سيمنار تجديد الخطاب الديني الجزء الثاني (في الإعلام وتوجهات التدين الشعبي)
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز "دال" للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود بالقاهرة، فاعليات الجزء الثاني من سيمنار تجديد الخطاب الديني بعنوان "الخطاب الديني في الإعلام وتوجهات التدين الشعبي"، بمشاركة الدكتور محمد فياض مدرس التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة طنطا ، والذي قدم ورقة بحثية حول منطلقات تجديد الخطاب وإشكالياته في مجال التدين الشعبي، والدكتورة ضحى سمير مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، والتي قدمت ورقة بحثية عن المؤسسات الإعلامية وتجديد الخطاب الديني، وعرضها نيابة عنها عبد الله أحمد الباحث بمركز دال.
ناقش اللقاء إشكاليات تجديد الخطاب الديني في المؤسسات الإعلامية، ومدى تفاعلها مع الحدث، وهل نجح الإعلام في تناول القضية بشكل مجرد وموضوعي، أم اعتمد الخطاب الإعلامي على عنصر الإثارة والإفادة من تصاعد وتيرة الاشتباك لجني مكاسب محددة بعيدا عن القضية المثارة، بالإضافة إلى مناقشة منطلقات التدين الشعبي؛ أي الدين في ضوء ممارسته اجتماعيا، وكيف تخلى التدين الشعبي تحت وطأة الصراع الديني وتصاعد المد المذهبي عن أفضل ما يميزه، وهو التسامح وقبول الآخر، في محاولة لتقديم معالجة موضوعية لما اعترى التدين الشعبي من تغيير، وما يمكن أن يطرأ على خطابه من تطورات مستقبلية .
في البداية، تحدث الدكتور محمد فياض عن كيفية اختراق الفكر السلفي للتدين الشعبي المصري قائلاً: " منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وهناك تخطيط ممنهج من قبل أصحاب الفكر الأصولي والسلفي لاختراق التدين الشعبي المصري الفطري البسيط الذي يتميز بالتسامح والاعتدال وتحويله لتدين أصولي رافض للآخر ومعادي للحياة".
وأضاف فياض هناك عدة أسباب ساعدت على اختراق الأفكار الاصولية للمجتمع المصري، وتغير نمط التدين الشعبي واستعرضها كالتالي :
أولاً: العائدون من الخليج بالفكر السلفي الوهابي محملين بثروات هائلة ساهمت بشكل كبير في الترويج لأفكارهم.
ثانياً: تواطؤ السلطة الحاكمة مع هذه القوى السلفية، واستخدامها لتغيب الشعب ومحاربة خصوم النظام السياسيين من اليسار المصري.
ثالثاً: انسداد الأفق السياسي والاجتماعي في ظل نظام حكم سلطوي فاسد يحتكر السلطة والثروة.
رابعاً: اعتماد القوي السلفية على وسائل دعائية حديثة ومتطورة.
خامسا: إعادة إحياء وترويج فكرة "المخلص"، القادر على إنقاذ المجتمع والأمة من الضلال والفقر.
وأشار الدكتور محمد فياض إلى أن نجاح هذا الفكر المتطرف في اختراق منظومة التدين الشعبي عند المصريين ترتبت عليه عدة نقاط أبرزها : نشر الأفكار التي تعادي وترفض الآخر المختلف في الدين أو الجنس أو الرأي، وإنتاج نموذج مجتمعي منغلق على ذاته، وتأصيل القبح والعنف باعتباره كقيم جمالية ودينية، اختراق مؤسسة الأزهر، وتحويلها من جامعة علمية تدعو إلى العلم والبحث والمعرفة إلى مؤسسة تروج للأفكار الرجعية مدعومة بأموال من الخارج، والتأصيل لسلطة دينية في ظل غياب الدولة وتآكل مؤسساتها.
ومن جانبها، اعتذرت الدكتورة ضحى سمير عن حضور الندوة، وقام بعرض ورقتها البحثية الباحث عبد الله أحمد، وتناولت الدكتورة ضحى علاقة الإعلام بتجديد الخطاب الديني، وأشارت إلى أن الحديث عن تجديد الخطاب الديني لم يعبر عن احتياج مجتمعي بقدر ما عبر عن صراع سياسي، وهو ما أفقد التجديد مصداقيته وبريقه، فما يحدث في مصر في رأيها هو تأميم الدين لصالح سلطة الدولة، وهذا لن يحدث أي تجديد؛ فالتجديد يتطلب تحرير الدين من سلطة الدولة، وسلطة رجال الدين وفتح باب البحث والاجتهاد على مصراعيه.
أدار اللقاء محمد الصادق مدير قسم الوثائق والأرشيف بمركز دال، في حضور مجموعة من المهتمين في الحقل الثقافي والإعلامي، منهم الدكتور جمال الوكيل مدرس تاريخ العصور الوسطى بجامعة قناة السويس، ومنال فاروق الباحثة في مجال الفولكور الشعبي والدراسات الأفريقية، والأستاذ علاء حميد الباحث العراقي في مجال الأنثروبولوجيا، وكريم شفيق الصحفي بروزاليوسف، وعدد من المثقفين المصريين في مجالات مختلفة.