محاضرة الدكتور كمال حبيب: الحركات الإسلامية وسؤال المراجعة
فئة: أنشطة سابقة
كمال حبيب: سؤال الدين والدولة في مصر لازال سؤالا قلقا
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلا حدود يوم الاثنين الموافق 15 فبراير 2016م المفكر الإسلامي الكبير الدكتور كمال حبيب، في لقاء بعنوان "الحركات الإسلامية وسؤال المراجعة"، وذلك في حوار ممتد أدار تفاصيله وتداخل في محاوره الدكتور سامح إسماعيل مدير الأبحاث بالمركز.
في البداية قدم المحاور ضيف اللقاء، منوها على أهمية الموضوع المطروح للنقاش، خاصة وأن الدكتور كمال حبيب يعد أبرز من اشتبك وسؤال المراجعة داخل التنظيمات الجهادية، كأمير سابق لجماعة الجهاد، ومفكر طرح من داخل السجن كل قضايا المراجعة وإشكالياتها، موجها سؤاله للضيف حول مدى مصداقية المراجعة في ظل الضغط الأمني، ومحنة الاعتقال.
أكد حبيب أن المراجعة في رأيه كانت حتمية، في ظل ما شاهده من اندفاع وتهور في صفوف شباب الإسلاميين، وحالة الاستلاب التي يعيشها الإسلامي داخل التنظيم، في ظل سطوة الكبار، ومضى الضيف يعدد النماذج ويسرد الوقائع منذ انكسار التيار القومي وصعود المد الإسلامي عقب نكسة 1967، مقدما تحليله للوقائع في ظل مشاهداته داخل التنظيم نفسه. رافضا فكرة التنظيم بشكل صارم، وأن السرية تعني التغييب وتكريس الاستلاب والعنف.
وتداخل الدكتور سامح إسماعيل مع الضيف الكبير، ليطرح إشكالية المصادر المعرفية عند التكوينات التنظيمية للجماعات الجهادية، وكيف تلاقي فكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب مع فكر القاعدة، خاصة وأن الظواهري تأثر في بداياته بأفكار محمد خليل هراس الذي حقق كتب ابن تيمية، ومن قبله حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة، قبل أن يسأل الضيف: هل اكتملت الفلسفة العقدية عند جماعة الجهاد برسالة الإيمان لصالح سرية، ورسالة الفريضة الغائبة لمحمد عبد السلام فرج،؟ وهل ظل سؤال المراجعة حبيسا للمصادر الكلاسيكية في التراث الإسلامي؟
وفي إجابته، أكد حبيب أن المصادر المعرفية ظلت لفترات طويلة مقتصرة على كتب السنة والتراث، وأنه تعرف في السجن على طروحات مالك بن نبي وعلى شريعتي، وأنها وغيرها من القراءات الحديثة أضاءت له طريقا جديدا، ومضى يستعرض أبرز تلك الطروحات، مثمنا الدور الذي قام به أصحابها، وكيف أن كتابات أحميدة النيفر وصلاح الجورشي لعبت دورا في تطوير فكر النهضة في تونس، وشكلت ضغطا على الغنوشي، وهو أمر لم تتعرض له جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما جعلها أكثر تأثرا بالتيار السلفي الأصولي، وأصابها بالجمود.
وتوجه الدكتور سامح إسماعيل بعديد الأسئلة للضيف، كان أبرزها سؤالا حول المسكوت عنه في المراجعة، ولماذا ظل الأمر يدور في فلك الممارسة السياسية، مسألة الجهاد، بعيدا عن مراجعات أخرى كانت لازمة كالموقف من الإبداع الفني والمرأة وغيرها من الأمور الاجتماعية، ولماذا ظلت المراجعة حبيسة الأواني المخنوقة، لا المستطرقة، فلم تشمل كل التيارات. وفي إجابته اسهب الضيف في استعراض أبرز محاولات المراجعة، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى خطاب تجديدي شامل، ليعرض وجهة نظره في قضايا المراجعة الإشكالية، قبل أن يستمع إلى مداخلات الضيوف وأسئلتهم.
حضر اللقاء عدد من المهتمين والباحثين، في مقدمتهم الأستاذ حلمى شعراوي الكاتب والخبير في الشؤون الإفريقية، والدكتور كرم فتحي الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر وعدد من شباب الباحثين والإعلاميين.
والدكتور كمال حبيب كاتب صحفي وأكاديمي متخصص في شؤون الحركات الإسلامية حاصل على الماجستير في العلوم السياسية عن أطروحته: "الأقليات والممارسة السياسية في الخبرة الإسلامية - دراسة حالة الدولة العثمانية"، كما حصل على درجة الدكتوراه في العلوم عن أطروحته: " الإسلام والأحزاب السياسية في تركيا - دراسة حالة لحزب الرفاه 1983- 1997 م " .
وللدكتور حبيب تاريخ حافل في العمل بالحركات الجهادية، حيث تولى إمارة إحدى المجموعات الكبيرة لتنظيم "الجهاد" في أبريل عام 1981، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات في قضية الجهاد الكبرى، بعد أن اشتركت مجموعته في اغتيال الرئيس أنور السادات، وخرج في أكتوبر عام 1991، ثم اعتقل مرة أخرى عام 1993، بعد القبض على تنظيم "طلائع الفتح" التابع لتنظيم "الجهاد"، وأعيد اعتقاله عام 1994، وفي أعقاب تفجير السفارة المصرية بباكستان عام 1995م. وفي عام 1996 أصدرت السلطات الأمنية قرارًا بوضعه تحت الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات.
قاد كمال حبيب المراجعات داخل الحركة الإسلامية في وقت مبكر من عقد الثمانينيات، وكان كتابه الأبرز: "الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المراجعة" بداية نهج المراجعات، له مؤلفات عدة أبرزها تحولات الحركة الإسلامية والاستراتيجية الأمريكية، الأقليات والممارسة السياسية في الخبرة الإسلامية، الإسلام في آسيا الوسطى والبلقان، صدر له كتاب: " الدين والدولة في تركيا ... صراع الإسلام والعلمانية " والذي نشرته الهيئة العامة للكتاب. عام 2009م