محمد إقبال (1877م/ 1938م)
فئة: أنشطة قادمة
محمد إقبال (1877م/ 1938م)
لتحميل استمارة المشاركة المرجو الضغط هنا
إذا كان الفكر النهضوي فكرًا إصلاحيًّا، سعى باستمرار إلى جعل الدين مدخلاً أساسيًّا لكلّ تصوّراته عن سبل تلافي التأخّر الحضاري العربي الإسلاميّ الذي تأكّدت حقيقته أواخر عهد الخلافة العثمانيّة، فإنّه مع المفكّر والفيلسوف والشاعر الصوفي الهندي محمّد إقبال، لم يكن مجرّد حاضنة أو مصفاة لما يمكن اقتباسه من حضارة الآخر المتفوّق، على نحو تلفيقي في الغالب، إنّما مثّل جوهر عمليّة النهوض ومحورها. ذلك أنّ المقصود بالإصلاح عند إقبال لم يكن تحديث الدولة، أو الثقافة، أو وسائل الإنتاج فحسب، بل هو الدين ذاته أساسًا.
ومن هنا كان الإصلاح عنده تجديدًا للفكر الديني، واستلهامًا من الآخر وانفتاحًا عليه في الآن نفسه. فمناداة محمّد إقبال بإصلاح أنظمة التعليم، وتطوير التشريع الإسلامي عبر وصله بمنظومة "الفقه القانوني الحديث"، تدخل ضمن هذا السياق وتمثّل دعوة شاملة إلى إعادة بناء الفكر الإسلامي عبر مراجعة أسسه ونظريّاته التي حكمت مختلف مراحله التاريخيّة، ومحاولة تمييز ما تمّ تجاوزه وعفى عليه الزمن عمّا بإمكانه أن يحمل الإفادة ويصلح في تاريخ المسلمين الحاضر، بالإضافة إلى التفاعل الإيجابي والبنّاء مع منتجات الفكر الأوروبي واكتشافاته نقدًا واستلهامًا، إذ يقول في مقدمة كتابه "تجديد الفكر الديني في الإسلام": "ولقد حاولت .. بناء الفلسفة الدينية الإسلامية بناءً جديدًا، آخذًا بعين الاعتبار المأثور من فلسفة الإسلام، إلى جانب ما جرى على المعرفة الإنسانية من تطور في نواحيها المختلفة و اللّحظة الراهنة مناسبة كل المناسبة لعمل كهذا"، وهي دعوة تؤمن بالانفتاح على متغيّرات العصر وتحديدًا في مجالات المعرفة، وهو ما يقتضي في نظره الرقابة المتواصلة واليقظة والمراجعة النقديّة المحيّنة والمستمرّة.
وتأتي دعوته هذه في ضوء قراءته لواقع عصره واستيعابه لثقافة واسعة مشرقًا ومغربًا، فقد جمع بين مصادر الثقافة العربيّة الإسلاميّة (الجاحظ، الكندي، مسكويه، الغزالي، البيروني، الرازي، الشاطبي، جلال الدين الرومي..) ومناهل الثقافة الغربيّة (برغسون، كنط، بيكون، نيتشة، ستيوارت ميل، شوبنهاور..)، دون أن نغفل عن ثقافته الهنديّة الأمّ. ولم يكن في مواقفه مفتونًا بهذه المصادر أو محاكيًا لما ورد فيها، بل كان متسلحًا برؤية نقديّة ثاقبة وعميقة لم تخل من جرأة وبعد نظر، هذا فضلاً عن تشبّعه بالفكر الصوفي الذي أعاد في نظره الاعتبار إلى الإنسان وأعلى من شأنه، وآمن بفاعليّته وتميّزه بين سائر المخلوقات. وقد أكّد محمّد إقبال هذا الفهم في أكثر من مناسبة، وهو يقول في هذا الباب: "الإنسان في صميم كيانه هو كما صوّره القرآن قوّة مبدعة وروح متصاعدة تسمو في سيرها قدمًا من حالة وجوديّة إلى حالة أخرى".
ويرى بعض الدارسين أنّ آراء إقبال لم تخل من طوباويّة أحيانا وضعف أيضا من ذلك دعوته إلى إنشاء هيئة تشريعيّة إسلاميّة تتولّى مسألة الاجتهاد بديلاً عن الاجتهادات الفرديّة التي كان يؤمّنها أفراد ينتمون إلى مذاهب محدّدة، أو كذلك توقّفه عند مراجعة مبدإ عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الإرث، وقبوله به. هذا دون أن يروا في ذلك استنقاصًا من فكره وعلمه، بل عدّوه استجابة طبيعيّة لروح عصره وانخراطًا في ثقافته.
والمؤكّد أنّ فكر محمّد إقبال التجديدي والنهضوي على قدر من الثراء والتنوّع والدقة في منهجه ورؤاه ومواقفه ومصادره، وهو لا يخلو من جرأة، فضلاً عن الجانب الإبداعي والفنّي الذي برز في مدوّنته الشعريّة، ممّا يبرّر ترجمة جلّ مؤلّفاته إلى لغات عدّة وسعة انتشارها وإقبال القرّاء والباحثين عليها وعكوفهم على إشكالاتها وأسئلتها التي مازالت إلى اليوم محلّ نظر ودراسة، من قبيل فكرة إعادة بناء الفكر الديني ومجالاتها وأبعادها والقائمين عليها وضرورتها، وكذلك تصوّره للدين على أنّه تجربة حيّة وتحليله لفكرة ختم النبوّة، وكيفيّة التفاعل مع الموروث الفلسفي والفكري الغربي عامة. فضلاً عن خوضه في المسألة السياسيّة واعتباره أنّ "الدولة في نظر الإسلام ليست إلاّ محاولة لتحقيق الروحانيّة في بناء المجتمع الإنساني".
المحاور:
- الفكر الديني في تصوّر محمّد إقبال. (مفهوم الدين/ الشريعة ومفهوم التشريع/ أصول التشريع/ هيئة التشريع/ التكوين الديني/ الدين والتدين/ الفقه القانوني الحديث..)
- الإنسان في فكر محمّد إقبال (الفرد والجماعة/ الإنسان والألوهيّة/ التجربة الروحيّة/ الذات والذاتيّة/ الاجتهاد الحرّ ورفع الوصاية عن العقل البشري..)
- صورة الآخر في فكر محمّد إقبال (رؤيته للثقافة الغربيّة/ صورة الغرب الاستعماري/ التبعيّة والاستقلاليّة/ مفهوم التقدّم.).
- المسألة السياسيّة في فكر محمّد إقبال. (مفهوم الدولة/ الدين والدولة/ العلمانيّة/ فكرة القوميّة..)
- المسألة الأخلاقيّة في فكر محمّد إقبال.
شروط المشاركة:
- آخر أجل للتوصل باستمارة ومخطط وملخص البحث هو: 30/ يوليوز/ 2015م.
- يتم التواصل مع ذوي استمارات البحوث المقبولة.
- آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا هو: 15/ شتنبر/ 2015م.
- يشترط في البحوث ألا يقل عدد كلماتها عن 8000 كلمة وألا يتجاوز 10000 كلمة.
شروط البحث:
- يشترط في البحث ألا يكون منشورا من قبل.
- يرفق البحث بملخص في حدود 100 كلمة باللغة العربية.
- أن تحترم الضوابط العلميّة والأكاديميّة في كلّ ما يتعلّق بالتوثيق الدقيق للمصادر والمراجع والهوامش الّتي تثبت متسلسلة في أسفل كل صفحة.
- ترتّب قائمة المراجع ترتيباً ألفبائياً بحسب كنية المؤلف في نهاية البحث؛ وفي حال وجود عدة مراجع للمؤلف نفسه، فإنها ترتب حسب تاريخ صدورها من الأحدث إلى الأقدم. وترد الإشارة إلى المراجع في النص عن طريق وضع المرجع كما هو موجود في قائمة المراجع بين قوسين.
- تعرض البحوث على محكّمين من ذوي الاختصاص والخبرة العالية.
- ترسل الملخصات والبحوث على العنوان التالي:
- workshop@mominoun.com
- تتكفل المؤسسة:
- بنشر البحوث المقبولة
- صرف تعويض مالي لذوي البحوث المقبولة.