محاضرة: " الأزهر والإصلاح الديني: المؤسسة والسياق والحالة الحضارية" للأستاذ هاني محمود
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، يوم الأحد الموافق 25 ديسمبر 2016م فعاليات ندوة علمية بعنوان: "الأزهر والإصلاح الديني؛ المؤسسة والسياق والحالة الحضارية"، حاضر فيها الأستاذ هاني محمود المدرس المساعد بكلية الحقوق / جامعة عين شمس، وأدارت تفاصيلها الباحثة دعاء الشافعي. في مقدمتها أكدت الباحثة أن مفهوم تجديد الخطاب الديني شغل مساحات واسعة من الجدل والنقاش، بعد أن عاد يتصدر المشهد في ظل تصاعد مد الحركات الأصولية والمتطرفة التي أخذت تجتزئ من التراث ونصوصه الثواني؛ لتبرر أفعالها وممارساتها الإرهابية، وبدا وكأن العالم يتعامل مع المسلمين كما يتعامل مع بركان قابل للانفجار في أية لحظة؛ لتتصدر دعوات تجديد الخطاب الديني المجال العام، وإن بات المفهوم شديد التعقيد في لحظة مربكة على الصعيد السياسي والفكري، وقد أصبحت منطقة الشرق الأوسط بؤرة من أشد بؤر الصراع بين الأصولية والحداثة احتداما. في هذا السياق، أصبحت المؤسسات الدينية الكلاسيكية وعلى رأسها الأزهر على المحك، حيث اتهمها البعض بالعجز عن التفاعل مع مفهوم التجديد، وإن نادت به، فهي فقط تسعى لاحتكاره ومنع آخرين من تناوله، في حين أكد آخرون أن الأزهر وحده بحكم التاريخ والمكانة هو المؤسسة الدينية القادرة على القيام بهذا الدور التاريخي، وفي ظل حالة من التخبط تحول الأمر في مجمله إلى ملاسنات ومعارك عبثية.
من جانبه، استعرض ضيف اللقاء دور المؤسسة الأزهرية في العصر الحديث، وكيف أن هناك لحظات تاريخية أجهضت، كان يمكن أن تدفع دور الأزهر إلى الأمام في عملية الإصلاح والتنوير، معتبرا الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م أول معول جاء لتقويض الدور الحضاري للأزهر وعلمائه، وعلى رأسهم الشيخ محمد الجبرتي، وكيف أصبح الأزهر رأس الحربة في سياق المقاومة الشعبية في مواجهة الاستعمار الفرنسي، قبل أن يخلد في سبات عميق بسبب سياسات محمد على، والذي أدرك خطورة دور الأزهر، والذي جاء علماؤه به إلى سدة الحكم... وفيما يخص دور المؤسسة الأزهرية في عملية تجديد الخطاب، حاول الضيف ضبط المفاهيم ليوضح الفارق بين التجديد الديني والإصلاح الديني، وارتباط الاول بالفهم، والثاني بضرورات الواقع، واستعرض نماذج عديدة لذلك مؤكدا أن تجديد الخطاب الديني ليس حكرا على المؤسسة الدينة، بل إن المجتمع يظل شريكا رئيسا، وفاعلا مركزيا في الأمر برمته، متعللا بطروحات السنهوري بأن تطبيق الشرع من اختصاص الجماعة ووفقا لرؤيتها وأولوياتها.. كما استعرض الضيف دور الأزهر في سياق المراجعات الفقهية، وعديد المسائل التي قام فيها بتجديد رؤيته، وفقا لمستجدات الراهن، معتبرا الآراء التي تدعو إلى إغلاق الأزهر، وتجاوزه تماما لا تقل تطرفا عن آراء المتشددين، وأن الحل يكمن في منح المؤسسة الدينية المزيد من حرية الحركة، وتطوير منطلقاتها ومناهجها، لتصبح فاعلا ضمن منظومة يشارك فيها الجميع لتجديد الفكر والعقل ..
والأستاذ هاني محمود يعمل حاليا، مدرسا مساعدا بقسم الشريعة بكلية الحقوق/جامعة عين شمس، عمل إماما وخطيبا ومدرسا بوزارة الأوقاف المصرية، وباحثا شرعيا بدار الإفتاء المصرية، كما قام بتدريس الفقه الإسلامي بالجامع الأزهر الشريف، تخرج من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 2004م، حصل على درجة الماجستير في علم " أصول الفقه " في موضوع "تخصيص العلة عند الأصوليين وآثاره"، ويدرس حاليا للحصول على درجة الدكتوراه في موضوع: "علم أصول الفقه في المنظور الاستشراقي"