محاضرة: "التطرف العنيف والخطاب الجهادي" للدكتور محمد المعزوز
فئة: أنشطة سابقة
نظمت مؤسسة مؤمنون بلا حدود محاضرة علمية حول موضوع: "التطرف العنيف والخطاب الجهادي" ألقاها الدكتور محمد المعزوز من المغرب؛ بصالون جدل بالرباط بتاريخ 7 أكتوبر 2017، تقوم هذه المحاضرة على تحليل خمس أفكار لها صلة بكيفية تكون منظومة العنف وتجددها، والتمفصلات المفهومية للخطاب السياسي كما بلوره علماء التيار الجهادي، والذي أصبح موجها لاستراتيجيات الفعل والاحتراب الإيديولوجي والميداني.
إن مقاربة هذه الأفكار الخمس، باعتماد تقاطع المنهجية التاريخية والمعرفية، بحثا عن معرفة ما يجري من داخل هذه المنظومة الفكرية التي أصبحت حبيسة "إرادة رؤيوية" ملتبسة ومركبة حول الإنسان والدولة والمجتمع، ستمكن من تفكيك مناسب للواقعة الفكرية كما صاغها الذين شرعوا الجهاد، ومن فهم التحولات والانقسامات التي تشهدها التنظيمات الجهادية والمآلات التي ستصير إليها.
تتمحور هذه الأفكار الخمس حول ما يلي:
١-موقع العلماء ومراتبهم في المنظور الجهادي.
يعتبر تحليل موقع العلماء ومراتبهم في الحركات الجهادية مدخلا أساسا في فهم الخلفيات النظرية والتوجهات السياسية التي تحكم هذه الحركات، نظرا للثقل الوازن الذي يشغله هؤلاء في رسم المعالم الكبرى للتوجهات التنظيمية والوظائف الشرعية المنوطة بهذه الحركات وبما تشهده من انقسامات.
تلخص الوظائف الكبرى للعلماء وفق هذا المنظور، في ما يلي:
- تثبيت شرعية التأسيس
- شرعنة التطرف العنيف
- القيام بمراجعات داخلية، لتكييفها مع شرعيات جديدة
-التنظير للجهاد كواجب شرعي فردي.
- تنظيم العلاقة ما بين المهاجرين(المتطوعين) والأنصار (المحليين) ، من منظور جهادي.
- تدويل الفعل الجهادي عبر محاربة ما أطلق عليه ب"الكفر العالمي" سعيا إلى تحصين العقيدة ونشرها.
٢- الفرق بين "الجهادية المنظمة " والحشد الجهادي"(ستعتمد المداخلة قراءة في أسس هذين المفهومين ونقدمها)
٣-وظائف الفكر الجهادي وآلياته:
وظائف وآليات داخلية:
بعد اغتيال عزام في 1989، اعتمدت الحركة الجهادية على مقولات وظائفية بعلماء مخصوصين، حاولوا تطوير المنظور الجهادي بالجمع ما بين السلفية الوهابية والجهادية المصرية ، كما نظر له "إمام الشريف".
ومن الآليات الداخلية لهذا الجمع:
-ربط الفكرة الجهادية بالمقاصد والأهداف العقدية، ثم اعتبار التنظيمات السياسية والمدنية غير شرعية دينيا، لذلك كفرت الأنظمة العربية بوصفها جزءا من "الكفر العالمي" .
اعتبار آلية الجهاد العسكري كبديل وحيد للقضاء على "الكفر" وإقامة حكم الله، لذلك تم تركيز الجهد التنظيمي على بنية عسكرية قوية تعتمد "أميرا للقتال".
اعتماد آلية التجنيد واعتباره "واجبا عينا"، محليا وعالميا. ونشره ما وراء الحدود، وذلك عبر آلية محكمة يطلق عليها بآلية الأنصار والمجاهدين.
- تقوية الخطاب الفقهي والعقدي لإنجاح مضمون "الحشد الجهادي"، من خلال مفهوم "الولاء والإبراء"
- تأكيد مفهوم "دفع الصائل" لإكساب معنى التحشيد دلالة جهادية يستوجبها الشرع والعقيدة.
- إعمال مفهوم "الغلو والإرجاء"، ومفهوم "جهاد نكاية وجهاد تمكين"، ومفهوم "المحلية والعالمية"
٤- اجتهادات "الثورة السورية "الثالثة، والتوجهات الجديدة التي أطلقها منظروها.
- بروز مفهومي "الجهادية المنظمة" "والحشد" الجهادي" ومفهومي" المناهجية والمميعة"، في طروحات مختلفة، باستحضار مركزي للتحديات الجيو الاستراتيجية الجديدة التي بات يمثلها الصراع التركي الإيراني.
٥-خلافات التيار الجهادي، وإشكالية الأولوية ما بين الجهاد الداخلي والجهاد الخارجي، وما بين التطرف العنيف والتطرف المعتدل.
إذن، ستركز المداخلة على هذه الأفكار الخمس، باعتماد تحليل نقدي من داخل المفاهيم والمواقف التي بلورتها إيديولوجيا التطرف العنيف والخطاب الجهادي.