميلاد من جديد بعيداً عن ماضيها المتخم بالوجع والذكريات المؤلمة. تتشابه حياة (شريل) مع العدد من النساء العربيات اللائي يسعين للحرية ولاكتشاف ذواتهن وبناء عالمهن الخاص، تشعر (شريل) بغربة موحشة في واقعها الاجتماعي وبخاصة بعد رحيل والدتها التي رغم ما سببته لها من آلام في طفولتها ومراهقتها، لكنها ترتبط بها بصورة جنونية، تحاول شريل التحرر من هذه المشاعر المفرطة فتتمرد على كل العادات والتقاليد وتخوض تجارب مريرة من إدمان وعلاقات متعددة، لكنها في لحظة رحيل والدتها تكتشف أن ما تفعله هو انتقام من ذاتها، تحاول "شريل" الصمود بعد رحيل والدتها لكن حبيبها يتخلى عنها رافضاً محاولتها للاستقلال والبحث عن ذاتها. تقرر (شريل) إلقاء ماضيها كله وراء ظهرها وتنطلق في رحلة صعبة ومرهقة داخل البرية، رحلة من النادر أن يخوضها شخص وحيدا، لما تحمله من تحديات وصعوبات، في هذه الرحلة نتعرف على ماضيها من خلال الكوابيس والذكريات التي تهاجمها. لا يقدم لنا المخرج (شريل) في صورة بطلة خارقة ولكنه يقدمها كشخصية عادية تكمن قوتها في إنسانيتها التي نراها في أكثر من مشهد، حيث الخوف والذعر من الحيوانات البرية ومن محاولة بعض الرجال التحرش بها، لكن هذا الخوف لا يتحول إلى قضبان تسجنها، بل على العكس تدفعها هذه المشاعر الإنسانية إلى النضوج والعبور من ازمتها الداخلية، وتظهر الطبيعة في خلفية الفيلم كرحم تولد عبره من جديد، ونستشعر طوال الرحلة آلم هذا المخاض، عبر شريط الصوت الذي يعكس أنفاسها وآلامها وفرحتها أيضاً عند الخروج من رحلة البرية والعودة من جديد للمدينة بروح مغايرة وذاكرة متصالحة مع ماضيها، وتسعى لتأسيس واقع مغاير قائم على الحب وليس الانتقام.