ندوة: إشكالية بناء الدولة في إفريقيا
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، يوم الثلاثاء الموافق 12 يناير 2016م، فاعليات ندوة علمية بعنوان:"إشكالية بناء الدولة في إفريقيا" حاضر فيها الدبلوماسي والباحث الإريتري السفير إبراهيم حامد، الملحق الثقافي الإريتري السابق بالقاهرة ومدير مركز نفارس للدراسات بلندن، والخبير بالشؤون الأفريقية الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية. وقام بالإعداد وتسيير الفاعلية الباحث محمد الصادق.
في البداية، رحب محمد الصادق بضيوف المركز وبالسادة الحضور، وعرض مقدمة سريعة لموضوع اللقاء قبل أن يحيل الكلمة إلى السفير إبراهيم حامد الذي أكد على خصوصية القارة الأفريقية وعلاقة هذه الخصوصية بالدولة كمفهوم وككيان سياسي له سياقاته الاجتماعية والتاريخية، وكيف أن الدولة ظهرت كحاجة مجتمعية نتيجة حراك وتطور مجتمعي أوروبي أدى لظهورها، بالإضافة إلى عرض مفهوم الدولة في النظم الحديثة "الليبرالية/الإشتراكية"، وكيفية اختلاف الطبيعة الثقافية والإثنية للمجتمعات الإفريقية عن نظيرتها في الغرب، قد أدى في النهاية للإيقاع بالقارة الأفريقية في العديد من المشاكل، ولفهم مشكلات المجتمع الأفريقي يجب طرح سؤال الهوية بشكل جاد في ظل وجود تعددية كبيرة "لغوية/إثنية" داخل أفريقيا، وأشار إبراهيم حامد أن كثيرا من المشكلات الأفريقية يجب عدم النظر إليها بسطحية؛ فمثلا الديكتاتورية في أفريقيا ليست مجرد ديكتاتورية نظم سياسية في الحكم، بل هى ديكتاتورية جماعات إثنية تصل إلى الحكم، وهذا ما يفسر أسباب الانقلابات العسكرية العديدة في إفريقيا.
من جانبه، تحدث الدكتور أيمن شبانة في البداية عن الدولة والنظم السياسية الحديثة وتطوراتها التاريخية في الغرب الأوروبي، وكيف أنها كانت نتيجة حراك اجتماعي فى أوروبا، ثم انتقل إلى عملية استعمار أفريقيا وخروج الاستعمار منها عسكريا فقط، بينما بقي الاستعمار الثقافي والاقتصادي، وجاء شكل الدولة الحديثة في أفريقيا نتاج تقسيم الحدود تعبيرا عن مصالح المستعمر دون مراعاة الأبعاد الإثنية، ولذلك جاءت الدولة في إفريقيا كحقيقة قانونية وليس كواقع مُعاش وحاجة مجتمعية وحقيقة سياسية، لذلك نجد ظاهرة ملحوظة في إفريقيا، وهي ظاهرة "انتماء ما دون الدولة"، فإذا تم سؤال الأفريقي عن انتمائه، فإنه يخبرك بكونه من قبيلة كذا أو من إقليم كذا، ولا يستخدم الدولة إلا في أضيق الحدود، وهذا جعل النظم السياسية الحاكمة في أفريقيا تقوم على الأسس الإثنية، ما جعل الدولة أداة للنهب الممنهج لصالح إثنيتها.
وطرح شبانة حل "تقاسم السلطة" كحل مرحلي لمشكلة الدولة في إفريقيا، وفق القيمة العددية للقوى الإثنية، بإلاضافة إلى مجموعة أخرى من الأدوات "كمحاربة الفساد، وبناء ثقة بين الأطراف المختلفة".
هذا وقد حضر اللقاء عدد من الضيوف، مثل د. شريف يونس الكاتب السياسي والأستاذ الجامعي للتاريخ الحديث والمعاصر والمفكر العربي أ. سلامة كيلة والباحث الاجتماعي أ. أحمد موسى بدوي، والعديد من المهتمين بالشأن الأفريقي.