قراءة في كتاب من وحي العلمانية للكاتبة رباب كمال
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلاحدود يوم الأحد الموافق 7 فبراير 2016م الكاتبة والإعلامية المصرية رباب كمال، وذلك في حوار مفتوح حول كتابها :"من وحي العلمانية" الصادر مؤخرا عن دار روزنامة، وأدار تفاصيل اللقاء الدكتور سامح إسماعيل مدير الأبحاث بالمركز.
في البداية، رحب المحاور بضيوف اللقاء، داعيا الكاتبة تقديم الكتاب، وكيف حاولت فض الاشتباك بين العلمانية كمفهوم سيئ السمعة في الأوساط الاجتماعية، وبين الدين كحالة روحانية خاصة، في مجال عام يعترف بالجميع ويقبل الآخر.
من جانبها، قالت رباب كمال أن هناك حقائق تاريخية تبدو شديدة الوضوح أمام ناظري كل مثقف تنتمي أفكاره ورؤاه للحاضر، ومن أشد هذه الحقائق وضوحا أن كل قيم التقدم تلي ولا تسبق العلمانية؛ فالديموقراطية والتعددية وقبول الآخر والعيش المشترك وحقوق المرأة والعقل النقدي وحقوق الإنسان والتعليم العصري كلها أنساق قيمية لا يمكن أن تتواجد وتعمل إلا في مجتمعات قبلت العلمانية التي نالت من نقاشات المفكرين الكثير من الوقت والجهد. ومضت تعرض أهم المحاور التي تعرضت لها بالدراسة والتحليل في كتابها، وكذلك أهم المواقف التاريخية، والأحداث التي جرت منذ يناير2011 وحتى يومنا هذا، وكيف أن العلمانية ظلت هي غائبة عن صانع القرار والمشرع حتى في أوج الصراع مع الجماعات الأصولية.
كما تطرقت رباب كمال لدور الأزهر واحتكاره لخطاب التجديد الديني، وهى الهيمنة التي قضت تماما على أي أمل في إحداث تجديد حقيقي، وكيف أن الوسطية في حقيقة الأمر لا تعدو مجرد محاولة لتجميد الواقع وترسيخ حقائق بعينها على الأرض، وتحدثت عن محاولات التجديد من داخل الأزهر، والتي تم وأدها في مهدها كمحاولات علي عبد الرازق وعبد المتعال الصعيدى وابن الخطيب وغيرهم، كما تناولت بالعرض والتحليل المواد القانونية التي تبيح العقوبة فيما يسمى بقوانين الحسبة وازدراء الأديان، داعيا إلى الفكاك من بطش محاكم التفتيش وقوانين العصور الوسطى.
كما أكدت الكاتبة أن العلمانية ليست عصا سحرية، وأنها لن تحل مشكلات المجتمع بين يوم وليلة، لكنها قادرة على تمهيد الأرض لبذور الإصلاح، وترسيخ قيم المواطنة وقبول الآخر، ومحاربة التطرف والإرهاب، ومضت تنتقد بعض تصرفات المنتمين للتيار العلماني، مؤكدة على أهمية تبني قيم العدالة والحرية والمساواة، والابتعاد عن مجرد النكاية في الإسلاميين فحسب؛ لأن العلمانية في رأيها تعني قبول الجميع، والوقوف على مسافة متوازنة من كل التيارات، وتحرير المجال العام من أية محاولات للسيطرة والهيمنة من قبل القوى الأيديولوجيات المختلفة.
ودار حوار طويل على مدى ساعات اللقاء، توقفت فيها الكاتبة عند أهم المحطات الفكرية في رحلة الفكر العلماني في العصر الحديث، وأجابت على أسئلة الحضور وعقبت على مداخلاتهم المتعددة.
ورباب كمال كاتبة وإعلامية مصرية، تعمل مقدمة برامج باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، لها عديد المقالات والدراسات المنشورة في عدد من الدوريات العلمية، وهى المتحدث الإعلامي السابق بحركة علمانيون، ووكيل مؤسسي الحزب العلماني المصري، ناشطة سياسية شاركت في كثير من المؤتمرات واللقاءات الفكرية في عدد كبير من الدول العربية والأوربية .