قراءة في كتاب "سؤال الأخلاق" للكاتب طه عبد الرحمن
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، حلقة نادي دال للكتاب يوم الاثنين الموافق 29 أغسطس 2016م بمقر الأبحاث بجاردن سيتي، حيث خصصت الحلقة لقراءة ومناقشة الفصل الأول من كتاب "سؤال الأخلاق" لطه عبد الرحمن، والاشتباك مع أهم الأفكار التي تضمنها .
يدور الفصل الأول حول إشكالية: " تبعية الأخلاق للدين " في الفلسفة الغربية، بداية من أفكار أوغسطين وتوما الإكويني ارتكازًا على ثنائية الإيمان/ الإرادة، وصولا إلى الرأي القائل بتبعية الدين للأخلاق استنادًا على مبدأ الإرادة الخيرة كما يذهب إيمانويل كانط، وانتهاءً بنموذج فصل الأخلاق عن الدين وفق مبدأ " لا وجوب من الوجود "، الذي قال به ديفيدهيوم، وكيف ناقش طه عبد الرحمن تلك النماذج مناقشة نقدية مستفيضة.
ظهر هذا الكتاب في سياق النقد الأخلاقي للحداثة التي سيطرت على حقبة التسعينيات وما قبلها، وأصبح العرب يهرولون إليها في تبعية مقيتة! قدم المؤلف نقده للحداثة الغربية من خلال فلسفة صورية، داعياً إلى تأسيس فلسفة إسلامية خاصة متحررة من الموروث اليوناني أو الغربي، وإلى تأسيس حداثة إسلامية أخلاقية عبر نقد الحداثة الغربية وبيان إفلاسها. كما أكد على تأسيس مفهوم جديد للدين يعتمد على الأخلاق؛ مبيناً أن المشروع الحضاري يجب ألا ينفك عن الأخلاق وداعياً إلى الترقية الإنسانية لإنسان هذا العصر المتخبط! وقد قسمه إلى ثمانية فصول، قام بتلخيص كل فصل في آخره. كما ضم في آخر الكتاب، تقريرا عن المساهمة المغربية في الدعوة الأخلاقية في مصر، وذكر العديد من الشواهد على هذه المساهمات.
طه عبد الرحمن هو أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم العربي الإسلامي منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، ولد في مدينة الجديدة بالمغرب عام 1944م، وبها درس المرحلة الابتدائية، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نال إجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بفرنسا بجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة : رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحجاجي والطبيعي ونماذجه". درَّس المنطق في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ بداية السبعينيات. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006م.