قراءة ومناقشة كتاب "جدل الدين والحداثة"، للكاتب صلاح سالم
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود يوم الاثنين الموافق 20 مارس 2017م، فعاليات ندوة علمية لقراءة ومناقشة كتاب "جدل الدين والحداثة"، للكاتب صلاح سالم مساعد رئيس تحرير الأهرام، وأدار تفاصيل اللقاء الكاتب الصحفي محمد حربي، وعقب على الكتاب الدكتور سامح إسماعيل.
في البداية، أشار محمد حربي إلى أن اليوم يوافق الذكرى الأولى لرحيل المفكر المصري الدكتور علي مبروك، والذي قدم فكرا ورؤية جديدة للدين وللعديد من القضايا الشائكة، مؤكدا أن صلاح سالم هو امتداد لمدرسة نصر حامد وعلى مبروك في الفكر التنويري، واعتبر حربي هذا الكتاب من أهم الإصدارات التي ظهرت خلال الفترة الماضية؛ فقد طرح الكاتب العديد من الأسئلة حول الدين والحداثة، فالكتاب أهم ما يميزه عدم تقديم إجابات بقدر ما قدم العديد من التساؤلات التي تدفع لإعمال العقل . يرى صلاح سالم أن النزعة التوفيقية تفترض كاستراتيجية نهضوية، مسارات للدمج والتركيب، تستلزم بدورها تحليلا وتفكيكا بهدف الاختيار بين العناصر الإيجابية في بنية تراثنا القديم، وبنية الفكر الغربي الحديث، ولأن التاريخ ليس سكونيًا، والذات الثقافية لم تكن أبدًا فاعلة خارج سياقها، فقد تعذر القيام بهذه المهمة التي تفترض قيام الذات العربية، وكأنها في استراحة تاريخية بوضع البنيتين أمامها والانتقاء من بينهما، وأنه لم يسطر هذا الكتاب بهدف تكرار الدعوة إلى الموقف التوفيقي، ولكن بهدف الغوص أسفله، وفي خلاله، كما في سياقاته، كشف عن ممكناته واختبار فرضياته، ليس فقط في التراث العربي الإسلامي، بل وأيضًا داخل التراث الغربي المسيحي، لنكتشف متى وكيف صار الغرب حداثيا وتنويريا وعلمانيا؟ عبر أي مسارات وتعويلا على أي موروث؟ كشفا عن الآليات الخفية والمسارات العملية التي تحاورت الثقافتان الكبريان من خلالها، حيث الحضارة الإنسانية بنية واحدة، وإن تفاوتت المراكز الثقافية داخلها بين من ينتج الحضارة ومن يستهلكها، والخبرة الإنسانية مشتركة، لا يملك أي من كان الانخلاع منها، أو النأي عن تيارها الرئيس، وأكد صلاح سالم في مداخلته أن الإنسان في رأيه، لا يمكن أن يحيا دون إيمان ودين، لكنه أيضا، لا يمكن أن يحيا بالدين وحده، فالدين وظيفته أن يقدم للإنسان إجابات عن الأسئلة الوجودية الكبرى حول الله وأصول الأشياء والكون، وكيفية بداية الخلق ؟ لكنه لا يقدم إجابات عن أسئلة جزئية متعلقة بالكم والكيف وطرائق الحياة المختلفة، وكيفية التعامل مع النماذج المختلفة من المنتج الحضاري والفكري الإنساني، فحركة التاريخ في رأيه ما هي إلا مسار للعلمنة على عدة مستويات مختلفة، فثمة مستوى أول تناول علمنة الطبيعة، ومستوى ثاني علمنة السلطة، ومستوى أخير هو علمنة الإنسان نفسه، وأخذ سالم في طرح رؤيته للفكر الغربي والإسلامي عبر هذه المستويات من العلمنة . ثم تناول الدكتور سامح إسماعيل في مداخلته أبرز المحاور التي تناولها الكتاب، ومدى قدرة المؤلف على طرح التساؤلات المعرفية المتسقة مع حالة القلق بحثا عن الحقيقة، والتي ما إن يصل إليها حتى يتجاوزها بحثا عن أخرى، وتناول فكرة العلمانية الحديثة، والتي لم تف بوعودها، وبات المجال مفتوحا لمرحلة ما بعد العلمانية انتظارا لمفهوم لم يتشكل بعد، قبل أن يتداخل مع المؤلف طارحًا العديد من الأسئلة، حيث دار النقاش فوق المنصة قبل أن يشارك فيه الحضور. صلاح سالم كتاب وباحث تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية / جامعة القاهرة، يعمل مساعدًا لرئيس تحرير الأهرام، وأشرف سابقًا على صفحة الفكر، ويكتب الآن مقالا أسبوعيا كل ثلاثاء، حصل الكاتب على عدة جوائز منها: جائزة العلوم السياسية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999، وجائزة الصحافة السياسية العربية من نادي دبي للصحافة ثلاث مرات أعوام 2001، 2005، 2012. وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاقتصادية والقانون عام 2003، وجائزة مبارك للدراسات الاسلامية عام 2009.صدر له أكثر من عشرين مؤلفا تمتد فضاءاتها المعرفية بين العلاقات الدولية والفكر العربي الإسلامي وفلسفة الدين منها: تجليات العقل السياسي ومستقبل النظام العربي عام 1998، وعي الإنسانية العربية بالذات والآخر عام 2002، الإسلام والغرب بين عقدة الحضارة ونزعة الهيمنة عام 2004، تجليات الإسلام المعاصر عام 2007، المشترك التوحيدي والضمير الإنساني عام 2010، مغزي العقلانية الإسلامية 2010، الأساطير المؤسسة للإسلام السياسي 2014 وغيرها