معرفة المعروف: تحولات التأويلية من من شلايمخار إلى ديلتاي
فئة: كتب
«إنّ الوجه الهرمينوطيقي لا يقتصر، إذاً، على العلوم التأويلية للفنّ وللتاريخ، ولا على تعاطي ˝النصوص˝، ولا امتداداً، على تجربة الفنّ. فكليّة المشكل التأويلي، التي أقرّ بها شلايرماخر من قبلُ، إنما تخصّ كلّ ما هو عقليّ، الأمر الذي يعني كلّ ما نسعى إلى التفاهم حوله. ولكن حيثما يظهر أنّ الإفهام أمر غير ممكن، من أجل أننا ˝نتكلم لغات مختلفة˝، لا تبلغ الهرمينوطيقا منتهاها.خلافاً لذلك، تُطرح هاهنا المهمة التأويلية بكامل حدّتها؛ أي مهمة العثور على لغة مشتركة. ولكن اللغة المشتركة ليست أبداً معطى قائماً، إنها اللغة السائرة بين المتحدثين؛ أما تعلم اللغات الأجنبية، تماماً مثل التدرّب على النّطق لدى الطّفل، فلا يعنيان فقط امتلاكاً لأدوات التفاهم. فمثلُ هذه الدّربة إنما تدلّ، بالأحرى، على ضربٍ من الارتسام السّابق للتجربة الممكنة، ومن اكتسابها الأول. أن ننمو في ظلّ لغة تلك طريقةٌ لمعرفة العالم. لا فقط مثل هذه الدُّربة، ولكن