محاضرة: حقوق الإنسان الإسلامية والإنسانية مقاربة ومقارنة
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، رئيس الوزراء السوداني السابق الإمام الصادق المهدي، إمام جماعة الأنصار ورئيس حزب الأمة، وذلك يوم الأحد الموافق 27ديسمبر 2015م، حيث ألقى محاضرة بعنوان حقوق الإنسان الإسلامية والإنسانية مقاربة ومقارنة، وشهد اللقاء الذي أدار تفاصيله الدكتور سامح إسماعيل حضورا جماهيريا وإعلاميا كبيرا .
في البداية، رحب الدكتور سامح بضيف المركز وبالسادة الحضور، وعرض مقدمة سريعة لموضوع اللقاء قبل أن يحيل الكلمة للإمام الذي أكد أن حقوق الإنسان أمر سابق على الديانات الإبراهيمية، وهي بدأت مع وجود الإنسان، كمسلمة فطرية لا تقبل الجدل، والأصل أن الأديان جاءت لتكريس تلك الحقوق ونشرها.
كما استعرض الإمام منظومة الحقوق التي جاءت بها الديانات الإبراهيمية، والمبادئ المطلقة التي جاءت بها قبل أن ينحرف الإنسان عنها، ويضمنها آراءه ليجعل الخطيئة أمرا لصيقا بالإنسان الذي كرمه الله، ومضى يشرح الأصل في كل المبادئ التي انحرف عنها الإنسان في قراءة نقدية تحليلية.
وأكد الإمام أن جوهر الإسلام لا يتناقض أبدا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل الاتفاقيات التكميلية اللاحقة، وأن الإسلام أبدا لا يمكن أن يحتكر وحده الحقوق للمؤمنين به، بل إن حقوق الإنسان الإسلامية لها صفة العالمية، وتظلل كل البشر، وأن ما نشهده من عنف وإرهاب هو إجرام ارتدى مسوح الدين، لكنه لا يمكن أن ينتمي إليه، واستعرض الإمام معطيات المنظومة الحقوقية في الإسلام، وكيف أنها تتفق إلى حد التطابق في رأيه مع كل ما تنادي به اتفاقات حقوق الإنسان، وكيف أن تحفظات بعض الدول الإسلامية جاءت في الأصل لتدعم الأنظمة الشمولية الثيوقراطية التي ترفض مبادئ الحرية والمساواة.
وفي النهاية أكد الإمام على المبادئ الخمسة التي لا يمكن بحال أن تنفصل عن جوهر أي دين وهي: الكرامة والحرية والعدل والمساواة والسلام، وهي مبادئ تؤرق الأنظمة الثيوقراطية التي تسعي إلى ترسيخ حكمها باسم الله، والله والدين منها براء، مؤكدا في تحليل نظري مدى التماهي بين حقوق الإنسان الإسلامية والإنسانية، وأن المسائل الخلافية باتت تنحصر في مسألة زواج المثليين وحدها، والتي يراها الدين-في رأيه- مخالفة للفطرة، لكنها ليست خلافات جوهرية، بل مسألة قابلة للتجاوز، ولابد أن يتفق الجميع على المبادئ الخمسة من أجل رفع الإنسان وتحقيق إرادة الله في الكون.