محاضرة: " العلمانية تتحول إلى بنية عنصرية في مفهوم الإسلاموفوبيا " للباحثة الفرنسية لورا جاريك
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلا حدود في القاهرة يوم الثلاثاء الموافق 15 نوفمبر 2016م بمقر الأبحاث بجاردن سيتي فعاليات ندوة علمية بعنوان: الإسلاموفوبيا في فرنسا؛ وجهة جديدة للعنصرية . حاضرت فيها الباحث الفرنسية بالسوربون لورا جاريك، وأدار تفاصيل اللقاء الباحث محمد الصادق. في محاضرتها، أوضحت الباحثة الخلفية السوسيولوجية التي ظهر من خلالها مصطلح الإسلاموفوبيا، والكيفية التي تعاملت بها المجتمعات الأوربية مع المفهوم، والذي مضت الباحثة في ضبطه، محددة منطلقاته وروافده ومسبباته، ومدى تأثير ذلك على المسلمين في الغرب عموما، وفي فرنسا على وجه الخصوص، مستعرضة مجموعة من القضايا الإشكالية التي تعرض فيها المسلمون لحالة من التعميم مع كل حادث إرهابي تعرضت له فرنسا. وانتقدت جاريك في معرض حديثها عن بنية الدولة العلمانية، الكيفية التي يتم من خلالها توظيف العلمانية من قبل السلطة، لتتحول إلى بنية عنصرية، تروج لفكرة المواطن الصالح من وجهة نظر الدولة، والتي تقوم بإقصاء الآخر، وفي سبيل ترسيخ رؤية علمانية حادة ومتطرفة، ينتهك حق المواطنة بحق كل من هو خارج الصورة النمطية للمواطن الصالح، شكلا ومضمونا، مدللة على ذلك بحادثة البوركيني الشهيرة، وكيف أصبحت النمطية أسلوبا تتعامل به السلطات مع كل من يبدي أي اختلاف ولو في المظهر مع الصورة الكلاسيكية العنصرية التي تروج لها الدولة، وتحاول فرضها على الجميع، وهو ما انعكس بدوره على المجتمع، وبات يهدد القيم العليا التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية، وفي مقدمتها قيم الحرية والمساواة .
واستعرضت الباحثة بشيء من التفصيل أهم الصعوبات التي يواجهها المسلمون في فرنسا، والتحديات التي باتت تواجه الجميع من أجل تكريس حقوق المواطنة، في ظل تنامي التيار اليميني، وتصاعد وتيرة السلوكيات العنصرية، مع الخلط بين الإسلام كدين، وتصرفات الجماعات المتطرفة التي تستهدف الجميع بما فيهم المسلمين، كما تطرقت إلى القوانين التي أصبحت تحمل في مجملها حمولة عدائية تجاه كل ما هو إسلامي، وهو ما انعكس على رد الفعل الرسمي والشعبي تجاه أزمة اللاجئين.
ولورا جاريك هي باحثة فرنسية حصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة السوربون، وهي بصدد الإعداد لموضوع أطروحة الدكتوراه بذات الجامعة، ويتركز اهتمامها على الدراسات الإسلامية وفلسفة الأديان.